ثورة تونس "مهددة نتيجة تراكم المصاعب الاقتصادية"
بعد أكثر من سنتين على الإطاحة بحاكمهم المستبد الأخير، يخشى التونسيون من تغيير مسار سكّة ثورتهم بفعل الأزمة الاقتصادية المتسارعة، بحسب آراء غالبية جمهور شارك في المناظرات العربية الجديدة مساء الأربعاء.
وجاءت هذه الحلقة المتلفزة – التي تخلّلتها عاصفة من النقاشات وتراشق بالاتهامات – بعد أن أطلق الرئيس المنصف المرزوقي تحذيرات من مخاطر فشل الثورة ما لم يتم انتشال مليوني مواطن تونسي من براثن الفقر.
في مستهل المناظرة، صوّت 76 % من الجمهور المشارك إلى جانب عنوانها الرئيس: "هذا الجمهور يعتقد بأن اقتصاد تونس يغرق الثورة" - مع أن 9 % من هذه النسبة غيّرت رأيها خلال النقاش وصوّتت ضد ثيمتها.
تحدث إلى جانب عنوان الحلقة قابيل داوود - عضو المكتب السياسي ل "حزب الجمهوري" ومؤتمر الشباب (وسط اليمين، علماني)، الذي جادل بأن غياب العدل والفقر ما يزالان واسعي الانتشار رغم اندلاع الثورة، إلى جانب تعاظم الفساد. وأضاف داوود: "كل هذه العناصر تشكّل مشكلة كبرى اليوم للاقتصاد"، لافتا إلى أن الناس "لم يعد لديهم أمل بحياة أفضل، وبدون أمل بحياة أفضل لا يوجد ثورة".
وفيما بدا صدى لهذه المشاعر، صوّت أكثرية الجمهور بهامش ضئيل – برفع الأيدي – على أن الازدهار أكثر أهمية من الحرية. ونقلت إحدى المشاركات قولا عن صديق لها: "أفتقد الدكتاتورية بالفعل هذه الأيام. كنا نعيش في مكان أكثر أمنا، وكنا نتمكن من العيش بنقود قليلة".
وتحدث ضد عنوان الحلقة الدكتور طارق كحلاوي - عضو المكتب التنفيذي في "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" برئاسة المرزوقي (أحد أضلاع الترويكا الحاكمة في تونس). بينما أقر بوجود مصاعب اقتصادية أصر كحلاوي على أن البلاد تتجه صوب المسار الصحيح.
وفي إحدى تجاذباته النقاشية مع داوود، وصف كحلاوي الأزمة الاقتصادية: "بأنها إحدى المشاكل البنيوية من عهد الدكتاتورية (السابقة)"، وتحتاج إلى الديمقراطية لحلّها".
النسخة العربية من المناظرة ستسجل مساء اليوم الخميس بإدارة الإعلامية المصرية مي الشربيني.
يذكر أخيرا أن المناظرات العربية الجديدة تشكّل منصة مستقلة لتشجيع المشاركة السياسية وحرية التعبير – بتمويل وزارة الخارجية البريطانية والوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا) - بعد التغيرات الثورية في تونس ومصر.
تبث المناظرات للعام الثاني عبر فضائية دويتشه فيليه الألمانية باللغتين العربية والانجليزية، وعبر الشبكات المرتبطة بها. وستبث النسخة العربية عبر شاشات قناة (هنبعل) التونسية الخاصة وقناتي (أون تي في) و (القاهرة والناس) المصريتين.