الطراونة : انخفاض العنف الجامعي في " الأردنية "
محمد مبيضين- قال رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة ان حالة العنف الجامعي انخفضت في الجامعة بشكل كبير وملموس منذ نهاية العام الماضي.
ووفقا - لرئيس الجامعة- فإن عدد حالات العنف التي حدثت في حرم الجامعة منذ تشرين اول الماضي بلغت ثلاث حالات واحدة امام مبنى كلية الحقوق واثنتان في محيط الجامعة في اماكن اصطفاف السيارات مما يؤشر تفهم طلبة الجامعة ورفضهم لهذه الظاهرة وتعاونهم المستمر والايجابي مع ادارة الجامعة لتجفيف منابعها .
واضاف الطراونة خلال ندوة عقدت في نادي الفحيص الارثوذكسي بعنوان "العنف الجامعي" ان هذه المشاجرات الثلاث كانت فردية وليست جماعية واتخذت بحق المشاركين فيها عقوبات تراوحت بين الفصل النهائي والفصل من الجامعة لمدة اربعة فصول دراسية.
واشار الطراونة الى نجاح الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الجامعة للتخلص من ظاهرة العنف الجامعي بالتنسيق مع مديرية الامن العام والتي تحتوي عدة اشكال وقائية وعلاجية وعقابية .
وفي تفاصيل الخطة قال الطراونة "انه تم زيادة عدد افراد الامن الجامعي وتقسيمهم الى مجموعات ثاتبة واخرى متحركة وتصويب بعض حالات الاسوار والاسلاك الشائكة حول الجامعة والطلب من اعضاء مجلس العمداء بالطلب من الاقسام الاكاديمية والاساتذة بضرورة التواصل مع الطلبة" .
واضاف انه تم الطلب من عمادة شؤون الطلبة بتكثيف نشاطاتها الاجتماعية والمجتمعية واستحداث اندية طلابية خاصة بادبيات الحواروتأسيس نادي ادارة الازمات ورفع سقف الحرية للطلبة في ادارة وممارسة انشطتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
ولفت الطراونة الى ان الجامعة فتحت الآفاق لمؤسسات المجتمع المدني من احزاب وجمعيات ونقابات مهنية وعمالية للتحاور في رحاب الجامعة فضلا عن خروج رئيس الجامعة شخصيا ونوابه والعمداء للالتقاء بمؤسسات المجتمع المحلي وفي طليعتها المدارس لتوعية الطلبة بخطورة العنف المجتمعي .
ومن بين بنود الخطة التي يتم تنفيذها تكثيف لقاءات رئيس الجامعة مع الطلبة والتحاور معهم بوسائل الاتصال الاجتماعي ومن خلال اذاعة الجامعة واستحداث مهارات حياتية ضمن برنامج "ديل كارينجي" وتعزيز العمل الجماعي التطوعي.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الدكتور موسى شتيوي انه شارك مع نخبة من الخبراء والاكاديميين في دراسة العنف الجامعي، مشيراً الى ان المشاجرة عندما تتحول من ما بين شخصين الى جماعية وتستخدم فيها الأسلحة والادوات الحادة وتنتج عنها اصابات ووفيات فانها تصبح مقلقة .
وأضاف شتيوي ان من اسباب عنف الجامعات بروز ظواهر غير حميدة منها الهويات الفرعية وتراجع هيبة سيادة القانون إضافة الى التوسع غير المدروس في التعليم العالي خصوصا بروز جامعات مناطقية وأزمات في القبول الجامعي.
ومن بين أسباب العنف الجامعي بحسب - شتيوي – البيئة الجامعية في بعض الكليات الانسانية التي يشعر طلبتها أن مستقبلهم بعد التخرج غير مشرق إضافة الى غياب البعد التنويري لأساتذة الجامعات بسبب ضغوط أهمها الأوضاع المالية.
وأكد شتيوي ان الجامعة الأردنية تقدم نموذجا فريدا ومتقدما في مجابهة العنف الجامعي داعيا في هذا السياق الجامعات الى خلق بيئة جامعية من خلال رفع كفاءة عمادات شؤون الطلبة وتعزيز الحوار واستنهاض الجسم الأكاديمي.
وحث شتيوي على اعادة النظر بأساليب التدريس والمناهج واستبدال مادة التربية الوطنية بمساقات تدريس التربية المدنية لبناء شخصية الطالب الجامعي وفق اسس سليمة ومدروسة .
وفي مداخلة له خلال الندوة أكد محافظ البلقاء حسن عساف أهمية الاستراتيجية التي وضعتها الجامعة الأردنية لمكافحة العنف الجامعي، وأبدى رغبته الاستفادة من هذه الخطة لعمل اللجنة المشكلة في المحافظة لمواجهة العنف المجتمعي والجامعي.
وكان كل من رئيس النادي المهندس ميشيل سماوي والناشط الثقافي يوسف ابو دية الذي أدار الحوار أشارا الى الجهود التي تقوم بها الجامعات الأردنية من أجل إحداث تنمية مستدامة كونها محركات مهمة في تطور المجتمعات المحلية.
وأشادا برؤية وتطلعات الجامعة الأردنية في مواجهة اشكال العنف المجتمعي والجامعي من خلال الدراسات المتخصصة وتوجيه وتوعية طلبتها الى الأضرار التي تسببها أعمال العنف على سمعة الجامعات وهيبتها.
ووسط حضور لافت لعدد من كبار المسؤولين وأعضاء شبيبة النادي في مدينة الفحيص قدم عدد من الحضور مداخلات حول اسباب والحلول المناسبة للعنف الجامعي.
وأشار شبان من المدينة الى أزمة التعليم العالي لا سيما ضعف استقلالية الجامعات وانتشار الواسطة والمحسوبية وغياب العمل الحزبي ومحدوية دعم الدولة المالي للجامعات الأردنية.
وأكدوا على ضرورة تظافر جميع افراد وهيئات ومؤسسات الدولة لتجفيف منابع العنف المجتمعي الذي يتسلل للجامعات من خلال إرساء مزيد من العقلانية والحوار وقبول الآخر وتوسيع نطاق المشاركة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
