الصراع المقبل في دول الربيع العربي بين قوى الاسلام السياسي
باريس - خاص- اظهر استطلاع للرأى اجراه مركز الدراسات العربي – الأوروبي في باريس ان الصراع المقبل في دول "الربيع العربي" سيكون بين الإسلاميين المتشددين والمعتدلين وان هدف الغرب ضرب المسلمين بعضهم ببعض. وتوقع 62.4 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع ان يؤدي الصراع الى تفاقم الازمة نحو الاسوء في البلدان العربية، فيما 21.9 بالمئة يستبعدون حدوث صراع في دول "الربيع العربي" بين الإسلاميين المتشددين والمعتدلين. ورأى 16.9 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع ان الصراع سيكون بين اهل السنة والشيعة.
وخلص المركز الى نتيجة مفادها : كان من المفترض ان تتوحد جهود كل الذين شاركوا في تغيير الأنظمة في دول " الربيع العربي " وأن يتعاون الجميع من اجل بناء نظام آمن ومستقر، على ان تعطى الأولوية لمعالجة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية ، ولكن الذي حصل ان ابناء الثورة الواحدة انقلبوا على بعضهم وتنافسوا على كيفية امساك كل طرف بالسلطة والتفرد بها دون غيره.
وبنوع من التفصيل نلاحظ ان الخلاف كبير في ليبيا بين اطراف متشددة وأخرى اسلامية معتدلة الى حد ان مواجهات عسكرية تندلع بين وقت وأخر . وفي تونس حصلت مواجهات بين حزب النهضة الممسك بالسلطة وبين انصار الشريعة الذين يعتبرون انفسهم انهم مستبعدين من لعب أي دور سياسي او سلطوي . وفي مصر يلقى الرئيس محمد مرسي ومن يقف خلفه من قوى سياسية انتقاداً كبيراً من تنظيمات سلفية ومن قوى ليبرالية . وفي سوريا يجري الحديث عن مواجهات تحصل في بعض المناطق بين الجيش السوري الحر المحسوب على الأخوان المسلمين وبين جبهة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة.
وبقدر ما تسيء هذه الخلافات الى سمعة دول الربيع العربي وتؤخر تنفيذ اي مشروع تطويري لتوفير مستلزمات الناس واحتياجاتهم ، فإنها تسيء ايضاً الى سمعة المسلمين وتقدمهم امام الرأي العالم الدولي على انهم جماعات غير مهيأة لإدارة السلطة في اي بلد ، كما من المتوقع ان تنعكس ذلك ايضاً على الدين الإسلامي نفسه لأن الغرب يخلط عن عمد دائماً بين الإسلام والمسلمين.