حظر التجول امر صعب... لكننا امام ارقام صادمة تتطلب التعبئة العامة
أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 :
اتخذ الاردن إجراءات تصاعدية للحد من تفشي فيروس كورونا، وصولاً إلى فرض حظر التجول ( Impose Curfew) في جميع محافظات المملكة ، ... فقد دخل حظر التجول الصحي الذي فرضه رئيس الوزراء ووزير الدفاع، الدكتور عمر الرزاز، الجمعة 20 اذار / مارس 2020 أمر الدفاع رقم 2 لسنة 2020 والصادر بمقتضى أحكام قانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992 في البلاد لمنع انتشار المرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد-19) حيز التنفيذ ، حيث انطلقت صافرات الإنذار في البلاد منذ الساعة السابعة صباح يوم امس السبت 21 اذار / مارس 2020 إيذانا ببدء حظر تجول على مستوى المملكة وعزل المدن عن بعضها، وحظر التجمعات بغض النظر عن أهدافها أو جهاتها أو منظميها، ووقف التنقل بينها إلا في الحالات القصوى جدا وللحد من حركة السكان البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة في إطار المساعي لمنع انتشار فيروس كورونا...
وجاء حظر التجول نتيجة لوجود الكثيرين من المواطنين في الشوارع على الرغم من مناشدات الحكومة لهم بالبقاء في المنازل ومنع التجمعات العامة والصلاة في المساجد ووقف العمل في المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة... وفي هذا الصدد فقد أعلن وزير الصحة الدكتور سعد جابر يوم السبت 21 اذار / مارس 2020 الساعة 8:15 مساءً، أن الأردن سجل 99 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا فيما حذر الوزير من أن هذا مؤشرا خطيرا وان العدد قد يرتفع في الايام او الاسابيع المقبلة ...
يسري حظر التجول حتى إشعار آخر ويشمل نشر آلاف الجنود داخل المدن وعلى الطرق الرئيسية، وشوهدت سيارات شرطة مدرعة تجوب شوارع المدن الرئيسية وتناشد الناس الامتثال لتحذيرات الخروج وبدت شوارع العاصمة عمان والمدن الاردنية خالية مع دخول حال الطوارئ الصحية حيز التنفيذ إلا من عدد قليل من المارة تستوقفهم دوريات الجيش والامن العام للتحقق ،غير أن ذلك لم يمنع مواطنين في بعض المناطق، من كسر الحظر الحكومي الذي سمح بتحرك بعض الحالات الخاصة من خط الدفاع الاول الاطباء والممرضين والكوادر الصحافية والإعلامية ومن تقتضي طبيعة عملهم الذهاب الى تلك المواقع لاستمرار تقديم الخدمات للناس والمجتمع...
وهنا اتفق مع راي سعادة النائب عبد المنعم العودات في حديثة حول التزام الاردنيين بقواعد حظر التجوال والقول لسعادته "بان الحظر اتى مصلحة وطنية مئة بالمئة لحماية الوطن والسكان وحماية الامن الاجتماعي وسيكون الرهان الحقيقي على وعى الاردنيين وحرصهم على سلامة وطنهم وان المواطنه الصالحة في هذا الظرف الدقيق ان تجلس في بيتك وتطبيق العزل حتى في داخل المنزل الواحد بين افراد الاسرة"، ... حيث تسعى الحكومة في بلادنا بكل الوسائل المتاحة للحفاظ على وضع صحي آمن تجنبا لمخاطر صحية صعبة يتعرض لها العالم أجمع... وفي هذا السياق فقد شدد قرار الدفاع رقم (2) الذي اشرنا اليه على أن بقاء المواطنين في بيوتهم والالتزام بالحظر واتباع التوصيات والتعليمات الصحية الصادرة عن المؤسسات الرسمية، الطريق الوحيد المعتمد حالياً للنجاة من التداعيات الكارثية لانتشار الوباء، وبخلافه سنتعرض إلى انتشار كبير للمرض بسبب الاختلاط وسرعة انتقاله من خلال التجمعات البشرية مثل التجمعات في الاسواق والمناسبات الاجتماعية واماكن العبادة من المساجد والكنائس وغيرها...
وهنا نقول يجب ان يدرك الجميع بان اهم عامل في ادارة الازمه انها قامت على اساس ان الحكومة واعية ومدركه للمخاطر وجاهزة للعمل ، وفي هذا الاطار فقد وجهت الحكومة رسالة إلى المواطنين في أول أيام الحظر، تحذرهم فيه من انتشار الفيروس وان قرار حظر التجول استند إلى قراءة عملية ومشاورات مع اللجان الاستشارية والخبراء في وزارة الصحة والوزارات والجهات الرسمية للوصول إلى أفضل طريقة لحماية المواطنين والحد من تزايد أعداد المصابين بهذا المرض المميت ، ...
وفي رأيي الشخصي فإن حرص خلية الأزمة ووزارة الصحة ، على الشفافية التامة وعلى إطلاع أبناء شعبنا والرأي العام بالتطورات والمستجدات التي تخص انتشار الوباء والحالات المشتبه بها والمشخصة والمتعافية، يعطي اريحية واشارات واضحة للاردنيين حول انماط السلوك الاجتماعي للوقاية من هذه الجائحة (Pandemic) التي يتعرض لها العالم ومنها بلادنا الاردنية لأننا في مركب واحد، ومصلحة الوطن هي الأساس والموجه لعمل الجميع...
وفي رأينا ... نقول هنا .. ومن خلال الاجراءات الحكومية الناجعة - والتي صنفت بانها من افضل خمسة دول على المستوى العالمي في معالجة ازمة كورونا - بان المسافة المتبقية بيننا والقضاء على هذا الفيروس قليلة جدا باذن الله ومن خلال الامتثال بالتزام المواطنين بقرارات ادارة الازمات والطوارئ ،الحظر سيكون له تأثير فاعلا جداً في الحد من تفشي هذا الفيروس من خلال دعوة المواطنين للبقاء في منازلهم وملازمتها ، وهذا يمثل نداءً إلى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والفئات الاجتماعية لدعم جهود الحكومة والجهات المساندة المشاركة في مكافحة انتشار كورونا بكل الوسائل المادية وغير المادية ، لانه وفي حال لم تتوقف حركة المدنيين فسيتسبب ذلك بانتشار الفيروس وسيفتك بنا لا سمح الله ولاقدر...
صفوة القول ...
نوجه التحية والدعم لاجهزتنا الطبية ،وان يتوخوا الحيطة والحذر لسلامتهم ،والتحية من القلب الى قواتنا الاردنية المسلحة البطلة واجهزتنا الامنية على اختلاف مواقعها على جهودهم لخدمة وطننا ليكون درة السلامة والبلد الخالي المعافى من الامراض وبما يوفر الامن والسلم المجتمعي...
يا اهلنا في بلد الحشد والرباط دعونا ان يخرج الاردن بسلام ... نعي بان حظر التجول امر صعب لكنه التزام وطني لتشكيل مناعة في وجه هذا الفايروس حماية للوطن وحماية للامن الاجتماعي ،كلنا في هذا الوطن الاغلى مطالبون لتطبيق اجراءات حظر التجول الصحي حمايةً للجميع من حدوث حالة تفشي وبائي، وبان نكون على قدر المسؤولية التاريخية والوطنية وإجراء اللازم لحماية وطننا واهلنا من هذه الجائحة اللعينة... ومما تجدر الاشارة اليه بان " فترة الحضانة القصوى للفيروس 14 يوما ونعلم أننا بالنظر إلى ما حدث في دول أخرى، سيكون باذن الله إبطاء في وتيرة عدد حالات الإصابة الجديدة، ويتعين كسر سلسلة الإصابة مع تطبيق اجراءات حضر التجوال الصحي"...
حمى الله بلادنا ووقانا شر الامراض وادام الله علينا نعمة السلامة والعافية وبارك الله بجهود ابناء الوطن وبناتة الوطنيين الغيارى على الذود عن حياض الوطن تحت ظل قيادته الهاشمية المظفرة...
باحث ومخطط استراتيجي
arajoub21@yahoo.com