السياح يتقلصون في زمن كورونا.. بيت لحم الفلسطينية تعاني الركود
يتردد الفلسطيني أبو بشارة في قلي مزيد من الفلافل في مطعمه القريب من كنيسة المهد ببيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعد تذبذب أعداد السياح الزائرين لمدينة المسيحيين المقدسة بسبب فيروس كورونا.
فقد ألغى كثير من المجموعات السياحية حجوزها للمطعم الذي يقدم الطعام الفلسطيني من حمص وفلافل وفول، في مبنى قديم يستشعر فيه زائر المدينة تاريخها العريق.
دول ممنوعة
وقد أعلنت السلطات الفلسطينية عن حظر دخول السياح من تسع دول حول العالم -هي: الصين وكوريا الجنوبية واليابان ومكاو وسنغافورة وتايلند وهونغ كونغ وإيران وإيطاليا- وذلك ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع انتشار الفيروس في فلسطين، وأقرت سلسلة من إجراءات السلامة الداخلية بعد الاشتباه بوجود إصابات بالفيروس في بيت لحم.
نديم صاحب محل لبيع التحف القديمة للسياح، لاحظ انخفاض القادمين إلى محله الواقع عند مدخل شارع "مغارة الحليب" في محيط كنيسة المهد. يقول للجزيرة نت إن معدل الزائرين اليومي للمحل كان يصل إلى عشرين مجموعة سياحية، بينما لا يتجاوز عددها اليوم خمس مجموعات، وإذا ما حُظِر دخول السياح نهائيا فإن ذلك يعني توقف العمل بشكل كامل.
وتحدث نديم عن ارتفاع أسعار المشغولات المستوردة التي تشكل قرابة 10% مما يبيعه في محله، نتيجة التعقيم والمرور عبر الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا.
من جانبه، وضع إلياس العرجا رئيس جمعية الفنادق العربية في فلسطين وصاحب أحد فنادق بيت لحم، علبة لتعقيم اليدين عند مدخل فندقه كإجراء احترازي للحماية الأولية من الفيروس.
أبو بشارةيقلي كمية أقل من الفلافل بسبب إلغاء مجموعات سياحية القدوم إلى مطعمه القديم القريب منكنيسة المهد(الجزيرة) |
إلغاء الحجوز
يقول العرجا إن نسبة الحجوز في الغرف الفندقية انخفضت 35% مع بداية مارس/آذار الجاري، فقرابة 11 ألف غرفة فندقية في فلسطين -نصفها تقريبا في بيت لحم- كانت فيها نسبة الإشغال في الفترة الممتدة من مارس/آذار وحتى مايو/أيار من كل عام تصل إلى 90-95%، بينما لم يتجاوز إشغالها 60% قبل الإعلان عن الإصابات بالفيروس في بيت لحم، وهو ما يعني احتمال عدم استقبال الفنادق للسياح نهائيا.
وربط العرجا -في حديثه للجزيرة نت- تأثر عمل الفنادق بالعاملين فيها والحافلات الحاملة للسياح التي بدت خالية أمام فندقه.
وأضاف أن الفنادق أول ما يتضرر بسبب الحجوز التي تتم قبل أكثر من ستة أشهر، ولأنها آخر ما يعود للعمل الطبيعي، بالإضافة إلى تأثر المطاعم والمحال التي تبيع التحف والأدلاء السياحيين الذي ينتظرون منذ أشهر وصول مجموعات سياحية للعمل معها؛ كل ذلك ألغي بشكل مفاجئ وسريع.
وتشير الإحصاءات الرسمية الفلسطينية اليومية إلى أنعداد زائري فلسطين -وخاصة كنيسة المهد في بيت لحم- زاد خلال فبراير/شباط الماضي بنسبة سنوية بلغت 10%.
لكن الحال اختلفت تماما مع بداية مارس/آذار الجاري، حيث انخفض العدد بشكل ملحوظ لأن إجراءات الوقاية يتم تحديثها يوميا.
ويقول أسامة النجار -وهو رئيس لجنة شكلتها السلطات الفلسطينية من وزارات الصحة والسياحة والآثار والخارجية والداخلية ورئاسة الوزراء- إنه تم إلغاء حجوز السياح القادمين من الدول المحظورة فلسطينيا، في وقت انتشر فيه فيروس كورونافي أكثر من ثمانين دولة حول العالم.
محلات التحفتأثرت بشكل واضحبتراجع عدد السياح(الجزيرة) |
إجراءات وقائية
هذه الإجراءات -بحسب النجار- تراقب ما تعلنه الدول التي يتفشى فيها المرض، و"اللجنة منعقدة بشكل دائم وتحدث تقريرها يوميا، بينما أصبح الوضع مقلقا مع الاشتباه بإصابات في بيت لحم رغم عدم خطورتها صحيا، ووجود 16 إصابة في إسرائيل التي تم البدء بمراقبة القادمين منها نحو الضفة الغربية المحتلة".
ولا تملك فلسطين حدودا مستقلة أو مطارا خاصا، فالقادمون إليها يجب إما أن يمروا إلى الأردن ومن ثم إلى الضفة، أو أن يصلوا إليها من المطارات والمعابر الإسرائيلية.
وتصدر الشرطة السياحية الفلسطينية قوائم بتاريخ دخول الزوار ومغادرتهم ومن أي حدود وصلوا وأسماء الفنادق التي مكثوا فيها، حتى إذا ما وُجد أي خلل فإن ذلك يسمح للشرطة السياحية باتخاذ الإجراءات اللازمة، وهو ما حصل مع أحد الفنادق الذي اشتبه بوجود حالات إصابة لأشخاص كانوا فيه.
وتحدث النجار للجزيرة نت عن وجود تخبط عالمي في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، وهو ما يؤثر على كل مناحي الحياة في العالم، وفلسطين جزء منه، لكن لجنته تحاول اتخاذ إجراءات لمنع تدهور الحالة الاقتصادية في فلسطين، وخاصة قطاع السياحة.
وقد مُنعتْ التجمعات العامة خاصة إذا كان سيحضرها زائرون من دول أخرى، إلى جانب اتخاذ إجراءات وقائية بتعقيم الأماكن التي يقصدها السياح في المدن الفلسطينية المختلفة، وخاصة داخل كنيسة المهد ببيت لحم المعرضة للإغلاق بشكل كامل في حال تم إقرار حظر على التجمعات في المدينة.