ملايين الطفلات يعملن بأعمال منزلية تنتهك حقوقهن وتفتك بمستقبلهن
يصادف يوم غد الأربعاء 12/6/2013 اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال ، الذي أطلقته منظمة العمل الدولية عام (2002) لتحديد مدى إنتشار هذه الظاهرة على مستوى العالم ولضرورة إتخاذ الإجراءات على الحكومية وغير الحكومية للحد منها. ويأتي إحتفال هذا العام تحت شعار "لا لعمالة الأطفال في العمل المنزلي".
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى فئات ثلاث من عمل الأطفال الذي يحظره القانون الدولي وفقاً لمنظمة العمل الدولية ، أولها أسوأ أشكال عمل الأطفال / الطفلات المطلقة التي عرفت دولياً بالإستعباد والإتجار بالبشر والعمل سداداً لدين وسائر أشكال العمل الجبري وتوظيف الأطفال / الطفلات جبراً لإستخدامهم / لإستخدامهن في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة. وثانيها العمل الذي يؤديه طفل / طفلة دون الحد الأدنى للسن المخول لهذا النوع من العمل بالذات (كما حدده التشريع الوطني ووفقا للمعايير الدولية المعترف بها)، والعمل الذي من شأنه إعاقة تعليم الطفل / الطفلة ونموه / نموها التام ، وأخيراً وثالثها العمل الذي يهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية للطفل / للطفلة أكان بسبب طبيعته أو بسبب الظروف التي ينفذ فيها، أي ما يعرف بمصطلح ’’العمل الخطر‘‘.
وبحسب إحصائيات منظمة المعل الدولية لعام (2010) فإن (15.5) مليون طفل وطفلة يعملون / تعملن في الأعمال المنزلية سوا أكانت الأعمال مدفوعة أو غير مدفوعة الأجر ، وسواء أكانت لدى عائلاتهم / عائلاتهن أو لدى عائلات الغير ، وهذه الإعمال تعرضهم / تعرضهن لأنواع مختلفة من المخاطر والإنتهاكات والإيذاء بجميع أشكاله ومنها الإعتداءات الجنسية ، والتي غالياً ما تكون بعيدة عن الأنظار وقد يعزل الأطفال / الطفلات عن العالم الخارجي ولا تسمع معاناتهم / معاناتهن في أغلب الحالات.
كما وأكد التقرير العالمي حول عمالة الأطفال لعام (2013) والذي صدر بتاريخ 29/4/2013 عن منظمة العمل الدولية ، الى أن هنالك ما يقارب (215) مليون طفل / طفلة عامل / عاملة حول العالم ، على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه خلال الفترة بين عامي (2000-2008) حيث إنخفضت عمالة الأطفال / الطفلات بنحو (30) مليون نسمة. ويشمل ذلك (115) مليون طفل / طفلة يعملون / يعملن في أسوأ أشكال العمالة مثل الإسترقاق والدعارة.
وتضيف "تضامن" أن (52%) من الأطفال / الطفلات يعملون / يعملن في الأعمال المنزلية الخطرة ، وأن (47%) تقل أعمارهم / أعمارهن عن (14) عاماً ، منهم / منهن (3.5) مليون من الفئة العمرية (5-11) عاماً ، و(3.8) مليون من الفئة العمرية (12-14) عاماً ، وأن حوالي (72%) من عمالة الأطفال في الأعمال المنزلية هن طفلات ، أي أن (11.16) مليون طفلة يعملن بأجر أو بدون أجر لدى عائلاتهن أو لدى عائلات الغير.
ويشار الى أن تقريراً جديداً بعنوان: "القضاء على عمل الأطفال في المنازل: حماية العمال المنزليين الشباب من الإيذاء والاستغلال" سيتم نشره من قبل منظمة العمل الدولية بهذه المناسبة ، يحتوي على أرقاماً عن عدد الأطفال / الطفلات المستخدمين / المستخدمات في العمل المنزلي، ويظهر تعرض أغلبهم / أغلبهن لعنف جسدي ونفسي وجنسي وظروف عمل جائرة.
وتشير "تضامن" الى نتائج مسح عمالة الأطفال في الأردن لعام (2007) عن دائرة الإحصاءات العامة والذي خلص الى وجود (37760) طفلاً وطفلة عاملاً / عاملة من الفئة العمرية (5-17) عاماً وبنسبة تصل الى (2.1%) من مجموع الأطفال / الطفلات من نفس الفئة العمرية.
ونوه المسح الى أن حجم العينة للطفلات العاملات كانت أقل من (25) حالة ، وقد خلص المسح الى ندرة تشغيل الطفلات علماً بأنه قد غطى (14091) أسرة يعيش فيها (76046) طفلاً وطفلة من الفئة العمرية (5-17) عاماً ، وأن ثلثهم يعملون / يعملن بإعمال منزلية غير مدفوعة الأجر شكلت الطفلات العاملات النسبة الأعلى حيث تقوم (37.6%) منهن بأعمال منزلية غير مدفوعة الأجر مقابل (27.1%) من الأطفال الذكور. وقد شملت أنشطة الأعمال المنزلية للطفلات العاملات بدون أجر الطبخ والتنظيف ، في حين كانت أنشطة الأطفال الذكور تتضمن التسوق والتصليح.
وتؤكد "تضامن" على حقيقة أن الأرقام لا تعكس الواقع الحالي لعمالة الأطفال في الأردن كون المسح أجري قبل حوالي ست سنوات ، كما أن عمل الطفلات الصغيرات داخل المنزل وبدون أجر (والذي يصنف على أنه من عمالة الأطفال) منتشر وبشكل كبير ، وتختلف بذلك "تضامن" مع ما توصل اليه المسح بإعتبار عمل الطفلات داخل المنازل نادر وغير منتشر.
وتدعو "تضامن" جميع الجهات المعنية ، الحكومية وغير الحكومية الى بذل المزيد من الجهود للحد من عمل الطفلات في الأعمال المنزلية بشكل خاص ، لأن عملهن هذا يقضي على فرصهن في التمتع بحقوقهن التي كفلتها القوانين المحلية والإتفاقيات الدولية خاصة إتفاقية حقوق الطفل وإتفاقيات منظمة العمل الدولية ، وحماية لهن من التعرض لإنتهاكات جسدية وجنسية ونفسية ، ولضمان أن لا يتأثر مستقبلهن ليصبحن شريكات فاعلات في المجتمع ويسهمن في مختلف المجالات وفي تنمية مجتمعاتهن.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني