والد مكافحة العدوى.. قصة طبيب ضربه زملاؤه حتى الموت بعد طلبه بـ غسل أيديهم
جو 24 :
«منقذ الأمهات والأجنة» و«والد مكافحة العدوى» كلها أسماء حصل عليها الطبيب المجري إجناز سيميلويس، صاحب فكرة إستخدام المواد المطهرة خلال ممارسة مهنة الطب، والتي تحولت فيما بعد لضرورة في الحياة للعامة.. احتفل محرك البحث جوجل اليوم، بفكرته الخاصة بضرورة التعقيم الطبي، والتي ضحى بحياته لتخليدها، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19) حول العالم والذي يتطلب نظافة وتطهير مستمر.
عندما بدأ إجناز ممارسة مهامه كطبيب في منتصف القرن التاسع عشر في المجر، لاحظ أن النساء تلد أجنة مشوهة وتصاب بالعديد من الأمراض بعد الولادة، كالنزيف الشديد وارتفاع في درجة الحرارة وكانت نسب وفيات الأمهات بعد الولادة تتزايد يوما بعد يوم.
فكر سيميلويس في السبب الذي قد يؤدي إلى كل هذه الأمراض، واتضح أنه عدم حرص الأطباء على الفصل بين عملية توليد والأخرى، حيث كانت عملية تطهير الأيدي غير معروفة حينها، فاقترح على زملائه الأطباء الاعتياد على غسل الأيدي بمادة الجير المكلورة في عام 1847، أثناء عمليات التوليد، خاصة بمستشفى فيينا التي كان معدل الوفيات بها 3 أضعاف أي مستشفى أخرى.
تعارضت ملاحظاته مع الآراء العلمية والطبية الراسخة حينها ورفض العديد من الأطباء التعاون معه، وأدت فكرة غسل اليدين إلى خفض معدل الوفيات حينها بنسبة 1%، ولم يكن لديه حينها أي تفسير علمي مقبول يقدمه لإقناعهم بضرورة غسل أيديهم، خاصة وأن الأطباء شعروا بالإهانة من طلبه بغسل أيديهم وسخروا منه.
اقرأ أيضا| عروس تلجأ لحيلة لتشارك جدها المصاب بـ كورونا حفل خطبتها
لم يكن لدى سيميلويس تفسير علمي مقبول لنتائجه بخصوص الجراثيم التي لم تكن معروفة حينها، وقبل نجاح دراسته كان سيميلويس غاضبا بشكل مستمر من لا مبالاة الأطباء أو تعاونهم معه، وكتب رسائل يشرح فيها غضبه إلى أطباء التولييد أوروبا البارزين، حتى أنه وصف زملاءه بأنهم قتلة غير مؤهلين لتحمل المسؤولية.
لم يرى إنجاز أي نجاح لأفكاره وهو حي، وعانى من مرض الانهيار العصبي بسبب ما تعرض له من قبل أطباء آخرين، وبعد 20 عاما تحديدا في عام 1865 توفي إجناز بعدما تعرض للضرب المبرح على أيدي معارضيه، حيث تعرض هو وزميله لضرب مبرح على أيدي حراس المستشفى توفي على إثره عن عمر يناهز 47 عاما، وأظهر تشريح جثته أن سبب وفاته يشبه سبب السيدات خلال الولادة بحمى النفاس، والفكرة واحدة هي جرح ملوث.
بعد عدة سنوات، أكد عدة أطباء آخرين نظريته المتعلقة بالجراثيم ومنهم لويس باستور، وجوزيف ليستر، بناء على دراسات المركز الفرنسي الميكروبيولوجي، ولاقت نظرية تطهير الأيدي نجاحا كبيرا، فنشروا كتابا عن أجناز واكتشافاته ومفاهيمه عن المسببات وطرق الوقاية من حمى الأطفال.
واعتمد في نظريته إلى أن الإنسان يحمل على يده بعض المواد غير المعروفة وإذا لم يتم تطهير يديه جيدا فإنه ينقلها عن طريق الخطأ إلى الجنين والأم مما يتسبب في مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة، وتوصل إلى أن المادة الأكثر ملائمة لتعقيم الأيدي هي محلول الجير المكلور (هيبوكلوريت الكالسيوم)، والذي يتم استخدامه لغسل اليدين خلال فحص المرضى.
واختار إجناز هذه المادة لأنه وجد أن هذا المحلول المكلور يعمل بشكل أفضل لإزالة الرائحة الفاسدة لأنسجة تشريح الجثة، وكانت نتيجة تطبيق الأطباء لأفكاره بعد وفاته في تطهير أيديهم هي انخفاض معدل الوفيات بنسبة 90%.