أبو سياف يتهم الأردن والخليج بخذلان أهل السنة
دعا قيادي بارز في التيار السلفي الجهادي في الأردن "الشباب المسلم" للنفير العام إلى سوريا نتيجة تدخل حزب الله اللبناني إلى جانب النظام السوري وإيران في الحرب الدائرة في سوريا.
وتحدث القيادي في التيار محمد الشلبي "أبو سياف" للجزيرة نت عن توجهات أكبر للشباب من التيار ومن خارجه للقتال في سوريا بعد ما جرى في القصير وما يجري في مناطق أخرى في سوريا نتيجة قتال حزب الله ومقاتلين من العراق وإيران وغيرهما إلى جانب النظام السوري.
لكن أبو سياف اتهم النظام الأردني وأنظمة الخليج ودول أخرى "بخذلان أهل السنة"، واعتبر أن قرار محكمة أمن الدولة الأردنية أمس الاثنين بالحكم بسجن ثلاثة شبان لمدة خمس سنوات بعد عودتهم من القتال في سوريا "رسالة خذلان للشعب السوري وانحياز للنظام السوري الذي يستقبل آلاف المقاتلين الشيعة ويزجهم بالحرب ضد الشعب السوري".
وكشف عن وجود ما سماه "إغلاقا محكما وغير مسبوق للحدود الأردنية مع سوريا"، وتابع "رصدنا عودة حوالي عشرين شاب لم يتمكنوا من التسلل إلى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية".
وقال "لتفتح الدول المحاذية لسوريا الحدود للمجاهدين ولن يبقى أثر للنظام أو لحزب الله وإيران في أرض الشام".
واعتبر أن استمرار التضييق على الجهاديين مقابل التدفق الكبير للمقاتلين الشيعة من العراق ولبنان وغيرها "سيؤدي لانتصار النظام السوري".
ووجه أبو سياف رسالة للنظام الأردني بالقول "ما تفعلونه سيؤدي لانتصار حزب الله، لا تستبعدوا أن تشاهدوا حزب الله في وسط عمان إذا ما بقي الوضع الراهن".
حرب طائفية
واتهم القيادي الجهادي النظام السوري وحزب الله بالمسؤولية عن "الحرب الطائفية" في سوريا، وقال "جهادنا في سوريا هو جهاد دفع لحماية الشعب السوري بعد أن أوغل النظام بدماء الآمنين، ودخول حزب الله إلى جانب نظام فرض علينا قتاله".
ولا يخفي القيادي السلفي الجهادي أن المواجهة مع حزب الله "المدرب والشرس" تختلف عن المواجهة مع الجيش السوري، لكنه يرى أن "الجهاديين بات لديهم خبرات طويلة في القتال من أفغانستان للعراق وغيرها".
وعن الحديث عن تدخل أميركي في سوريا، قال أبو سياف "أميركا عدونا الأول وتدخلها إن حصل فهو لحماية إسرائيل التي يحميها النظام السوري منذ أربعين سنة، وهي (أميركا) تعرف أن عدوها وعدو إسرائيل الحقيقي هم الجهاديون، حيث وضعت جبهة النصرة على قائمة الإرهاب".
وذهب للقول إن "المجاهدين لن يسمحوا بتكرار السيناريو العراقي في سوريا بأن تسلم أميركا بلاد الشام لإيران".
ويبلغ عدد الأردنيين المقاتلين ضمن جبهة النصرة في سوريا أكثر من 500، قتل منهم نحو ستين منذ اندلاع الثورة على نظام بشار الأسد عام 2011.
غير أن الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية يرى أن قيادة تنظيم القاعدة ما زالت حذرة من الإعلان عن حرب طائفية في سوريا.
وقال للجزيرة نت "في رسالته الأخيرة لاحظنا أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري لم يأت على ذكر حزب الله أو الشيعة (..) وكنا قد اطلعنا على رسائل تلوم أبو مصعب الزرقاوي لقتاله الشيعة في العراق خلال قيادته لتنظيم القاعدة قبل مقتله عام 2006".
دفعة
غير أن أبو هنية يرى أن تدخل حزب الله ومقاتلين من العراق إضافة لإيران إلى جانب النظام السوري "سيشكل دفعة قوية لجبهة النصرة والتنظيمات السلفية المقاتلة في سوريا".
وذهب إلى حد القول إن سوريا "شكلت الولادة الثالثة والأقوى لتنظيم القاعدة بعد أفغانستان والعراق، وإن ما سيساهم في تقويته هو تدخل حزب الله وما شاهده الجميع من مظاهر طائفية بعد معركة القصير الأخيرة".
ويشرح أبو هنية "علينا أن ندرك أن تنظيم القاعدة بات يعلم أن المعركة في سوريا طويلة لذلك فهو لا يلجأ للعمليات الكبرى للتخويف منه، ولاحظنا غياب العمليات الكبرى لجبهة النصرة منذ شهرين".
وزاد "الكل يعرف أن للتنظيم يدا طويلة في لبنان، لكنه ينتظر مراحل أكثر تقدما على ما يبدو لفتح المعركة مع حزب الله على مصراعيها ربما بعد إنهاك النظام السوري أكثر".
وبرأي الخبير في الجماعات الإسلامية فإن واشنطن ربما تلجأ لـ"إستراتيجية التذويب في سوريا"، وشرح "أميركا ترى اليوم أن النظام السوري ينتهي وأن أعداءها وأعداء إسرائيل من حزب الله وتنظيم القاعدة وإيران مشغولون بمعركة ستنهكهم أكثر فأكثر".
(الجزيرة نت)