جثمان الشهيد على مذبح الطقوس التلموديّة.. لا تنسى أن تستنكر قبل التصفيق!
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - "الأرواح غير اليهوديّة أرواح شيطانية، شبيهة بأرواح الحيوانات".. هذه ليست خرافة نازيّة أو فاشيّة، ولا تعويذة مشعوذ يلقي تعاليمه على مجتمع سرّي من أكلة لحوم البشر، وإنّما هذا ما يؤمن به تماما كلّ من اعتنق الصهيونيّة بقذارتها الضاربة في عمق خرافات "المشناه" و"الغاماراه" التلموديّة!
هذه العقيدة الدينيّة لدولة الاحتلال الصهيوني، هي المنبع العقائدي لكافّة ممارساتها العدائيّة، التي تصفع الضمير الإنسانيّ كلّ يوم بأبشع الجرائم، كأعراض خطيرة لمرض "الشعب المختار"، وعقد "الإيغو" الساديّة لذلك التجمّع الإجراميّ، الذي جيء به من مستنقعات الأرض، لإنشاء قاعدة عسكريّة استيطانيّة توسّعيّة، يعترف بعض العرب -مع الأسف- بأنّها دولة تستحقّ البقاء!
جثمان شهيد تنكّل به "جرّافة" الإحتلال، على مرأى العالم أجمع.. ولايزال هنالك أبله يصفّق لمصطلحات من قبيل "الشرعيّة الدوليّة"، و"السلام العادل"! "العدل" وفقا لعقيدة الإحتلال وحلفائه هو الموت للعرب، بل ولكلّ البشريّة من غير "اليهود".. ورغم هذا يستمرّ التصفيق، وترتفع وتيرة نشازه على إيقاع "العمليّة السلميّة"، و"نبذ العنف".
أقذر الحركات العنصريّة على مرّ التاريخ البشريّ الملطّخ بالدماء، فشلت في احتلال هذا القاع الذي يشغله الإحتلال الصهيوني بممارساته المستندة إلى عقيدة دمويّة ظلاميّة.. ومع هذا يردّد العالم بأسره اسطوانة "مكافحة الإرهاب"، دون أن يجرؤ أيّ سياسي على توجيه أصابع الاتّهام مباشرة، لبؤرة الإرهاب الحقيقيّ في الشرق الأوسط.
الإرهاب الصهيوني تجاوز الأحياء لينال حتّى من الشهداء وأجسادهم، ترى هل ستنتفض تلك المؤسّسات التي تطلق على نفسها لقب: "منظّمات حقوق الإنسان"؟! أم أنّها أيضا تؤمن بأن الأرواح "غير اليهوديّة" تستحقّ هذه البشاعة؟! بصراحة، لا مكان لهذه الأرواح الطاهرة البريئة في ردهات الفنادق، والمؤتمرات الاستعراضيّة، التي تتاجر بالإنسان وحقوقه، بل حتّى حياته ومماته..
في منتصف العاصمة الألمانيّة برلين، تنتصب جدر اسمنتيّة، وإن كانت أصغر وأقصر من جدار الفصل العنصري الذي شيّده الإحتلال على أرض فلسطين.. النكتة السمجة أن هدف هذه النصب البرلينيّة هي تذكير الألمان يوميّا، بما يدعى بـ "الهولوكوست".. ولايزال هذا العالم الثقيل يعيش في أوهام و"ذنوب" ماضويّة، لـ "تبرير" الجريمة والنكبة المستمرّة التي تصفعه يوميّا بحقائقها..
بالأمس، كانت حركات المقاومة التقدّميّة تعلن عند كلّ محطّة أن العداء مع الإحتلال هو عداء للصهيونيّة، وليس لليهوديّة.. بعيدا عن هذه الشعارات الجميلة، دعنا نتأمّل الحقائق بعض الشيء.. ما هي المرجعيّة الميتافيزيقيّة الظلاميّة التي يستند إليها هذا الإرهاب الجهنّمي؟! يمكنك دفن الرأس في الرمال ما شئت، إلاّ أن حقيقة ما نواجهه، هو أيديولوجيا ظلاميّة عسكرتاريّة إرهابيّة تستهدف المنطقة بالإبادة والتطهير العرقي، بكافّة أدواتها الماديّة والنظريّة، وليس مجرّد مصالح ونزاعات دول حول الحدود..
واصل دفن رأسك في الرمال ما استطعت إلى ذلك سبيلا.. هذا لن يغيّر وجه الحقيقة، وطبيعة العدوّ الذي نواجه.. حتّى الأرواح مستهدفة بعقيدة التلموديّين الهمجيّة، ولكن لا يجرؤ أحد بأن يصف هذا صراحة بالإرهاب.. بل لايزال هنالك في هذه البقعة الممتدّة من بحر الظلمات إلى خليج المحروقات، من يمدّ للمسخ المسمّى بـ "اسرائيل" يد "السلام"!
جثمان الشهيد يخجل ضمائرنا التي يفترض أن تعصف بكلّ حيّ حتّى الإحتراق، ولكن وا حسرتاه.. هنالك في البلاد من يسعى إلى إنشاء محرقة أبديّة لكلّ القيم، وقودها الغاز المستورد من الكيان، ودخانها شعارات خجولة..