فصل الربيع على الأبواب.. ما علاقته بعلاج اكتئاب النساء؟
تؤكد الطبيبة في علم النفس ماري كلير عقل أن هناك علاقة بين تغير مزاج الإنسان وتعاقب الفصول، كشفتها دراسات عديدة للسلوك البشري الذي يختلف فيه الناس بطريقة تفاعلهم وتعاملهم مع حالة الطقس والظروف الجوية.
وتشرح الطبيبة ماري أنه في فصل الربيع يتغير حال الطبيعة حيث تتوهج الشمس وتشع بالدفء وهذا يصل إلى مخ الإنسان فيزداد نشاطا ويقظة.
ويترتب على ذلك تنشيط الذاكرة في تسجيل الأحداث واستدعائها، وينشط التفكير في الربط بين الأحداث والمعلومات وفي توليد المشاعر المختلفة، إذ تصبح مشاعر المرأة مرهفة سواء باتجاه السرور أو الحزن، بحسب الطبيبة ماري.
ويعد فصل الربيعأفضل الفصول من الناحية النفسية حيث تزداد فيه ساعات النهارالتي تبعث بالنفس النشاط والحيوية، وتزهر فيه معظم الأشجار فتضفي ألوانا زاهية تؤثر بإيجابية على الإنسان.
اختفاء الاكتئاب الشتوي
وتعتبر الطبيبة ماري أن "الاكتئاب الشتوي" الذي يصيب النساء غالبا، ويبدأ ظهوره مع فصل الشتاء يسبب انقباضا نفسيا حادا، وسوء التركيز، وهو يصيب النساء ثلاثة أضعاف الرجال.
وعندما يأتي فصل الربيع، تقل تقلبات المزاج عند المرأة، لأنه يعطيها الإحساس بالحيوية والاستقرار النفسي والذهني.
كما أن الربيع دائما يكون موسم الموضة غير المتوقعة، لذلك تختلف التصاميم من موسم إلى آخر، ولا توجد ألوان محددة، وغالبا تحب النساء أن يتبعن في هذا الفصل الموضة. وهذا يقلل الاكتئاب، بحسب الطبيبة ماري.
جرعات من الضوء
أثبتت الدراسات، بحسب قولها، أن أفضل علاج لهذا المرض الموسمي هو جرعات من الضوء لإعادة ضبط تلك الساعة الخفية داخل جسم الإنسان.
ويكفي الجلوس أمام مصدر ضوئي جيد لمدة عشرين دقيقة يوميا مع تهوية حجرات المنزل. فالضوء يحسن المزاج نظرا لأنه يحد من إفراز هرمون ميلاتونين الذي يسبب النعاس. وأضافت الطبيبة ماري أن هذا أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الأشخاص يبدون بصحة جيدة بعد عودتهم من عطلة تزلج، أو إجازة.
وتبين أن فيتامين "ب6" يفيد بتقوية الجهازالمناعي، إضافة لمشاركته في تحفيز إنتاج هرمون "السيروتونين" الذي يعرف بهرمون السعادة، أما فيتامين "ب9" أو حامض الفوليك فهو يلزم لإنتاج الأدرينالين والدوبامين الضروريين للمخ لأداء وظائفه وتنشيط قدرته.
نصائح مفيدة
وتاليا أهم النصائح التي تقدمها الطبيبة ماري كلير عقل لكل امرأة تعاني من تغير المزاج والتعب النفسي مع تقلب الفصول:
1- لا تدعي نفسكِ فريسة للتغييرات المناخية التي تفسد عليك متعة الانسجام مع الطبيعة، وحاولي أن تقاومي تقلب درجات الحرارة الذي قد يصيبك ببعض الأمراض الربيعية الخفيفة، فالتأقلم مع هذه التغييرات يمنحك صحة بدنية وعافية نفسية.
2- تناولي الطعام المتوازن الذي يعيد لك المزاج المعتدل والنوم والشعور بالراحة.
3- راقبي ما تأكلينه، واتبعي نظاما غذائيا صحيا، فاكتئاب الشتاء يجعل جسمك يشتهي كميات متزايدة من السكر والكربوهيدرات، كالشوكولاتة والمعجنات، وتذكري أن تتناولي حصصا كافية من الخضروات والفواكه.
4- مارسي الرياضة لتشعري بالنشاط، وجربي الرياضات التي يمكن ممارستها في الأماكن المفتوحة، مثل المشي والجري وقيادة الدراجة، فهذه هي الخيارات الأفضل لتزيد حصتك اليومية من أشعة الشمس.
5- استمعي إلى موسيقى مبهجة، فهي تساعدفي تحسين المزاج بشكل ملحوظ.
6- انخرطي في الأنشطة الاجتماعية، خاصة الخيرية والتطوعية منها، فهي تولد شعورا بالإنجاز والسعادة، وتعزز شعورك بالرضا والإيجابية.