jo24_banner
jo24_banner

أزمة إدلب.. رسائل سياسية في الميدان السوري

أزمة إدلب.. رسائل سياسية في الميدان السوري
جو 24 :
كتب منير الحنيطي / عميد طيار متقاعد - تمر روسيا وتركيا بأزمة حقيقية رغم التقارب الاستراتيجي سياسياً واقتصادياً في مجالات عديدة، هذه الأزمة ما كانت لتحدث لولا عدم تطبيق أحدهما أو كليهما لاتفاقيتي سوتشي وأستانا ، وربما الخداع الاستراتيجي حول مناطق خفض التصعيد في سوريا كان السبب في الانحراف الحاد عن مسار وتعاون الطرفين للخروج بحل عادل ينهي الأزمة السورية وتفاصيل عناوينها، مما أدى الى أزمة حقيقية تتضح فيها الندية في توازن القوى على الأرض في مقابل المقايضة السياسية، وهذا ليس بعيداً عن سياسة (حافة الهاوية والأرض المحروقة) الروسية في مقابل الحفاظ على الأمن القومي التركي وحقوق اللاجئين السوريين الإنسانية. فهل أصبحت العلاقة الاستراتيجية بينهما هشة لهذه الدرجة وهل كانت علاقاتهما تكتيكية مؤقتة وهل هنالك دول معينة ضغطت على روسيا لتغيير البوصلة ؟

اختراق الجيش السوري

نتيجة اختراق الجيش السوري والمليشيات التابعة لها والقصف الجوي الروسي الممنهج لمنطقة خفض التصعيد في محافظة ادلب، ورغم الاتصالات بين رعاة الاتفاقيات قامت تركيا وما زالت تقوم بحشد لقواتها في تلك المنطقة والتهديد بعمل عسكري اذا لم ينسحب الجيش السوري خارج منطقة خفض التصعيد بحلول نهاية هذا الشهر ، إلا أن روسيا تصر على تقدم الجيش السوري وبإسناد القوة الجوية الروسية بفرض السيادة بالقوة التدميرية وبمزيد من التهجير والمعاناة الإنسانية.

وهنا أعتقد أن حجم القوات التركية التي تم أرسالها للداخل السوري رغم نوعيتها بحاجة لمزيد من القوات للقيام بهجوم واسع لإخراج الجيش السوري من تلك المحافظة (حسب الاتفاقيات) ذلك بوجود الدعم الجوي الروسي، رغم توفر أسلحة ارض/جو تركية ورغم تواجد حوالي ٣٧ نقطة مراقبة تركية ووجود جيش المعارضة السوري الى جانبها. وبالتالي ربما تعلن تركيا حظرا جويا على منطقة العمليات أو إستخدام قواتها الجوية، وهنا تكمن خطورة المواجهة المباشرة بين روسيا وتركيا، وربما تؤدي الى حرب شاملة في حال تدخل حلف الناتو. فهل لدى الطرفين خطط للخروج الإستراتيجي من هذه الأزمة ؟

روسيا ومشروع التهجير


ماذا يريد كلا الطرفين؟ روسيا تريد بسط سيطرة الجيش السوري على محافظة ادلب، وتهجير نحو ثلاثة ملايين سوري الى تركيا، بمعنى تغيير ديمغرافي كما حصل في بعض مناطق سوريا، وبذلك يتم إنهاء الثورة السورية وانهاء المفاوضات الدولية حول وضع دستور جديد وقانون انتخابات وعودة المهجرين الى سوريا، وبالتالي تثبيت النظام الحالي وبسط النفوذ الروسي الدائم وإعلان النصر.

الموقف التركي وحقوق الثورة

بينما يتمثل الموقف التركي بعدم تهجير السوريين وانهاء معاناتهم ودعم حقوق الثورة السورية بإبقاء المفاوضات السياسية قائمة لنيل حريتهم واختيار النظام الذي يريدون من خلال دستور جديد وقانون انتخابات لتحقيق آمال الشعب السوري، وبالتالي فإن هذه الأمور تتطلب منطقة آمنة على الحدود ومنها إبعاد المليشيات الإيرانية التي تقاتل مع الجيش السوري عن حدود تركيا، وهذا بمجمله ما تحتاجه تركيا للحفاظ على أمنها القومي، إضافة الى إمكانية طلب تدخل إنساني دولي.

سيكون هذا الأسبوع حافلاً بالحراك السياسي والدبلوماسي الدولي ورسائل قوية متبادلة بالميدان، كما حدث الأسبوع الفائت.



 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير