فيروس كورونا: خسائر كبيرة في أسواق المال وملايين قيد الحجر الصحي في العالم
انخفضت أسعار الأسهم في الأسواق المالية في أنحاء العالم بدرجة كبيرة، وأغلقت إيطاليا منطقة شاسعة شمالي البلاد، بينما تجاهد السلطات من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا المميت.
وأغلقت السلطات الإيطالية منطقة يسكنها حوالي ربع سكان البلاد، وتضم ميلانو، وفينيسيا، متبعة بذلك ما فعلته الصين عندما أغلقت مركز انتشار المرض فيها.
وأصبح عشرات الملايين من الناس يعيشون في حجر صحي في أنحاء العالم، ومع ذلك فلا تزال هناك مخاوف من أن ينتشر الفيروس أكثر، وقد تؤدي الاضطرابات في العمل والأسواق إلى دخول عدد من اقتصادات العالم في فترة ركود.
ماذا حدث في الأسواق؟
سيطرت المخاوف على الأسواق الآسيوية، مع افتتاح التداول التجاري للأسهم، الاثنين، بسبب أكبر انخفاض تشهده الأسواق منذ الأزمة المالية في 2008.
وسجّلت أسواق المال في دول الخليج خسائر كبرى هي الأخرى مع افتتاح تعاملات الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، وتصدرت السعودية ذلك بتراجع سهم شركة أرامكو إلى مستوى قياسي، بعد انهيار سعر النفط في خضم "حرب أسعار" بدأتها المملكة.
وتعرضّت سوق المال السعودية "تداول"، وهي الأكبر في المنطقة، لخسائر قاسية؛ إذ هبط المؤشر العام بأكثر من 9 في المئة، بينما تراجعت قيمة سهم شركة أرامكو، بنسبة 10 في المئة وهو مستوى قياسي، لتبلغ 27 ريالا.
وخسرت أرامكو، الأحد والاثنين، أكثر من 320 مليار دولار من قيمتها، التي باتت تتراوح عند 1.4 تريليون دولار، بعيدا عن مستوى تريليوني دولار الذي أصرّ عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إدراج الشركة في السوق في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتراجعت بورصة الكويت بنسبة 10 في المئة، ما اضطر السلطات المالية إلى وقف التعاملات فيها لليوم الثاني على التوالي، بينما سجّل مؤشر سوق دبي انخفاضا بنحو 9 في المئة، وانخفض مؤشر سوق أبوظبي متراجعا بنسبة 8 في المئة.
كما تراجع مؤشر سوق قطر بأكثر من 9 في المئة، وكذلك في عمان والبحرين بأكثر من 4 في المئة.
وجاءت الخسائر عقب انهيار أسعار النفط، التي تراجعت بنسبة 20 في المئة، صباح الاثنين، مما يشكل ضربة موجعة لاقتصادات الخليج التي تعتمد على الخام كمصدر رئيسي لإيراداتها.
تأثير فيروس كورونا في الحياة اليومية
أصيب بالفيروس حتى الآن حوالي 110.000 شخص في 99 دولة في العالم، واضطرب سير الحياة اليومية في كثير من البلدان، بإغلاق المدارس، وفرض قيود على السفر والتنقل، وشح السلع المنزلية بسبب التكالب عليها بطريقة غير مسبوقة.
وأسندت إيطاليا إلى الشرطة، بعد إغلاقها المنطقة الشمالية من البلاد، مهمة السيطرة على محطات القطارات، ووقف السيارات على الطرق الرئيسية ذهابا ومجيئا، وتعليق رحلات الطيران من ميلانو، وفرض عقوبة السجن ثلاثة أشهر، أو دفع غرامة قدرها 206 يورو، على من يخالف القواعد.
وهناك قلق متزايد من أن تصبح الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، بؤرة فيروس كوفيد-19 المقبلة.
فقد توفي فيها 21 شخصا على الأقل، وارتفع عدد حالات الإصابة متجاوزا الـ500، الأحد، واتسعت رقعة انتشار الفيروس إلى 30 ولاية من بين الولايات الـ50.
وأفاد بعض السياسيين الجمهوريين بأنهم أصيبوا بالمرض، ومن هؤلاء مرشح الرئاسة السابق، تيد كروز، ومات سكلاب، الجمهوري ورئيس اتحاد المحافظين، الذي اختلط في الفترة الأخيرة بالرئيس دونالد ترامب.
وقال كروز إنه صافح شخصا في مؤتمر للمحافظين، تبين أنه مصاب بالفيروس.
وأضاف: "آثرت البقاء في بيتي في تكساس هذا الأسبوع، حتى أنهي فترة الـ14 يوما"، وقال إنه لم تظهر عليه أعراض.
ويأتي ارتفاع عدد الإصابات في الولايات المتحدة في وقت تبدو فيه الإدارة الأمريكية منقسمة بشأن ما يجب أن تفعله مع السفينة السياحية، التي أصاب بعض ركابها الفيروس، والتي تقف قبالة ساحل كاليفورنيا.
ومن المقرر أن ترسو السفينة، التي تسمى غراند برينسيس، والتي يوجد على متنها 21 مصابا، من بين عدد الركاب البالغ 3500 راكب، الاثنين، في مدينة أوكلاند. ويريد الرئيس ترامب أن يبقى الركاب على متن السفينة ولا يغادروها.
تراجع في عدد الإصابات
توجد مؤشرات في الصين وكوريا الجنوبية على أن انتشار الفيروس فيهما بلغ بالفعل ذروته، وأن عدد الإصابات يتراجع.
وقالت الصين إنها أغلقت المستشفيات المؤقتة التي افتتحتها لاستقبال المرضى في ووهان، بعد انخفاض حالات الإصابة.
وأعلنت الصين عن 40 حالة جديدة في أنحاء البلاد، وهو أقل عدد تشهده البلاد، منذ بدء نشر تقارير الفيروس الدورية في يناير/كانون الثاني.
وقد شهدت الصين 75 في المئة من نسبة حالات الإصابة في العالم.
وأفادت كوريا الجنوبية، التي يوجد فيها أكبر عدد من الإصابات خارج الصين، بأن ارتفاع العدد اليومي يتراجع على مدى أسبوعين.
وقالت إن 248 حالة تأكدت، الأحد، وبلغ عدد حالات الإصابة الإجمالي، بحسب مركز الأمراض والوقاية، 7382 حالة.