الشعب الأردني يحول المحن إلى توافق وطني
علي السنيد
جو 24 :
قد لا تكون أزمة كورونا هي الأولى التي تثبت أن خصائص الشعب الأردني العظيم وميزاته حريه بالتوقف عندها مليا وفهم طبيعة هذا الشعب الذي لا تزيده المحن الا صلابة وقوة، وسرعان ما إن ينتظم في مواجهة الظروف، ولا تنال منه الشدائد، أو تحد من عزيمته وإنما تحفزه على العطاء اللامحدود.
وهو شعب ينضوي في إطار منظومة قيميه قلما تتوفر في شعب من الشعوب، وتنعكس على صعيد حياته حيث النبل والكرم والشهامة والفزعة والتضحية و الاعتدال وعدم الخور والترهل.
والاردنيون معتدلون في تدينهم، وهم تلقائيون غير متصنعين واجتماعيون بالطبع حيث التقارب الاجتماعي واضح في علاقاتهم ومناسباتهم وطقوس حياتهم.
والمجتمع الأردني حيوي ومتنوع ويستطيع أن يمتص الأزمات ويحدث الإنفراج الداخلي في أعقاب كل أزمه . والأردني محب لوطنه ومهما بلغت شقة الخلاف السياسي فيظل الوطن خارج دائرة الحسابات الضيقه، ولايمكن إن يضمر السوء لبلاده أو يسعى في خرابها.
والاردنيون متسامحون ولا يحملون الثارات والحقد الاجتماعي غالبا، غير أن هذا الشعب حساس إزاء كرامته ويثار من خلال عدم تفهم لغته القلبية التي فشلت كثير من الحكومات في مخاطبته من خلالها وإنما عملت على اقلاق روحه الوطنية.
فهذا الشعب يضحي بكل شيء، ويعطي بلا حدود، ويبدل روحه بلحظة عز، وإذا تم تفعيل عوامل الخير الكامنة في ذاته العامة يتسامى بالعطاء والتضحية. وهذه الميزات تجعل الاردنين يستحقون دائما الأفضل، ولهم الحق بمبادلتهم حبا بحب ووفاء بوفاء.
وإن المسؤول الأردني الذي يفهم طبيعة هذا الشعب ويخاطبه بلغته القلبية ويحاكي عوامل الخيرية والعزة والكبرياء الكامنة فيه ويحفز روحه الوطنية يقود الأردنيين نحو مدارج المستقبل بثقة ويحظى بالالتفاف الجماهيري ويتحول إلى رمز وطني في سياق تطورات الأحداث.
وهذه معادلة الأردن، ولا تحتاج سوى للتوافق الوطني لتحديد شكل المستقبل الذي نريد.