إلغاء اجتماع مجلس النقابة بالزملاء في بترا ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون.. وراء الأكمة ما وراءها

نقابة الصحفيين قررت إلغاء اللقاء الذي كان من المفترض أن يجمع أعضاء مجلسها يوم غد الأحد، بالزملاء العاملين في وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لمناقشة مسألة إعادة الهيكلة والدمج، التي تعتزم الحكومة المضي بها، دون رؤية واضحة، ودون أية مراعاة لمصالح الزملاء ومصيرهم.

صدفة "بحتة" قررت الهبوط فجأة على أرض الواقع، فكانت السبب بإلغاء هذا الإجتماع، الذي كان يترقبه الزملاء، لحل مشاكلهم تحت مظلة النقابة، التي يفترض أنها خندق الدفاع الأول والأخير، عن العاملين في مهنة المتاعب.

هذه الصدفة، التي قررت من تلقاء نفسها، أن تفرض كينونتها على الواقع في هذا الوقت بالتحديد، تتمثل بدعوة مدير "بترا" للعاملين من أجل عقد اجتماع، في ذات التوقيت الذي كان قد تقرر فيه اجتماعهم مع مجلس النقابة.

الغريب أن "انشغال" بعض الزملاء في "بترا" بهذا الاجتماع المفاجئ، لا يفترض أن يتناقض مع عقد اجتماعهم الذي كان مقررا مع مجلس نقابة الصحفيين.. ولكن شاءت الصدفة أن يتقرر اعتبارهم في عين عاصفة الانشغال التام، بل وسحب هذا الإفتراض حتى على الزملاء العاملين في التلفزيون الأردني!

المشكلة تكمن تحديدا في طبيعة الفهم لدى البعض فيما يتعلق بتطوير الإعلام وتحديثه.. وكأن المسألة يمكن حلها بإجراءات دمج تجري كيفما اتفق، ودون أخذ التداعيات بعين الاعتبار.. بل ودون حتى ملامسة جوهر القضية، المتعلق بمضمون ومحتوى ورسالة الإعلام الرسمي، وضرورة وجود سياسة تحريرية موحدة، تحترم عقول الناس، ولا تتخندق في فخ الرأي الواحد.. هذا جوهر معاناة الإعلام الرسمي، وهو ما كان يفترض مناقشته مع مجلس النقابة، لولا الصدفة الغريبة، التي هبطت في هذا التوقيت تحديدا!