لماذا عليك البحث عن صديق لطفلك؟
جو 24 :
بصفتنا بالغين، يظل أصدقاؤنا جزءا مهما للغاية من حياتنا، فمن المشاركة في المشكلات، وطلب المشورة، إلى الضحك الهستيري الذي لا يمكن التحكم به وقضاء الأوقات الممتعة، يساعد أصدقاؤنا في تحديد هويتنا.
بالنسبة للأطفال، يعد تكوين صداقات جزءا حيويا من نموهم بشكل عام وجزءا أساسيا من نموهم الاجتماعي والعاطفي. وجود صداقات يرتبط بشكل إيجابي بعدة ميزات يكتسبها الأطفال مثل الكفاءة الاجتماعية، والإيثار، واحترام الذات، والثقة بالنفس.
أطفال معزولون
في عصرنا الحالي، أصبح الأطفال معزولين عن أقرانهم. ليس لديهم صداقات مقربة حقيقية، ونادرا ما يرون أطفالا آخرين خارج المدرسة، إلا إن كان نشاطا رياضيا منظما، وهذا النوع من النشاطات لا يسمح للأطفال بالتحدث والتعليق وتبادل الخبرات التي تلعب دورا رئيسيا في تطوير المهارات الاجتماعية المناسبة. كما أنه نادرا ما يتم ترتيب لقاء بين الأصدقاء من قبل الآباء.
يقول بوب ليفينغستون، من واقع خبرته كاختصاصي اجتماعي إكلينيكي في كاليفورنيا، في مقال على موقع "مينتال هيلب"، إنه لم يعد الأطفال يغادرون منازلهم ويطرقون باب أحد أصدقائهم في الحي ويلعبون، حيث إن مفهوم اللعب التلقائي بالكامل غير موجود تقريبا.
وأضاف ليفينغستون أن أحد الأسباب التي تجعل الأطفال أقل ارتباطا بأصدقائهم في الوقت الحالي، هو أن الآباء يخشون أن يتركوا أطفالهم بعيدا عن أنظارهم بسبب الخوف من تعرضهم لمكروه. إلى جانب زيادة تكلفة الحياة المادية وارتفاع تكاليف التعليم، وتركيز الأبوين على توفير حياة مرفهة للأطفال داخل منازلهم مما ساهم في زيادة العزلة.
أولوية الصداقة
توفير الوقت للأبناء لتكوين علاقات وصداقات يجب أن يتم اعتباره من الأولويات، تقول الكاتبة كلير سيبثورب في مقال بعنوان "الصداقة تساعد الأطفال في التغلب على التحديات وأن يكونوا أكثر نشاطا" على موقع "إيسينشيال كيدز"، إن الصداقة مهمة للأطفال لأنها تمكنهم من معرفة مزيد عن أنفسهم وتطوير هويتهم الخاصة.
ومع نضوج الأطفال، يكون الأصدقاء قادرين على المساعدة في الحد من التوتر والتغلب على التجارب الصعبة، خاصة خلال سنوات المراهقة. كما أنه يمكن للأصدقاء التأثير إيجابيا على أصدقائهم، من خلال المشاركة في ممارسة الرياضات المختلفة والتميز والتفوق، فالصداقة معدية بطبيعتها.
بدوره، يقدم المؤلف ليفينغستون في مقال بعنوان "لماذا يجب أن يحظى أطفالنا بصداقات؟" عددا من الأسباب لاهتمام الأهل بصداقات أبنائهم كالتالي:
إنشاء صداقات يطور مهارات الحياة التي تزيد من حكمة طفلك وثقته واحترامه لذاته.
سيتعلم الأطفال معنى الصداقة الحقيقية، وأن الصديق الجيد سيقف إلى جواره لو حدث له مكروه.
اعلان
سيتعلمون كيفية التعامل مع الخلافات والشدائد.
سيكون لديهم أقران للتعبير عن مخاوفهم وأحلامهم مما سيجعلهم يشعرون بأنهم أقل وحدة وعزلة.
عندما يكبرون، ستكون لديهم ذكريات الطفولة السعيدة التي عاشوها مع أصدقائهم.
سيشعر الأطفال ببناء مجتمعهم الخاص عندما ينشئون صداقات جديدة.
تزداد فرصة تطوير المهارات القيادية عندما يلعب الأطفال مع الأطفال الآخرين.
تزداد القدرة على اتخاذ القرارات عندما يلعب الأطفال مع أقرانهم دون إدارة دقيقة من قبل البالغين.
اعلان
تساعدهم فرصة اللعب بحرية مع الأطفال الآخرين في تطوير خيالهم وهو أمر مهم لنمو الطفل.
كيف تساعد طفلك؟
ليس من السهل دائما على الأطفال نسج علاقات جديدة ومعرفة كيفية إدارة الصداقات وتعلم الحفاظ عليها، ولإتقان ذلك يحتاج الأطفال إلى عدد من المهارات.
هذه المهارات -بالنسبة لبعض الأطفال- تأتي بشكل طبيعي جدا، وبالنسبة لبعض الأطفال الآخرين، يمكن اعتبار عالم الصداقة مشقة حقيقية، ويحتاجون إلى المساعدة ليمارسوا الأمر ويتقنوه.
قد نرغب كآباء في تحمل المسؤولية كاملة أو التدخل لمساعدتهم في حل هذه المشكلة، إلا أنه من المفيد للأطفال إدارة وبناء علاقاتهم الخاصة، ويمكن التدخل فقط لمساعدتهم في اكتساب مزيد من الثقة وبناء وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، عبر عدد من الخطوات يقدمه مقال بعنوان "الأطفال وفوائد الصداقة" على موقع "لايف إديوكيشن".
ساعد طفلك في تطوير مهارات اجتماعية إيجابية منذ سن مبكرة، وساعدهم في فهم أهمية المشاركة، مع مراعاة مشاعر الشخص الآخر والاستماع إلى بعضهم بعضا. ويمكن دعم هذا من خلال تنظيم الكثير من الفرص لطفلك لمقابلة الكثير من الأشخاص المختلفين.
اعلان
أوضح لطفلك كيف تنشأ الصداقات من خلال السماح لهم برؤيتك مع أصدقائك بشكل متواصل ومتكرر.
ساعد طفلك في العثور على أطفال آخرين لديهم اهتمامات مماثلة، على سبيل المثال، من خلال النادي أو ممارسة النشاط المفضل لهم، ويختار الأطفال أصدقاءهم بناء على هوايات مشتركة ومحببة.
بالنسبة للأطفال الأكبر سنا الذين قد يشعرون بالخجل أو القلق، قدم لهم بعض النصائح لكيفية البدء بمحادثات مع الآخرين ولعب الأدوار معهم حول ما قد يقولونه لشخص ما.
ساعدهم في العثور على مجالات اهتمام جديدة أو ساعد في تعزيز ثقتهم بالمواقف اليومية.
إذا انفصل طفلك عن صديقه، خذ بعض الوقت لإجراء محادثة معه حول ما يشعر به وكيف يمكن أن يشعر صديقه أيضا. وشاركه بعض النصائح وساعده في فهم أن هناك صعودا وهبوطا دائما في الصداقات. وقدم بعض الخطوات الواضحة لكيفية إصلاح الأمر وتابع كيف سار الأمر عند عودته من المدرسة.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية