الانتخابات الإسرائيلية نتنياهو رئيسًا للحكومة القادمة
النتائج الاولية للانتخابات الاسرائيلية تشير الى ان حزب الليكود بقيادة نتنياهو احرز 60 مقعدا في انتخابات الكنيست الاخيرة، وهي الثالثة في غضون 11شهرا.
ويبدو ان مستقبل نتنياهو السياسي كما راهن كثيرون من خصومه في اسرائيل لم ينتهِ. وان الانتخابات بمثابة تصويت شعبي على شرعية انتخاب نتنياهو الزعيم اليميني المتطرف. وانه افلت من محاكمته بتهم فساد خطيرة يمكن ان تؤدي به الى السجن والنهاية سياسيا.
نتنياهو مُصر على المناورة والمغامرة والابتزاز والمساومة السياسية على ترأس الحكومة المقبلة، ووفقا للنتائج الاولية فان الفرصة الاوفر ستكون له في ضوء ما هو معلن من نتائج، وكما يبدو ستكون حاسمة لصالح نتنياهو وحلفائه في اليمين الاسرائيلي المتطرف.
نتائج الانتخابات الاولية، وان كان نتنياهو مجبرا على البحث عن حلفاء في تشكيل الحكومة، ولكن الظاهر سياسيا يقول ان نتنياهو يمسك ادوات القوة واللعبة، وانه في هذه الجولة الانتخابية حصن نفسه من المحاكمة والملاحقة القضائية.
القائمة العربية المشتركة نالت نصيبا وحصة قوية في الانتخابات الاخيرة، ويرجح حصولها على 14-15 مقعدا. ولاول مرة يحصد عرب 48 هذا العدد من المقاعد، ولكن سياسة نتنياهو المتطرفة والاقصائية، ومتتاليات صفقة القرن، والسلام على الطريقة الاسرائيلية والامريكية انشأ وضعا جديدا في صفوف الاقلية العربية في الداخل الاسرائيلي.
ولربما ان حصة القائمة العربية المشتركة ستكون مؤثرة وحاسمة، ولها تأثير كبير في تشكيل الحكومة المقبلة. وان كان نتنياهو بين خيارين لا ثالث لهما في تشكيل الحكومة فاما التحالف مع القائمة العربية او حزب «اسرائيل بيتنا « بزعامة أفغدور ليبرمان الذي تجمعه بنتنياهو خلافات وصراعات واعتراضات سياسية واسعة، وما يستعبد ان يصلا الى تحالف نيابي -حكومي.
نتائج الانتخابات الاسرائيلية، وفوز اليمين المتطرف، وتشكيل نتنياهو للحكومة القادمة ماذا يعني بالنسبة الى الاردن وفلسطين والعرب؟ الاستمرار في سياسة الاستيطان والاحتلال، والمضي في تطبيق قرارات ضمن اراضي وادي الاردن والاغوار والبحر الميت والجولان ومستوطنات الضفة على الواقع، وهي تهديدات لم تنفك على لسان نتنياهو طوال الحملة الانتخابية، وبعيد الاعلان عن النتائج الاولية. وتعني اطلاق الرصاصة الاخيرة على وادي عربة واوسلو.
نتائج الانتخابات خالفت كل التوقعات، وبدأت اكثر اثارة ودهشة، وذلك ما يريد الاسرائيليون ان يقولوه، وهو خيارهم السياسي بانتخاب نتنياهو . وما يحمل من اشارات الى ان الاسرائيليين انحازوا الى الامن، ولم يفضلوا محاكمة زعيم سياسي متطرف يترجح بين احبال القانون.
نتنياهو»زعيم بيبي» وصف اطلقته الصحافة الاسرائيلية، اطول رئيس حكومة، وتعدى عمره في الحكومة رئاسة بن غورين لحوالي اربعة اعوام. وكلاهما مؤسسان لعقيدة وسياسة الاحتلال والاستيطان التوراتية الاسرائيلية، ونجحا في طبع السياسة الاسرائيلية بشخصيتهما.