"أنا أكره الناس": لماذا تشعر بهذه الطريقة وكيف تتأقلم مع الوضع؟

نشر موقع "لورنينغ مايند" الأمريكي مقال رأي للكاتبة شيري هيرد، تحدثت فيه عن أسباب تنامي مشاعر الكراهية تجاه الآخرين وكيفية التغلب عليها.

وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إنها كانت ترتكب ذنبا عندما كانت تدعي بأنها "تكره الآخرين" لأن ذلك الإحساس لا يخالجها بالفعل، حيث تراودها الكثير من المشاعر وتود أن تفكر بشكل إيجابي. وفي الحقيقة، حتى الأشخاص الودودون والاجتماعيون، يؤكدون كرههم للآخرين، غير أنهم لا يعنون ذلك بصدق؛ لأنهم عادة ما يحبون الناس أكثر من بعض الأشخاص الانطوائيين.

تمسك الناس بالسلبية

أوضحت الكاتبة أن بعض الأشخاص غالبا ما يعبرون عن كرههم للآخرين لعدة أسباب، ففي بعض الأحيان تنبع الكراهية من الإحساس بالإحباط أو الخوف، أو حتى عندما ترى شخصا يختلف عنك شكلا ومضمونا. ومن شأن هذا النوع من الكراهية أن يتحول إلى بُغض، وإذا بدأت مشاعر الكره تنتابك تجاه شخص ما، فسترتبط كل الأشياء السلبية التي تقوم بها بذلك الشخص. فكيف يمكننا التعامل مع هذه المشاعر الحادة؟

التغلب على عقلية "أكره الناس"

1. تعرف على مشاعرك الحقيقية

قد لا يراودك الشعور بالذنب بمجرد لفظك لكلمة "أكره الآخرين"، لكن لهذه الكلمات وقع عظيم أكثر مما تعتقد، ولكي تتغلب على الشعور بالكراهية تجاه الآخرين، عليك أن تعني ما تقول وأن تكون كلماتك نابعة من الإحساس الذي يراودك بالفعل.

وأفادت الكاتبة بأنها كانت تواجه صعوبات في التعبير عن المشاعر التي تراودها بالشكل الصحيح، وأنها كانت تبرر ذلك بقول: "لا أحبهم لا غير، وهذا لا يعني أنني أكن لهم مشاعر الكره". لكن في واقع الأمر أيقنت أن الكراهية كائنة في قلبها، وبهذه الطريقة أتقنت كيفية التغلب عليها.

2. تمارين اليقظة

نوهت الكاتبة إلى أنه بإمكانك التغلب على الكراهية من خلال ممارسة اليقظة الذهنية. على غرار التأمل، من شأن اليقظة أن توجه ذهنك للتفكير في الوقت الحالي. أولا، عليك أن تتمنى لنفسك أفكارا جيدة، ثم ستتمنى اللطف والسعادة للأصدقاء والعائلة، وهو أمر سهل للغاية. بعد ذلك، تمنَّ أشياء لأولئك الذين ليس لهم تأثير كبير على حياتك بشكل عام. ثانيا، تمنَّ السعادة للأشخاص الذين تكرههم. في هذه اللحظة، ستشعر بالاضطراب في جسمك، لكن ستتجاوز ذلك عندما تأخذ نفسا عميقا وتسترخي.

3. تجاوز الأمر

أوردت الكاتبة أنك ستحتاج للتخلص من المشاعر البغيضة لكي تتغلب على مشاعر الكراهية، لذا جرب هذه الطريقة. عندما ترى شخصا لا تحبه حقا، امضِ قدما للحظة واسمح لنفسك بأن تشعر بإحساس الكره. ثم تخيل ذلك الشعور القاتم الذي يمر من عقلك، إلى أسفل رقبتك، عبر جسمك وصولا إلى قدميك. تخيل أن هذه المشاعر تقع على الأرض، ثم غير مكانك. فور قيامك بذلك، ستشعر بالراحة وستتمكن من التعامل مع ذلك الشخص.

4. كن ناضجا

بينت الكاتبة أنك أحيانا تكره الناس فقط لأنك لا تتشاطر معهم الآراء نفسها. قد يبدو هذا تافها، ذلك أن العديد من الناس لديهم معايير مختلفة، ويحتقر بعضهم بعضا في أغلب الحالات. لذا، عليك أن تكون ناضجا بما فيه الكفاية لقبول الاختلافات والمضي قدما؛ لأن ذلك من إحدى الطرق الجيدة للتوقف عن كره الناس.

5. امض قدما وانظر إلى أصل الأشياء

إن الكراهية ليست فطرية بل هي مشاعر مكتسبة، فبمجرد ارتكاب شخص ما فعلا خاطئا تجاهك ستنتابك مشاعر الكره تجاهه. في هذه الحالة، عليك أن تعود إلى أصل الموضوع وتنظر إليه من زاوية أخرى حتى تتجاوز الأمر.

6. اعرف لماذا تعد الكراهية مؤذية

أشارت الكاتبة إلى أن هناك أسبابا تجعل الكراهية مؤذية. أولا، لن تشعر بالكراهية تجاه أي شيء ما دمت روحانيا، وذلك لأنك لا تستطيع أن تكره أخاك الروحي أو أختك أو تكره نفسك. كلنا نواجه مواقف صعبة تجعلنا نظهر جانبنا السلبي للآخرين في بعض الأحيان. وليس هناك سبب وجيه للكراهية على الإطلاق، ولكن هناك دائما سبب وجيه لإظهار مشاعر الحب. عليك أن تبحث عن هذه السمة وتعمل عليها قليلا.

لا تقل "أكره الناس" مرة أخرى

خلصت الكاتبة إلى ضرورة تجنب هذه الكلمات السامة؛ فهي لن تضيف إليك الكثير، بل ستجعلك تشعر بالسوء حيال نفسك. ومن شأن هذه الكلمات أن تؤثر عليك نفسيا وجسديا. لذا، حاول بجد أن تمارس الحب بدلا من الكراهية.