تشارك فيها إسرائيل.. دعوات بالأردن لمقاطعة ورشة للمفوضية الأوروبية
جو 24 :
لم يكن يتوقع طالب الهندسة أنس الكايد (21 عاما) أن مشاركته في ورشة عمل تحمل عنوان "رؤية مشتركة لمستقبل منطقة المتوسط عام 2030"، ستجمعه بشباب وفتيات من إسرائيل، سيشاركون في ورشة العمل.
ما جذب الكايد للمشاركة بالمؤتمر، وفق حديثه للجزيرة نت، عبارات الدعوة المنمقة المتحدثة عن زيادة الوعي بالتحديات التي تواجه الشباب في منطقة المتوسط، ورسم مستقبل المنطقة وخطط تطورها مع محافظتها على تراثها الطبيعي والغني.
لكنه اصطدم ببيان على صفحات فيسبوك لناشطين في مجال مقاومة تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، يحذر الشباب من المشاركة بهذه الورشة لخطورتها في "دمج العدو الصهيوني في المنطقة والمجتمعات العربية".
أصل الدعوة
الورشة تنظمها المفوضية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، ومن المقرر انعقادها في العاصمة الأردنية عمان في 26 فبراير/شباط الجاري وعلى مدى أربعة أيام، يشارك بها شباب وفتيات من الفئة العمرية (18-35) من إسرائيل والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان.
وتهدف الورشة وفق دعوة المنظمين لفتح نقاش موسع عن مصير منطقة البحر الأبيض المتوسط باعتبارها حيزا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا مشتركا، للخروج برؤية مشتركة لمستقبل المنطقة.
وتهدف أيضا لتيسير تبادل الخبرات والممارسات الفضلى والتشبيك بين مؤسسات المجتمع المدني، وتعاونهم في مجال المناصرة وكسب التأييد ومجالات أخرى ذات علاقة بمنطقة المتوسط.
تحذيرات مبكرة
تحذيرات الناشطين الأردنيين في مجال مقاومة تطبيع العلاقات الشعبية مع الاحتلال الإسرائيلي تعددت وتنوعت، منها حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وندوات ولقاءات توعوية وورشات عمل للشباب وطلبة الجامعات.
ولخدمة ذلك، عقدت رابطة الشباب الديمقراطي الأردني ورشة عمل، هدفها تحصين الوعي العربي ضد كل أشكال التطبيع، ومواجهة ما أسموها بـ "الهجمة التطبيعية الممنهجة التي تقودها المفوضية الأوروبية بتنظيمها مثل هذه الورشات".
الشاب محمد زرقان أحد منظمي لقاءات العمل الرافضة للتطبيع يرى في إعلان ورشة المفوضية الأوروبية محاولات لـ "دمج الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة العربية، واستغلال طاقات الشباب العربي في خدمة الأجندة الصهيونية".
وتابع زرقان للجزيرة نت أن مقاومة مثل هذه الورشات التطبيعية يكون عبر ندوات ولقاءات واتصالات بالشباب لتوعيتهم وتحذيرهم من المشاركة بها، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف أنهم سينظمون اعتصاما أمام مفوضية الاتحاد الأوروبي الأسبوع القادم لإلغاء الورشة.
جدير بالذكر أن الورشة تزامنت مع إعلان الرئيس الأميركي للخطة الأميركية للسلام "صفقة القرن"، وحالة الإجماع الوطني الرسمي والشعبي على رفض مخرجاتها.
رسالة غاضبة
على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن تجمع "اتحرّك" لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع تقديمه "رسائل غاضبة" للمفوضية الأوروبية طالبت بالتراجع عن دعوة ممثلين عن إسرائيل في الورشة التشاورية.
واعتبر التجمع أن "مشاركة ممثلين عن الكيان الصهيوني يهدف لدمجه بالمحيط العربي، ويناقض توجهات وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي لإطلاق مبادرة الاعتراف مشترك بالدولة الفلسطينية في إطار الرد على صفقة القرن.
وتداعت أحزاب سياسية ونقابات مهنية ولجان مقاومة التطبيع لإصدار بيانات رافضة لقيام ورشة العمل بمشاركة إسرائيلية.
واعتبرت لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع في مجمع النقابات المهنية الأردنية دعوة "ممثلي الاحتلال الإسرائيلي للمشاركة بالورشة محاولة لتبييض سجله المليء بجرائم القتل والتدمير".
سفراء ضد التطبيع
نيابيا، وجه النائب أحمد الرقب مذكرة نيابية لرئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز حول الورشة، قال فيها "إن القبول بمشاركة صهيونية يشكل تناقضا واضحا مع سياسة الدولة إزاء العدو الصهيوني الذي يكرر مرة بعد مرة تهديداته واستهدافه للأردن، فضلا عما درجت عليه الحكومات المتعاقبة من تجريم مثل هذه المشاركات ومنعها لما لها من آثار خطيرة تستفز كل أبناء معركة الكرامة في أردن الصمود والشموخ".
الناشط رضا ياسين غرد على وسم #سفراء_ضد_التطبيع على تويتر قائلا "50 منظمة مجتمع مدني وحزب ومبادرة من 12 دولة أصدروا بيانات رفض للورشة الشبابية الإقليمية التطبيعية (رؤية المتوسط 2030) في الأردن نهاية الشهر إضافة لمذكرة لدولة عمر الرزاز من نواب، وزارة الشباب نفت علاقتها، ووزارة الداخلية صامته!! مين نسأل؟؟ عمارة بدون بواب؟؟ #سفراء_ضد_التطبيع".
مشاهدة تغريدات رضا ياسين الأخرى
وتقدم تجمع "اتحرك" لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع برسالة لمفوضية الأوروبية لإلغاء الورشة.