لحظات تاريخية وجوائز مثيرة للجدل.. هكذا انتهى مهرجان برلين 2020
أسدل الستار بالأمس على فعاليات الدورة التاريخيةالسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وقد تخطت سابقتها من ناحية الحضور الجماهيري في أول ستة أيام فقط، حيث حققت ما يزيد على 272 ألف تذكرة مبيعة، أي بزيادة تتجاوز عشرين ألف تذكرة عن العام الماضي.
شهد الختام البرلينالي فوزا ملحميا للفيلم الإيراني "لا يوجد شيطان There is no Evil" للمخرج الإيراني الممنوع من السفر محمد رسولاف، حيث تسلمت الجائزة ابنته وبطلة الفيلم باران رسولاف.
وتوج هذاالفيلم المثير للجدل سياسيا واجتماعيا بالدب الذهبي، جائزة أفضل فيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويتكون من أربع قصص منفصلة متصلة، تدور في النهاية عن حق الإنسان في الاختيار، عن التجنيد الإجباري، وبشكل خاص عن عقوبة الإعدام أيضا.
المخرج ممنوع من السفر، ومهدد بالسجن لمدة عام، وهو الحكم الذي صدر ضده بتهمة نشر دعاية معادية للنظام الإيراني، لكن لم يتم تنفيذ الحكم حتى اليوم، وبالتالي لم يحضر فعاليات المهرجان، لكنه تواصل مع الصحافة عبر مكالمة فيديو أجرتها معه ابنته باران.
الدببة الفضية
بالإضافة ذلك فقد توج بالأمس الفيلم الأميركي "أبدا نادرا أحيانا دائماnever rarely sometimes always" بجائزة الدب الفضي الخاصة بلجنة التحكيم، وهو الفيلم الذي يتتبع يوميات فتاة تريد أن تقوم بعملية إجهاض.
جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل ذهبت للإيطالي إليو جيرمانو عن فيلم "مختبئ Hidden away" ويناقش قصة رسام إيطالي مبدع يعاني من مرض نفسي، مما عرضه لمصاعب كثيرة طوال حياته، منها بقاؤه وحيدا في العراء فترة طويلة، ثم التحاقه بمستشفى نفسي لمعظم فترات حياته.
أما جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة فقد ذهبت وعن استحقاق للألمانية باولا بير عن فيلم "أوندينه Undine" للمخرج الألماني كريستيان بيتزولد، ويدور في إطار رومانسي يختلط فيه الواقع بالفانتازيا. ويناقش قصة امرأة ترتبط بعلاقة خاصة بالماء، ورجل يعمل غطاسا محترفا في البحيرات المحيطة بمدينة برلين.
أما الكوري هونغ سانجسو فقد انتزع جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج، من خلال فيلمه المرأة الهاربة (The woman who ran) وهو يتكون من مجموعة من المشاهد الحوارية الطويلة ذات الإيقاع الكوميدي والأجواء الواقعية، والتي تذكرنا بأسلوب المخرج وودي آلن.
ونجح الأخوان الإيطاليان فابيو وداميانو دينوسينزو، أصغر مخرجي ومؤلفي المسابقة الرسمية، في الفوز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو عن فيلمهما "قصص سيئة Bad Tales".
أما الفيلم الروسي الجريء "دو ناتاشا Dau Natasha" فنجح بحصد جائزة الدب الفضي لأفضل صورة سينمائية، وتدور أحداثه عن مختبر أبحاث في العصر السوفياتي.
واكتمل عقد الفائزين بالفيلم الفرنسي الكوميدي "امح الذاكرة Delete history" الذي نجح في الفوز بجائزة الدب الفضي الخاصة من لجنة التحكيم، وتدور أحداثه عن ثلاثة أصدقاء في سن الكهولة، يتورطون في مواقف غرائبية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة لسيطرة الإنترنت على كل الخدمات الحياتية، بدءا من شراء الأثاث، وصولا لطلب الطعام والشراب.
تاريخ وحاضر ومستقبل
الجدير بالذكر أن المهرجان شهد العديد من اللحظات السياسية التاريخية، أولها كان من خلال حجب إحدى جوائز المهرجان لارتباطها باسم "الفريد باور" أول مدير للمهرجان، بسبب اكتشاف تهم عن الارتباط بالدعاية النازية التي تورط فيها.
كما ظهرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون في عرض خاص لسلسلة من الحلقات الوثائقية عن حياتها على هامش المهرجان.
وأثار الفيلم الألماني "برلين الكسندر بلاتس Berlin Alexanderplatz" الكثير من ردود الأفعال نتيجة تعرضه لقضية العنصرية في ألمانيا، خصوصا مع تصاعد شعبية اليمين مرة أخرى بالانتخابات الأخيرة.
مظاهرات المستقبل كانت حاضرة من خلال نشطاء البيئة الذين قاموا بالتظاهر أمام السجادة الحمراء لمهرجان برلين، محذرين من أن كوكبنا يمر بسنواته الأخيرة نتيجة التلوث والاستخدام الجائر للموارد الطبيعية، وكان يمكن لهذه المظاهرة أن تهدد حفل الختام، لكن إدارة المهرجان أبدت تفهما كاملا لمطالبهم، بل عدلت من العديد من تفاصيل المهرجان لتصبح أكثر تماشيا مع حقوق البيئة.