الحراك.. وتصفية الإعلام
تنديدا باغتيال الحريّة ومصادرة حق المواطن في الحصول على المعلومة، شارك كل من تيّار المتقاعدين العسكريين، ومتضرّري خصخصة شركة الاتصالات "أورانج"، ولجنة معلمي عمّان الحرة، والتيّار القومي التقدّمي، في الفعاليّة الاحتجاجيّة التي دعا إليها التحالف الإعلامي لمناهضة إجراء الحجب وقانون المطبوعات العرفي، ظهر الأربعاء قرب قصر الملك في دابوق.
القوى التي شاركت في هذا الاعتصام انحازت للحريّة والحقيقة، وأكدت تضامنها المطلق مع الإعلام الحرّ، الذي عرّى مؤسّسات الفساد، وتبنّى هموم الوطن والمواطن، فما كان من هذه القوى إلا أن انتصرت لوسائل الإعلام المستقل في مواجهة السياسات الرسمية الرامية لفرض التعتيم الإعلامي، وصحافة الرأي الواحد، حماية لقوى الفساد والاستبداد.
المؤسف أن كثيرا من القوى السياسيّة والشعبيّة الأخرى نأت بنفسها عن المشاركة بفعاليّات مناهضة قرار خنق الحقيقة وحجب الإعلام الالكتروني.. ولا نعلم ما هي مبرّرات هذه القوى التي طالما انتصرت لها الصحافة المستقلة، سواء عبر نقل فعاليّاتها للرأي العام، أو عبر التصدّي لمحاولات السلطة التي استهدفتها بالقمع والتنكيل.. فهل تدرك هذه القوى ما ستؤول إليه الأوضاع في حال كان الإعلام الرسمي وحده هو ما يصنع ويوجّه الرأي العام ؟!!