هل يكون اقتصاد اليابان ضحية جديدة لفيروس كورونا؟
جو 24 :
في ظل انتشار فيروس كورونا في اليابان، تلقّى اقتصاد البلاد وسمعة رئيس الوزراء شينزو آبي ضربة موجعة، حتى إن دورة الألعاب الأولمبية المقرر تنظيمها في طوكيو يوليو/تموز المقبل باتت في خطر.
وفي تقرير نشر بمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، قال الكاتب ويليام سبوزاتو إن الأوضاع ليست كما يُفترض أن تكون، في وقت احتفل آبي لتوه بكونه رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ اليابان الذي شغل هذا المنصب لمدة طويلة، وكذلك في وقت تحسنت فيه العلاقات مع الصين، مع ترقّب الزيارة الدولية المقبلة التي سيقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اليابان.
ووفقا للكاتب فإن الحكومة اليابانية أكدت إصابة 210 أشخاص بالفيروس في جميع أنحاء البلاد، وهي نسبة أقل بكثير من الحالات المسجلة في كوريا الجنوبية.
وقال "في حين أن نجاح النهج الياباني لم يتحدد بعد، فلا شك أن الاقتصاد هو أحد الجوانب المتضررة".
وحتى قبل انتشار الفيروس -يضيف الكاتب- كانت اليابان متجهة نحو ركود محتمل، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي 6.3% في الربع الرابع من العام المنصرم على نحو مفاجئ، متأثرا بتراجع الاستهلاك بعد زيادة ضريبة المبيعات الوطنية.
ويتابع أنه "من شبه المؤكد أن تفشي الفيروس سيزيد الوضع سوءا"، في وقت توقعت فيه مؤسسة غولدمان ساكس أن يشهد الربع الأول من العام الجاري انخفاضا في النمو بنسبة 0.3%.
اعلان
وأوضح الكاتب أن الآثار الاقتصادية للفيروس في تصاعد مستمر، حيث تراجع مستوى أعمال الشركات اليابانية، في وقت سجل سوق الأسهم في طوكيو تراجعا كبيرا.
يشار إلى أن مؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو هبط 3.7% الجمعة الماضي، وهو أدنى مستوى منذ الخامس من سبتمبر/أيلول المنصرم.
وبحسب الكاتب، تشير بعض المطاعم في وسط طوكيو إلى انخفاض في الحجوزات بنسبة 50%، كما عُلّقت الأحداث الرياضية الكبرى.
السياحة الخاسر الأكبر
من المرجح -وفق الكاتب- أن تكون السياحة، التي تعد من بين النجاحات الكبيرة لحكومة آبي- الخاسر الأكبر جراء كل ما يحدث، فقد توقف السياح الصينيون، الذين استأثروا بنسبة 40% من نفقات الزوار الأجانب العام الماضي عن القدوم إلى اليابان.
كما هجر الكوريون الجنوبيون -الذين يشعرون بالانزعاج من اليابان بسبب القيود التجارية التي فرضت على بلادهم في العام الماضي- البلاد.
وخلال العام الماضي، شكل عدد السياح القادمين من كلا البلدين نصف عدد الزوار البالغ عددهم 32 مليون سائح، وفق الكاتب.
وأفاد الكاتب بوجود تصريحات تتحدث عن أن طوكيو قد لا تكون المكان المناسب لعقد الألعاب الأولمبية الصيفية والبارالمبية، في ظل انتشار فيروس كورونا.
وأشار إلى أن كل هذه المعطيات تضر بشعبية شينزو آبي، في وقت أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة كيودو للأنباء اليابانية في الفترة ما بين 15 و16 فبراير/شباط الماضي، أن نسبة تأييده وشعبيته عرفت تراجعا كبيرا منذ عامين.
جدير بالذكر أن شينزو آبي واجه انتقادات بسبب بطء تعامله مع أزمة فيروس كورونا، وفق ما أوردت وكالة رويترز.
ومن المحتمل -حسب الكاتب- أن تواجه مبادرات "آبي" التي تسعى للانفتاح على حكومة "شي" انتكاسة، مع إمكانية إلغاء الرحلة المخطط لها في أبريل/نيسان، وهي الأولى التي يقوم بها زعيم صيني منذ عام 2008، في وقت يصر البلدان -من الناحية الرسمية- على أن الرحلة لا تزال قائمة.
وقال شينزو آبي أمس الأول إن اليابان ستمضي قدما في استضافة دورة الألعاب الأولمبية في الصيف وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في الربيع، لكنه أضاف أنه لن يتردد في توسيع نطاق القيود على الهجرة إذا تطلب الأمر، بحسب رويترز.
المصدر : فورين بوليسي