اختبار البرلمان
استعراضات بعض النواب الذين انهالوا على رئيس الوزراء د. عبدالله النسور بأقسى مفردات النقد أثناء جلسات منح الثقة، مازالت حاضرة بقوّة في الأذهان، ومازالت شعارات أعضاء المجلس النيابي -التي تجاوزت في "ثوريّتها" خطاب خمسينيات القرن الماضي- تتردّد في ذاكرة الأمس الأقرب إلينا من حبل الوتين.. شعارات عاصفة وخطب رنانة ونقد اشتعل بكلّ معاني الجرأة، كلّ هذا شهدناه وسمعناه جيّداً قبل أن يتمخّض الجبل ويلد فأرا... ويمنح أصحاب السعادة ثقتهم للحكومة التي فجّرت بمغامراتها هبّة تشرين، وهاي هي اليوم تسعى لتفجير غضبة شعبيّة قد لا تحمد عقباها.
وها نحن نشهد مجدّدا ذات الخطاب النيابي الثورجي، الذي تضمّن انتقادات قاسية اللهجة لحكومة النسور التي تعتزم رفع أسعار الخبز والكهرباء.. تحذيرات وانسحابات وتلويح بطرح الثقة مجددا في رئيس الوزراء.. فهل سينتصر البرلمان لنفسه هذه المرّة، ويتجاوز حيّز الخطابة إلى دائرة الفعل عبر طرح الثقة في الحكومة في حال أقدمت على رفع الأسعار ؟ أم ان المشهد سيتكرّر بما يورّط السلطة التشريعيّة في السياسات الرسمية التي يقودها جهبذ الاقتصاد المغامر د. عبدالله النسور ؟!
كما ان عددا من النواب أعلنوا انحيازهم لحرية الصحافة منددين بإجراء حجب المواقع والصحف الالكترونيّة، فهل سيواصل أعضاء المجلس النيابي، الذين أكدوا إصرارهم على مواجهة قانون المطبوعات العرفي، معركتهم حتى النهاية ويستعيدون ثقة الناس بمجلس النواب ؟! أسئلة نترك الإجابة عليها لما ستبديه قادمات الأيّام..