الرياضيون وفيروس كورونا.. محاربة القلق والجنون
جو 24 :
قلب تفشي فيروس كورونا المستجد، منذ بداية العام الحالي، حياة البشر رأسا على عقب، ووصل الأمر حد محاصرة الناس داخل منازلهم.
هذا الأمر دفع كثيرا من الرياضيين إلى محاولة التخفيف من آثار العزل المنزلي، ومن بينهم، لاعبة التنس الأميركية المخضرمة سيرينا وليامز، التي حصدت 23 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، وشاركت مشاعر شائعة بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي بمنشور كتبت فيه "كل شيء بسيط يصيبني حقا بالجنون".
ومع توقف الرياضة العالمية فعليا نتيجة الجمود الذي أحدثه تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا "كوفيد-19"، الذي حصد أرواح ما يزيد على 11 ألف إنسان في العالم، يشعر كثير من الرياضيين المحترفين بالقلق وهم يكابدون للتكيف مع حالة عدم اليقين الناجمة عن هذا التفشي.
وفي سلسلة من مقاطع الفيديو على منصة تيك توك، تحدثت وليامز عن تجربتها مع نظام "التباعد الاجتماعي" لمدة أسبوعين منذ أن تم إلغاء بطولة إنديان ويلز للتنس، وقالت "بدأ الأمر بشعوري بأن هذا الأمر لا يمكن أن يؤثر علي حقا.. هذا الإلغاء أدى إلى إلغاء آخر ثم آخر، الأمر الذي قادني إلى القلق الذي ينتابني.. أشعر بقلق شديد كلما عطس أو سعل أحد حولي"، بحسب ما ذكرت رويترز.
وهذه المخاوف نفسها يشعر بها مليارات الناس في أنحاء العالم جراء الانتشار السريع للفيروس.
والقلق نفسه أثار كذلك من يأملون في خوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو في وقت لاحق من هذا العام، حيث وجد آلاف الرياضيين الذين يأملون في التنافس في الأولمبياد أنفسهم يواجهون حالة عدم اليقين هذه مع تأجيل أو إلغاء العديد من الفعاليات المؤهلة حول العالم.
وقالت الرئيسة التنفيذية للجنة الأولمبية الأميركية سارة هيرشلاند، للصحفيين الجمعة، إن "المنظمة ضاعفت مواردنا للصحة العقلية" للرياضيين مع توقع انطلاق الدورة الأولمبية كما هو مقرر لها خلال الفترة من 24 يوليو إلى 9 أغسطس.
وأضافت "لقد وسعنا إمكانية توفير هذه الموارد لمجموعة أوسع من الرياضيين ونعمل على التواصل معهم لضمان إزالة أي وصمة تتعلق بالمخاوف التي قد تنتابهم بخصوص التواصل لطلب الدعم لصحتهم العقلية".
يشار إلى أن الوباء يمنع العديد من الرياضيين في كثير من دول العالم من مواصلة نظامهم التدريبي المعتاد، حيث تنصح العديد من الدول شعوبها بممارسة نظام التباعد الاجتماعي في محاولة لمنع تفشي الوباء.
وتأهلت بطلة رفع الأثقال الأميركية كاثرين ناي إلى أولمبياد طوكيو، رغم اختصار فترة تصفيات لعبتها شهرا، وقالت لرويترز إنها تواصل التدريب في مرآبها وأنه "كان يتعين على بعض الأشخاص التنافس مرة أخرى للتأهل وقد فاتتهم هذه الفرصة.. ينتابني بالتأكيد كثير من القلق بسبب الوباء مثل كثير من الناس في العالم.. ليس سهلا أن تتجاهل كل هذه الأشياء الفظيعة التي تحدث".
وواجه منظمون الأولمبياد ضغوطا متزايدة لتأجيل الدورة بعد أن طالب الاتحاد الأميركي للسباحة بتأجيل الأولمبياد، مشيرا إلى مخاوف الرياضيين، وهو شعور أعرب عنه كثيرون، إذ تساءلت عداءة المسافات متوسطة البريطانية، جيس جود، في تغريدة على تويتر "كيف لنا أن نستمر في الاستعداد للأولمبياد على النحو الأمثل".