تركوا المدرجات وسقطوا في الساحات.. الزوراء والقوة الجوية يستذكران ضحايا الاحتجاجات
استذكر ناديا الزوراء والقوة الجوية في العراق عشرات من أنصارهما الذين قضوا جراء قمع الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورفعت جماهير القوة الجوية لافتات في ملعب الشعب الدولي في الجولة الأولى من الدوري العراقي، استذكروا فيها مشجعي النادي الذين قضوا في المظاهرات.
والحال ذاتها تنطبق على نادي الزوراء الذي استذكر هو الآخر الضحايا من أنصاره، حيث رفعت جماهير النوارس لافتة كتب فيها "المشجع عمر سعدون.. ستبقى في قلوبنا، لن ننساك"، وأطلقوا عليه لقب "شهيد الحرية".
وبحسب الإحصائية التي حصلت عليها "الجزيرة نت" من إدارة الناديين، وصل عدد ضحايا جماهير القوة الجوية إلى أكثر من 15 شخصا، وكان أولهم هو المشجع المعروف باسم (غلوبي) الذي سقط برصاص قناص قرب مستشفى الجملة العصبية ببغداد، وبعدها جاء الدور على المشجع حسين الدراجي الذي سقط على جرف نهر دجلة متأثرا بإصابة في رأسه بقنبلة مسيلة للدموع، ومصطفى الذي أصابه الرصاص الحي في جسر الجمهورية، أما حمودي اللامي فقد سقط هو الآخر بعدما كان ينقل المصابين قرب نفق ساحة التحرير.
أيقونة الاحتجاجات
أما نادي الزوراء فقد بلغ عدد الضحايا من أنصاره ثمانية أشخاص، أشهرهم "أيقونة الاحتجاجات" صفاء السراي الذي كان من أبرز مشجعي الفريق الأبيض حيث أصيب في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وسط ساحة التحرير، مع استمرار القوات الأمنية في إطلاق القنابل الغازية بشكل عشوائي على الساحة، ونقل إلى مستشفى الجملة العصبية، وأجرى له الأطباء عملية أزالوا فيها شظية القنبلة الغازية من رأسه وأوقفوا النزيف، لكن حالته بقيت حرجة ثم توفي متأثرا بجراحه.
وزار حارس المنتخب العراقي ونادي الزوراء جلال حسن، منزل عائلة الشاب المتظاهر عمر سعدون الذي قتل في أحداث الناصرية.
وقدم حسن تعازيه إلى عائلة عمر سعدون، وجلس إلى جانب والدته مخاطبا إياها، "نحن أولادك نحن عمر سعدون"، معبِّرا لها عن حزنه العميق، وأهداها قميص المنتخب العراقي ونادي الزوراء.
أما لاعب المنتخب العراقي علاء عباس الذي وصفه المتظاهر عمر سعدون بلقب "الأباتشي"، فرثى الفقيد عبر حسابه على الإنستغرام، وأهدى عائلته قميصه مع نادي الزوراء والمنتخب العراقي.
بطولة تكريمية
وتعتزم إدارة نادي الزوراء تقديم مقترح إلى الاتحاد العراقي لكرة القدم بشأن إقامة بطولة رباعية يشارك فيها الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة، يخصص ريعها لعائلات الضحايا والجرحى من الجماهير الرياضية الذين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية.
وحظي هذا المقترح بتأييد إدارة نادي القوة الجوية، حيث قال وليد الزيدي نائب رئيس النادي إن إدارته تقف إلى جانب المتظاهرين وحقوقهم المشروعة، وإنها مع أي فكرة لدعم عائلات الذين سقطوا في التظاهرات.
وأضاف الزيدي في حديث خصَّ به "الجزيرة نت"، أن نادي القوة الجوية فقد كثيرًا من أنصاره في الاحتجاجات، وهناك كثير من مشجعي النادي روت دماؤهم أرض ساحات الاحتجاجات.
وأشار إلى أن هؤلاء المتظاهرين قدموا أرواحهم من أجل قضية وطن، وموقفهم هو في قمة الشجاعة، ولا بد من أن يستذكرهم التاريخ بفخر كبير.
وأكد أن إدارة القوة الجوية ستقدم الدعم المادي والمعنوي إلى عائلات الضحايا الذين سقطوا في التظاهرات من جماهير النادي، ولن تبخل عليهم بشيء بعد أن كانت حناجرهم تصدح بحب الصقور في المدرجات.
من جانبه، قال عضو إدارة نادي الزوراء عبد الرحمن رشيد إن النادي فقد كثيرا من أنصاره في المظاهرات، وهناك أسماء مهمة، أبرزها صفاء السراي وعمر سعدون وآخرون.
وأضاف أن إدارة الزوراء علقت صور مشجعيها الذين سقطوا في المظاهرات عند بوابة النادي، وهو من باب الوفاء لمشجعيها الذين كانوا من المحبين والمناصرين للفريق.
واعتبر أن إقامة بطولة رباعية تشارك فيها الأندية الجماهيرية أفضل طريقة لدعم عائلات الضحايا ماديا، لأنها ستحظى بدعم إعلامي وجماهيري، وهذا ما يسهم في إنجاحها بشكل كبير.
فيما قال رئيس رابطة مشجعي الزوراء أمير المالكي، إن المتظاهرين خرجوا وسط كل الظروف للحصول على المطالب المستحقة للشعب العراقي.
وأضاف "لم ننسَ زملاءنا إطلاقا، رفعنا لافتات لهم في الملاعب، هتفنا بأسمائهم، وقمنا بإهداء الفوز إليهم، كما عملنا على تعليق جدارية في نادي الزوراء استذكارا لتضحياتهم".
وناشد رئيس رابطة نادي الزوراء الحكومة العراقية بمنح تعويضات لعائلات ضحايا المظاهرات من الرياضيين وغيرهم، لأنهم خرجوا بسلمية من دون أن يحملوا السلاح أو يقوموا بأعمال تخريبية، وهذا واجب على الحكومة وليس فضلا منها.
المصدر : الجزيرة