أوصى المسلمين بالصلاة عليه في كل مكان.. وفاة المفكر الإسلامي المصري محمد عمارة
وكانعمارةعضوا بهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عرف تحولات فكرية نقلته من الاتجاه الماركسي إلى الدفاع عن الفكر الإسلامي. واشتهر بكونه من "الإسلاميين المستقلين" الذين دافعوا عن رسالة الإسلام وأمته وقضاياها المعاصرة.
والمفكر الراحل من مواليد 8 ديسمبر/كانون الأول 1931، بقرية قلين بمحافظة كفر الشيخ، بدأ حفظ القرآن في السادسة من عمره، وحصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1965، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975.
|
ورغم أنه أفرد العديد من كتبه لمواجهة الفكر التغريبي وللرد على غلاة العلمانيين، فإن قضايا القومية العربية والعدل الاجتماعي والثورة على الظلم ظلت ملحوظة في كتاباته، كما كانت الدائرة الإنسانية والتفاعل مع الحضارات المختلفة موجودة في مشروعه الفكري.
وكان التنصير إحدى الساحات التي عمل عليها قلم عمارة، فخاض سجالات مع الكنيسة القبطية بمصر التي هاجمته مرات لدرجة أنها مارست ضغوطا لمنع مقاله الذي كان ينشره في جريدة "أخبار اليوم"، منتقدة ردوده على منشورات تنصيرية وُزعت بمصر وحديثه عن دور الكنيسة في إثارة الفتنة الطائفية، والمشروع العنصري الذي يريد استبدال اللغة القبطية بالعربية، ورفعت الكنيسة ضده دعوى قضائية.
وصلت مؤلفات محمد عمارة خلال ستة عقود إلى نحو 240 مؤلفا ما بين كتاب ودراسة،ومن هذه المؤلفات: "التفسير الماركسي للإسلام"، و"معالم المنهج الإسلامي"، و"الإسلام والمستقبل"، و"نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام"، و"الغارة الجديدة على الإسلام"، و"التراث والمستقبل"، و"الإسلام والسياسة: الرد على شبهات العلمانيين"، و"الجامعة الإسلامية والفكرة القومية".
كما قام بتحقيق مجموعة من الكتب القديمة والحديثة، منها الأعمال الكاملة لكل من: رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وقاسم أمين، وعلي مبارك.
ناصر الدكتور عمارة ثورة 25 يناير/كانون الثاني2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك ، ووصفها بأنها "ثورة شعبية من أعمق الثورات الشعبية التي عاشتها مصر في العصر الحديث، وهي ملحمة كشفت المعدن الحقيقي لهذا الشعب الأصيل".
كما رفض الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز 2013، وأصدر بيانا واضحا طالب فيه بالعودة إلى المسار الديمقراطي واحترام إرادة الشعب المصري وبعودة الجيش إلى ثكناته.
واعتبر الدكتور عمارة -في مقطع مصور- أن عزل الرئيس مرسي "باطل شرعا وقانونا هو وكل ما ترتب عليه"، وهو الموقف الذي أثار عليه هجمات شرسة من وسائل الإعلام والدوائر المؤيدة للانقلاب العسكري.