يستخدم حاليا في أزمة كورونا.. ماذا تعرف عن التعليم المعكوس؟
يعدّ التعليم المعكوس طريقة تعليمية يتلقى فيها التلاميذ المفاهيم والمعلومات من المنزل وذلك عبر مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية التي تبث من خلال شبكة الإنترنت.
وقالت مجلة "لامينتي إي ميرافيليوزا" الإيطالية في تقريرها، إن التعليم المعكوس يعتبر نموذجا تربويا ينقل بعض مراحل التعلم خارج الفصل الدراسي. في المقابل، يستخدم الوقت في الفصل الدراسي التقليدي للعمل على الجوانب التي تحتاج إلى مساعدة المعلم وتجربته.
وأوضحت المجلة أن التلميذ يعد الدروس خارج الفصل الدراسي، حيث سيتمكن من الوصول إلى محتويات كل تخصص من منزله، ثم ينفذ المهام والأنشطة الأكثر تشاركية في الفصل الدراسي، لتحليل الأفكار أو مناقشتها مع زملائه، وذلك بالاستعانة بالتقنيات الجديدة، فضلا عن معلم مساعد.
أصول التعليم المعكوس
صاغ كل من جوناثان بيرغمان وأرون سامز، وهما معلما كيمياء في مدرسة وودلاند بارك الثانوية (كولورادو)، مفهوم "التعليم المعكوس". وعموما، لاحظ المعلمان أن الطلاب غالبا ما تغيبوا عن بعض الدروس لأسباب متنوعة. وفي محاولة لمساعدتهم، روّج المعلمان لتسجيل وتوزيع مقاطع الفيديو. بعد ذلك، لاحظا أن هذا النموذج يسمح للمعلم باستثمار المزيد من الطاقة في الاحتياجات المحددة لكل طالب.
منهجية بديلة للدرس التقليدي للمعلم
تتمثل الميزة الرئيسية للتعليم المعكوس في تكيّف المعلم مع إيقاعات التعلم المختلفة بحيث لا يتخلف أي من التلاميذ عن الركب. أما في الفصول الدراسية التقليدية، فينقل الأستاذ معلومات يسهل معالجتها بالنسبة لبعض الأشخاص، بينما لا يفعل ذلك بالنسبة للآخرين.
يشمل الابتكار التعليمي في هذا النموذج التربوي بعض الفوائد المهمة للتدريب على التدريس والتعلم. وتتيح هذه الطريقة المبتكرة لكل تلميذ تلقي ما يحتاجه في الفصل، مع تنفيذ الأنشطة التشاركية في بيئة تعليمية ديناميكية وتفاعلية، بينما يصبح الأستاذ مرشدا حقيقيا.
كما يسمح هذا النموذج للتلاميذ بالوصول إلى المعرفة الأساسية وتوسيعها كلما رغبوا في ذلك. وفي الوقت نفسه، تعزز إمكانية وصولهم إلى المحتوى سواء الذي تم إنشاؤه أو الذي يقدمه المعلمون كلما احتاجوا إليه.
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تدعم التعليم المعكوس
أشارت المجلة إلى أن التقنيات الجديدة تعزز النماذج التعليمية الجديدة والمزيد من الدروس التفاعلية. كما يسمح التعليم المعكوس بالاستخدام الصحيح لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفصل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، يوفر لنا استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع هذه المنهجية المبتكرة إمكانية هائلة لإنشاء ومشاركة عملية التدريس والتعلم مع التلاميذ والمعلمين في أي مكان في العالم، مما يجعلها أكثر ثراء في الموارد ومختلفة عن التدريس التقليدي.
نماذج مشابهة للتعليم المعكوس
أفادت المجلة بأن العديد من النماذج المشابهة لهذا النموذج طُوّرت تحت أسماء مختلفة. فعلى سبيل المثال، وضع الأستاذ في جامعة "هارفارد" إريك مازور إستراتيجية تدريس الأقران، التي تدمج تقنية تعرف باسم "التدريس في الوقت المناسب" بوصفها عنصرا مكملا لنموذج التعليم المعكوس. ويسمح التدريس في الوقت المناسب للأستاذ بتلقي ردود من تلاميذه قبل يوم من الدرس من أجل أن يكون قادرا على إعداد إستراتيجيات وأنشطة من شأنها سد أوجه القصور المحتملة لدى الطلاب فيما يتعلق بفهم المحتويات.