دعوة سعودية غير مسبوقة للحجاج بتأجيل القدوم للمملكة
للمرة الأولى في التاريخ الحديث، دعت السعودية الحجاج في العالم إلى تأخير قدومهم إلى المملكة خلال العام الحالي، بسبب عدم الانتهاء من أعمال التوسعة في المسجد الحرام، فيما تتأهب المملكة لموسم حج "ساخن" مع تعاظم المخاوف من انتشار فيروس "كورونا".
الرياض: حثّت المملكة العربية السعودية المسلمين في العالم إلى تأجيل قدومهم للملكة لأداء مناسك الحج أو العمرة للعام الحالي، بسبب استمرار أعمال التوسعة الجارية حالياً في المسجد الحرام في مكة المكرمة، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في التاريخ الحديث.
دعوة السعودية غير المسبوقة جاءت عبر سلسلة سلسل من البيانات بثتها فضائية "القرآن الكريم"، التابعة للتلفزيون الحكومي، والتي تبث مباشرة من المسجد الحرام على مدار الساعة، المسلمين إلى "ترتيب" أو "تأجيل" أداء مناسك الحج والعمرة، بسبب "الزحام الشديد" في الحرم المكي.
كما وصف المفتي العام للمملكة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء، قرار حكومة المملكة بتخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين لأعوام معدودة، بمعدل سنتين أو ثلاثة، بأنه "أمر ضروري، ولا بد من الاستجابة له وتطبيقه، لأنه يحقق مصلحة الأمة على المدى الطويل".
وفي رده على سؤال حول قرار المملكة بـ"تخفيض نسب حجاج الداخل والخارج، بسبب المشروعات الجارية في الحرمين الشريفين"، قال آل الشيخ، إن "تلك التوسعة والإنشاءات العظيمة، هي أمور مهمة ونافعة، والمقصود منها راحة الحجيج، وأداء النسك بشكل ميسر".
وشدد مفتي المملكة على أن "الواجب على الجميع، الاستجابة والسمع والطاعة، لأن هذه الولاية لا تريد إلا خيراً بالأمة، وليس لها هدف إلا مصلحة العامة.. وإذا تصورنا نيتها الطيبة، ومقاصدها الحسنة، وأعمالها المباركة، علمنا أن تخفيف أعداد الحجاج والمعتمرين في عام أو عامين، أمر ضروري، ولا بد من الاستجابة له وتطبيقه".
وفي وقت سابق، أشارت تقارير إعلامية إلى أن وزارة الحج قررت خفض أعداد القادمين من خارج المملكة، لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المقبل، كما قررت عدم مكوث المعتمرين في المملكة لأكثر من 15 يوماً، بسبب أعمال التوسعة الجارية في الحرم المكي.
وألزمت الضوابط التنظيمية الجديدة المعتمر بالسفر إلى الأراضي المقدسة خلال أسبوعين فقط من حصوله على التأشيرة، وهو أمر أحدث حالة من الإرباك لدى بعض شركات الساحة في دول عربية وإسلامية، كون الضوابط جاءت في وقت متأخر، وقبول حلول شهر رمضان بوقت وجيز.
وكانت الشركات العاملة على التوسعة في مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف، قد كثّفت نشاطها في الأشهر الأخير تمهيدا لاستقبال المعتمرين في موسم رمضان المبارك، إلا أنها لم تنته بعد من العمل، وهو ما دفع المملكة لإصدار دعوتها لتأخير قدوم الحجاج.
وستتم الإفادة من المرحلة الأولى التي تحتل كامل الجهة الشرقية من الأروقة المطلة على الصحن بالإضافة إلى جزء من الجهة الشمالية والجنوبية، وسيلتزم المقاول بتسليم دور القبو المحاذي لصحن الطواف والدور الأرضي والدور الأول.
وجرى تحويل الممر الآمن المؤقت الذي يصل بين صحن الطواف والسعي إلى المنطقة المقابلة لمقام إبراهيم عليه السلام، مما أتاح الفرصة لإزالة الجزء الأخير المتبقي من الرواق السعودي والقديم الذي جرى الإبقاء عليه كممر آمن للمسعى منذ بدء أعمال المرحلة الأولى.
الجدير بالذكر أن أعمال القواعد للمرحلة الأولى قد شارفت على الانتهاء بالإضافة إلى أعمال أجزاء كبيرة من أعمدة دور القبو، مما مكن المقاول من مباشرة العمل في تجهيز بعض مسطحات بلاطة الدور الأرضي في سباق مع الزمن للتمكن من الاستفادة من الدور الأول في موسم رمضان مما سيوفر طاقة استيعابية عالية لتأثير توسعة الرواق الشرقي الفعال على مسار الطواف.
من جهة أخرى يجري العمل على قدم وساق في تنفيذ مطاف المعاقين المؤقت في حلقة دائرية تحاذي الرواق القديم بعرض ١٢ مترا، وذلك لفصل حركة المعاقين عن حركة الطائفين في صحن الطواف طيلة مدة تنفيذ المشروع.
ويتكون المطاف المؤقت من طابقين متعامدين يرتبط أحدهما بأروقة الدور الأرضي والآخر بالدور الأول الذي سيخصص لطواف المعاقين وسيراعى في كافة عناصره المرتبطة به الفصل الكامل بين حركة المعاقين وحركة المشاة في أروقة الدور الأرضي.
وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، في وقت سابق، أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف سيحدث نقلة كبرى في الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، ولا يقتصر ذلك على استيعاب مضاعفة أعداد الطائفين لثلاث مرات إذا ما اكتملت التوسعة في كافة مراحلها؛ بل يتجاوز ذلك إلى جودة وتنوع الخدمات التي سيوفرها هذا المشروع، فضلاً عن تلبية الفراغات الداخلية ومسارات الطواف لكل المتطلبات الوظيفية والتشغيلية لكافة المستخدمين.
وفضلاً عن الانشغال بأعمال التوسعة، فإن السلطات السعودية تخشى من فيروس كورونا الذي انتشر في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات إلى أن اعداد ضحاياه قد يزيد خلال موسم الحج.
لكن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية الدكتور خالد مرغلاني، أكد قبل أيام أن وزارته لديها استعداد مكثف للحد من وصول الفيروس أو انتقاله من وإلى المعتمرين والحجاج، مشدداً على أن خبرة السعودية الطويلة في التعامل مع الحشود البشرية الهائلة التي تفد إليها كل عام تخولها للتعامل مع "كورونا" على الوجه الأمثل.
وكشف مرغلاني عن تشكيل فريق طبى مختص لمتابعة تطور فيروس "كورونا" في مناطق المملكة كافة والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص، يعمل على مدار الساعة ومرتبط بمستشفيات ومراكز المملكة الصحية، مهمته إعداد تقارير فورية ومحدثة عن حالة انتشار الفيروس. وأوضح أن وزارة الصحة تتعامل مع الفيروس بمزيد من التدقيق كون المرض جديدا وغير معروف عالميا ومسبباته غامضة وطرق علاجه معدومة.
وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد نشرت تقريرا مؤخرا قالت فيه إنه "إذا لم تتم السيطرة على فيروس كورونا الشبيه بفيروس سارس في السعودية والحد من انتشاره عبر الحجاج الذين يقصدون البقاع المقدسة، فإن العالم كله سيصاب بالفيروس القاتل".
واعتبرت أن تجمع نحو 4 ملايين شخص في البقاع المقدسة حيث تعمل وزارة الصحة السعودية على مكافحة الفيروس القاتل، يحمل مخاطر صحية يجب التنبه لها.
ونبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن فيروس كورونا يشكل خطرا على العالم كله.. وسجلت حالات إصابة بفيروس كورونا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفي كل هذه الحالات عاد المصاب من الشرق الأوسط أو كان على اتصال بشخص ما عاد من هناك.
يذكر أن عدد الإصابات في السعودية بلغت 40 إصابة توفى منهم 25 وتماثل 7 للشفاء ومازال هناك 8 حالات تحت الرعاية المركزة.
ايلاف