إذا عطست فهذا لا يعني أنني مصاب بفيروس كورونا.. الهدوء رجاء!
جو 24 :
في مكتب التأشيرات في مطار مورتالا محمد الدولي بلاغوس في نيجيريا، عطس مسافر أجنبي من أصل أفريقي على بعد مترين من موظف دون قناع مما أثار غضب الموظف، "إذا عطست فهذا لا يعني أنني مصاب بفيروس كورونا، هدوءا رجاء" أجاب المسافر، الذي كان متوترا هو الآخر بسبب مناخ الشكوك المتفشي في المطار.
وتستعرض الكاتبة ياسمين لافوا، في تقريرها الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، الإجراءات المتخذة في نيجيريا للتعامل مع فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والصعوبات التي تواجهها.
وقالت الكاتبة إن نيجيريا سجلت أول حالة إصابة بفيروس كورونا على أراضيها يوم 24 فبراير/شباط الماضي. منذ ذلك الحين، ظل البرلمان في إجازة لمدة أسبوعين، وارتفع الطلب على القفازات والأقنعة والمطهرات في لاغوس بشكل كبير، وعززت وزارة الصحة الرقابة الصحية على الحدود.
وروت الكاتبة أنه في الثالث من مارس/آذار الجاري، بينما كانت الطائرة على وشك الهبوط في مطار مورتالا محمد الدولي بلاغوس في نيجيريا، وزّع المضيفون في الخطوط الجوية الإثيوبية استمارة على المسافرين، جاء فيها: يتعين على الجميع، سواء كانوا نيجيريين أو أجانب، ملء "استمارة التصريح الذاتي" الجديدة.
لم تشر الوثيقة الصادرة عن وزارة الصحة إلى فيروس كورونا، لكن أسئلتها كانت واضحة، وقد ورد فيها التالي "ما هي البلدان التي زرتها خلال الشهرين الماضيين؟ "هل لاحظت ظهور أعراض الحمى والسعال أو مشاكل في التنفس في الأسبوعين الماضيين؟".
تبادل الركاب، الذين كان نصفهم يضعون أقنعة وقفازات، الأقلام وأجابوا على الأسئلة. في الرحلة ذاتها في اليوم السابق، كان يشتبه في إصابة مسافر صيني بفيروس كورونا. وضع الرجل في العزل في ولاية لاغوس ثم تبين أن التحاليل سلبية، لكن زادت هذه المسألة من مخاوف السلطات.
أطباء مقنعون
ذكرت الكاتبة أنه عند مغادرة الطائرة، يتحقق عامل المطار من الاستبيانات الصحية واحدة تلو الأخرى للتأكد من اكتمالها. ولكن، لا يلتزم الجميع بهذه القواعد. وكما هي الحال في كثير من الأحيان، يهرع الركاب المستعجلون مباشرة إلى مكاتب الهجرة، مما يثير استياء العامل المكلف بالاستبيانات، الذي لا تؤثر صيحات احتجاجه على هؤلاء المسافرين المتمردين.
على بعد 50 مترا، يجب على المسافرين إبراز "استمارة التصريح الذاتي" مرة أخرى أمام أطباء مقنعين يطرحون أسئلة أخرى تتعلق بالحالة الصحية ويتحققون من جوازات السفر ويقيسون بشكل منهجي درجة حرارة المسافرين.
ويضع حوالي نصف مسؤولي الهجرة قناعا، ويطهر الآخرون أيديهم بعنف في كل مرة يلمسون فيها جواز سفر جديد.
أخبار كاذبة
أوردت الكاتبة أن نيجيريا، وهي أكثر دول أفريقيا اكتظاظا حيث يوجد أكثر من 200 مليون شخص، تعتبر عرضة للانتشار الفيروسي بسبب كثافتها السكانية العالية ونظامها الصحي الذي يفتقر للتمويل اللازم.
يأمل رئيس الجمعية الطبية النيجيرية (التي تمثل 35 ألف طبيب وطبيب أسنان) الدكتور فرانسيس أديايو فادويل في اتخاذ مزيد من التدابير الصحية عند نقاط الدخول إلى البلاد، ويقول "نحن بحاجة إلى المزيد من المعدات والأقنعة والقفازات. ما زال هناك الكثير من الموظفين في المطارات الذين لا يستطيعون الوصول إلى إجراءات الحماية هذه، ويشكل هذا الأمر مشكلة".
ومع ذلك، يرى فادويل أن هذا النقد الوحيد الموجه للسلطات، فهي تتعامل مع الوضع بشكل جيد. في لاغوس، وقع إنشاء غرف للعزل والحجر الصحي، ودرب الموظفون على رعاية المرضى، واستأجرت وزارة الصحة العديد من اللوحات الإعلانية لإعلام السكان ومكافحة انتشار الأخبار الكاذبة، التي تنتشر بشكل أسرع من الفيروس. تبذل الحكومة كل ما في وسعها لضمان ألا تعيش البلاد مجددا حالة الذعر التي اجتاحت لاغوس في عام 2014 بعد ظهور الحالة الأولى للإيبولا.
علاوة على ذلك، اتخذت تدابير في المستشفيات. تقول ساندرا غبونيم، طبيبة بمستشفى حكومي في لاغوس، إن مؤسستها تفرض على الجميع غسل أيديهم عند دخول المستشفى ومغادرته. وتقول إن "لدى الفيروس في البداية الأعراض ذاتها للملاريا، لذلك نقضي وقتا أطول مع المرضى للتأكد من إجراء التشخيص الصحيح".
المصدر : لوموند