jo24_banner
jo24_banner

هذا هو الاردن ... دولة المؤسسات والاقتدار

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :
 بدأ العالم سباقا ماراثونيا في محاولة منه لتدارك مخاطر الفيروس كوفيد 19والذي جعل العالم باسرة من مشرقة الى مغربة يقف على قدم واحدة موجها انظارة بل حواسة زإدراكاته كافة للحيلولة دون ان يفتك هذا الفيروس اللعين بالجنس البشري ، وبغض النظر عن اسباب وجوده والتي تراوحت بين حرب بيولوجية أو خطا طبي أو مراكز تطوير الفيروسات وغيرها والتي بدأت مع بداية ظهوره وتراشق الاتهامات حول موطنه، وبعيدا عن اطلاق الاحكام حول من المستفيد من ظهورة او استثمر ظهورة...

(1) اردنيا .. دولة المؤسسات ...

وفي هذا الماراثون التسارعي نحو محاصرة هذا الوباء اللعين ،فإن دولة المؤسسات الاردنية الراسخة جذورها لمائة عام ويزيد منذ تاسيس هذه الدولة في الشرق العربي كانت السبّاقة في التأسيس لوضع خطة طواريء محكمة وبتوجيه ملكي سامي بقيادة سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني رعاة الله ،فقد صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء، إعلان العمل بقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992، في جميع أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية، اعتبارا من 17 آذار/ مارس 2020. وينص الدستور الأردني في المادة 124 على أنه " إذا حدث ما يستدعي الدفاع عن الوطن في حالة وقوع طوارئ فيصدر قانون باسم قانون الدفاع تعطى بموجبه الصلاحية إلى الشخص الذي يعينه القانون لاتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية بما في ذلك صلاحية وقف قوانين الدولة العادية لتأمين الدفاع عن الوطن ". ونصت المادة الثانية من قانون الدفاع على أنه في حال انتشار آفة أو وباء "يعلن العمل بالقانون بإرادة ملكية تصدر بناء على قرار من مجلس الوزراء " ..

قام هؤلاء الجند الاردنيين على اختلاف مواقعهم ومؤسسات عملهم على وضع الية التعامل بخطة الطواريئ باحكام واقتدار حكومة متماسكة بين اعضائها الذين نجل ونحترم اداؤهم المتميز وهنا لا اريد ان اعرج على بعض من الابطال الذين شمروا عن سواعدهم وكان ملفتا حضورهم الميداني اللافت وكلهم خيرة من ابناء وطني الصناديد ... حماهم الله ذخرا للوطن...

لفتت جهود الحكومة وإجراءاتها الاستباقية الحازمة لمواجهة كورونا أنظار العالم ، فباتت نموذجا رائداً يحتذى به في تحدي الوباء، ويشار إليها بالبنان كإجراءات استباقية مميزة ومدروسة لمواجهة كورونا، والحيلولة دون توسع دائرة انتشاره... لقد اثبت الاردن وكالمعتاد في كل الأزمات وكما ظهر في الايام الثلاثة الماضية أرقى وجوه التعامل مع تفشي فايروس كورونا- كوفيد 19- الذي غزا العالم وألقى بظلاله على كل الجوانب الصحية والاقتصادية والسياحية.

لقد اتخذت حكومة بلادنا بتوجيهات ملكية سامية جملة من الإجراءات الاستباقية الشجاعة، والتي تتوافق مع القانون الدولي وضمنت هذه الإجراءات العالية الجودة أمن البلاد وحياة العباد وحافظت على وجوه الحياة الصحية، وبذلك ضمنت المملكة أمنا صحيا داخليا باحتواء المرض وتحجيم الفيروس من انتشاره بين المواطنين، وحققت أمنا صحيا بعدم نقل العدوى إلى ارجاء الوطن الاغلى... وهنا نذكر التعامل المهني الاحترافي من قبل اجهزة الدولة العسكرية والمدنية في استقبال الالوف من القادمين للمملكة وتامين انتقالهم السلس من المطار الى فنادق الحجر الصحي وتقديم سبل الراحة لهم والتي اشاد بها الاردنيين والضيوف العرب والاجانب والتي عجزت عنها الدول الميسورة الحال ، وهذا يحسب لبلادنا انها بلد النشامى وصدر البيت للضيف ... حماك الله يا بلادي.

لقد تميزت ادارة الازمة بمواجهة التحديات الاقتصادية من خلال الاستعداد العلمي لكل أزمة اقتصادية وتحقيق الموازنة الصالحة وإدارة شؤون البلاد بدقة عالية وجودة راقية وهذا كان واضحا من خلال ما صرح به وزير ماليتنا بأننا على اقتدار لمواجهة هذه الازمة من خلال موازنة الدولة وغير بعيد عن ذلك ما صرح به قائد ادارة الشأن الصحي الجنرال الباشا الدكتور سعد جابر الذي روى قصة قدوم مندوب البنك الدولي له واقتراحه الحصول على أي مبلغ يحتاجه لمكافحة كورونا كدين وهو ما رفضه، كون الحكومة وفرت كل الاحتياجات اللازمة للوزارة لمكافحة الفيروس...

(2) شعبيا ...

فقد استجاب المواطنين الى تحذيرات المختصون في مجال الصحة من تساهل واستخفاف المواطنين بعدم تطبيق القرارات الرسمية الصادرة وضرورة الاستماع إلى النصائح الصادرة عن الجهات المعنية، بعد تزايد انتقاد الحركة المعتادة للمواطنين في الشوارع العامة وعلى ضرورة توقف الحركة وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، بالنظر الى أن الحكومة اتخذت كل الإجراءات اللازمة والآن يقع الدور الأكبر على عاتق المواطن...

قرار التعبئة العامة الذي اتخذته الحكومة لاقى ارتياحاً لدى المواطنين وتجاوبًا جيدًا، وفي هذا السياق فقد بادرت الهيئات الاقتصادية والاجتماعية بالتبرع دعما لجهود الحكومة في معركتها مع هذا الوباء اللعين حيث استقبلت الحكومة العديد من التبرعات والتي تاتي في سياق التعبئة العامة والتي اصبحت فرض عين على كل مقتدر في هذا البلد الطيب...

وفي صدد ما عرجنا عليه ، فإنه لا زالت هناك ابواق منفلتة من عقالها وبخاصة هؤلاء الذين يطلون علينا من خارج الوطن من هواة اليوتيوبيات (YouTube) التي تبث سمومها بالأخبار الكاذبة والملفقة بالأسلوب التهريجي التشويقي والذي يستهدف فئة الشباب المتابعين لهذه الوسائل الشيطانية والتي في نظري أصبحت وكأنها مرافق صحية عامة يقضي فيها حاجته كل عابر سبيل او متسكع من مدمني القدح والذم واغتيال الشخصيات بدم بارد وأيضا من خلال الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على متابعيها من كامل أنحاء العالم، من خلال توظيفها لخدمة مصالحها بهدف دفع المستخدمين لتبني مواقف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية معينة، لا سيما وأن هذه المواقع مثلت نقلة هامة في صناعة الإعلام زادت من حجم مساحة حرية التعبير المضلل في الكثير من الدول... ويخرج علينا احدهم امس (شافاه الله من مرضة) بان نصائحة للحكومة اتت ثمارها وان الحكومة قد لجات الى تطبيق قانون الدفاع بنصيحة منه ... وهنا نقول : هل ظروف عزلتهم اصابتهم بهلوسة الاكاذيب والتلفيقات تفريجا عن همومهم؟ هل أصبحت عودتهم قريبة على طائرة الخميني لإصلاح العباد والبلاد؟! وخير الكلام لهؤلاء الشيطانيين " إذا لم تَسْتَحِ فافعَلْ ما شِئْتَ " ...

خلاصة القول ... الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة الاردنية لتوفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين وكل القادمين إلى الاردن، كانت أهم خطوة تاريخية لحماية بلادنا، وتنسب لحكمة القيادة السياسية وحرصها على سلامة الناس جميعا دون تمييز وهذا موقف يسجل اردنيا حقوقيا وإنسانيا وصحيا.

ختاما ... الاردن دائما في صدارة الدول على اتخاذ الإجراءات والقرارات الصائبة في مواجهة الازمات، والإجراءات الأخيرة فيما يخص منع تفشي فيروس كورونا كانت إجراءات مثالية وبجدارة في الوقت الذي تعاني منه بعض الدول والتي باتت عاجزة عن اتخاذ قرار حازم لمنع تفشي هذا الفيروس الخطير.

حمى الله بلادنا من كل مكروه وحمى الله جيشنا العربي واجهزتنا الامنية وكوادر الدولة المدنية في ظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة المظفرة ...

باحث ومخطط استراتيجي

arajoub21@yahoo.com

تابعو الأردن 24 على google news