هل فيروس كورونا هو وباء إكس الغامض الذي يقتل 80 مليون إنسان؟
جو 24 :
أفاد تقرير نشره موقع بلومبيرغ الأميركي أن فيروس كورونا قد يكون هو "وباء إكس" الغامض الذي يحذر خبراء الصحة منه، والذي قد يسبب وفاة حوالي ثمانين مليون شخص.
ويقول جاسون غايل -في تقريره بالموقع- إن منظمة الصحة العالمية سبق أن حذرت قبل سنوات من أن "وباء إكس" قد يثير عدوى دولية.
ويضيف التقرير أن أعراض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19" تبدو خفيفة في البداية، غير أنها سرعان ما تتحول أحيانا بشكل غير متوقع إلى مميتة في الأسبوع الثاني من الإصابة.
وفي حين أصيب بالفيروس نحو 78 ألف شخص في أقل من ثلاثة أشهر معظمهم في الصين، فقد أدى هذا الوباء إلى وفاة أكثر من 2300 شخص، كما يثير انتشاره مزيدا من القلق في مناطق جديدة مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا.
تحدٍ وبائي
ويشير ماريون كوبمانز رئيس علم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة إراسموس في روتردام وعضو لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة -في مقال نشرته له مجلة "سيل جورنال" العلمية الأربعاء الماضي- بالقول إنه سواء سيتم احتواء هذا الفيروس أم لا، فإن انتشاره بسرعة كبيرة أصبح يشكل أول تحد وبائي حقيقي مما يجعله يدخل ضمن فئة "وباء إكس".
ويضيف موقع بلومبيرغ أن الوباء انتشر الآن ووصل إلى أكثر من عشرين دولة ومنطقة، ولكنه ينسب إلى المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها القول إن بعض المرضى أصيبوا بالفيروس في مجتمعهم المحلي وليس لهم صلة معروفة بالصين.
وأما نانسي ميسونييه مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي فصرحت -في مؤتمر صحفي الجمعة الماضية- بالقول إنه لا يلاحظ انتشارا للوباء بالولايات المتحدة غير أنه من المحتمل أن يحدث هذا نهاية المطاف.
ويشير تقرير بلومبيرغ إلى أنه -على عكس سارس- فإن فيروس "كوفيد-19" يتكاثر بتركيزات عالية في الأنف والحنجرة بصورة أقرب إلى نزلات البرد، وأنه يبدو أنه قادر على الانتشار من خلال أولئك الذين لا تظهر عليهم أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة.
سيطرة وتدابير
ويضيف التقرير أن هذا يجعل من المستحيل السيطرة على الفيروس عبر استخدام تدابير فحص الحمى التي ساعدت في وقف انتشار سارس قبل 17 عاما.
وأما البروفسور غريغوري بولاند خبير الأمراض المعدية والصيدلة الجزيئية والعلاجات التجريبية في مايو كلينيك، فيقول إنه لوحظ وجود نمط مماثل من الالتهاب بين مرضى كوفيد-19 وأولئك الذين قضوا بعدوى وباء "الإنفلونزا الإسبانية" عام 1918.
وقال أيضا -في مقابلة هاتفية الخميس الماضي- إنه كلما تعرض المرء للإصابة فإنه يخوض معركة، وإن هذه المعركة تنحصر بين الضرر الذي يحدثه الفيروس، والضرر الذي يمكن أن يحدثه الجسم عندما يحاول محاربته.
ما هو الوباء إكس؟
عام 2019 حذر تقرير مستقل -أعد بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة- من وجود "تهديد في غاية الخطورة" لوباء يجتاح الكوكب، ويهدد حياة حوالي ثمانين مليون شخص.
ويمكن لمسببات الأمراض المميتة التي تنتشر جوا في جميع أنحاء العالم أن تدمر حوالي 5% من الاقتصاد العالمي، ولكن العالم ليس مستعدا لمجابهة مثل هذا الوباء القاتل، كما يقول التقرير.
وقد أصدر هذا التقرير مجلس رصد الاستعداد العالمي العام الماضي، بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة الصحة.
وقامت غرو هارلم برونتلاند الرئيس السابق لمنظمة الصحة ورئيسة الوزراء النرويجية السابقة، والأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر الحاج آس سي، بتكليف فريق من خبراء الصحة لدراسة التهديد المحتمل لانتشار هذا الوباء القاتل، ومدى تأهب العالم لمكافحته على جميع الأصعدة السياسية والمالية واللوجستية.
وقد أكد التقرير أن "تواصل غياب الإرادة السياسية على جميع المستويات يقف عائقا أمام حالة التأهب. وبينما لا يتحرك قادة الدول لمواجهة هذه الأزمات الصحية إلا حين تجتاح حالة من الخوف والذعر بلدانهم، لا تسخر أغلب الدول القدرات الملائمة والموارد اللازمة لمنع تحول الأمراض إلى أوبئة".
يذكر أن تقارير سابقة حثت البلدان على ضرورة أخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وتسخير كامل طاقاتها للتصدي للخطر الداهم الذي يهدد الإنسانية جمعاء.
قلق
وكان المدير العام للصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قد صرح أمس السبت بأن المنظمة قلقة من عدد الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا دون صلة واضحة بالتفشي رغم أن العدد الكلي للإصابات خارج الصين صغير نسبيا حتى الآن.
وأضاف في إفادة أن الحالات التي لا تربطها صلة واضحة بالتفشي تشمل أشخاصا لم يسبق لهم السفر إلى الصين أو مخالطة أي حالة إصابة مؤكدة بالفيروس.
وأعلنت حكومة محلية بالصين أمس أن سبعينيا في إقليم هوبي أصيب بفيروس كورونا لكن لم تظهر عليه أعراض إلا بعد 27 يوما، مما يعني أن فترة حضانة الفيروس قد تكون أطول بكثير من فترة 14 يوما المفترضة.
وقد تعرقل فترة الحضانة الأطول جهود احتواء انتشار التفشي الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص، وانتشر خارج الصين.
المصدر : بلومبيرغ,فورين بوليسي,رويترز