كورونا.. آخر الناجين من الإنفلونزا الإسبانية يطلق تحذيره
جو 24 :
كان خوسيه بينيا يبلغ من العمر 4 أعوام، عندما اجتاح فيروس الإنفلونزا الإسبانية بلدته الصغيرة، التي تقتات على صيد الأسماك في شمال إسبانيا.
ويقول بينيا، الذي يبلغ حاليا من العمر (105) أعوام، والذي يعتقد أنه آخر الناجين من الإنفلونزا الإسبانية التي قتلت عشرات الملايين من البشر، إنه ينبغي الحذر من فيروس كورونا المستجد.
وأضاف في حديث لصحيفة "إل منودو الإسبانية" لا أريد أن يتكررر ذلك الأمر ( الوباء). لقد ازهقت (الإنفلونزا ) الإسبانية حياة الكثيرين.
ولا يزال الرجل الطاعن في السن يتذكر تفاصيل الإصابة، إذ يقول إنه الوحيد بين أشقائه السبعة الذي أصيب بالفيروس في خريف 1918.
ويروي عن تلك المرحلة "عندما استيقظ كنت بالكاد استطيع المشي، وكان عليّ أن أن أزحف على يدي وركبتي"، من شدة الألم.
وأصابت بينيا الحمى الشديدة، وهي أبرز أعراض الإنفلونزا الإسبانية، التي أصابت ثلث البشر الذين كانوا يعيشون في ذلك الزمان.
ولم يتعاف إلا بعد أن اتبع وصفة طبيب تقوم على النباتات، بعضها أعشاب بحرية.
وعاشت مدينة خوسيه (لوركا) أوضاعا صعبة، إذ كانت الجنائز تشق طريقها بصورة يومية نحو المقبرة.
ويقدر بأن 500 شخص من بلدة المعمر الإسباني توفوا من جراء الإنفلونزا الإسبانية، وكانوا يشكلون ربع سكان البلدة في ذلك الزمن البالغ نحو ألفي شخص.
والآن، وبعد مرور 100 عام يجد خوسيه نفسه أمام تجربة الإنفلونزا الإسبانية، لكن تحت اسم "فيروس كورونا".
وتقول ابنته "إنه يعرف بالضبط ما يحدث مع فيروس كورونا، بعدما عاش تجربة مماثلة"، مشيرة إلى أنه "يخشى أن يحدث لبلده مع كورونا ما حدث قبل قرن من الزمان، على الرغم من أننا نعيش في أوقات مختلفة للغاية".
وإسبانيا واحدة من أكثر الدول الأوروبية تضررا من جراء فيروس كورونا إذ بلغت فيها الإصابات نحو 30 ألفا وأكثر من 1800 وفاة.
وانتشر فيروس الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى،.
وتختلف التقديرات للعدد الدقيق لوفيات تلك الإنفلونزا، لكن يعتقد بعض المؤرخين أنها قتلت نحو 50 مليون إنسان على الأقل، كما أصابت 500 مليون شخص أو ما يعادل ثلث سكان الكرة الأرضية آنذاك.
وكانت إسبانيا من أول الدول التي تم فيها تسجيل وفيات بالفيروس، لكن مؤرخين يعتبرون أن الأمر يعود إلى الرقابة العسكرية المفروضة في البلدان الأخرى.
وأشار مؤرخون إلى أن مدريد كانت محايدة أثناء الحرب ولم تفرض رقابة على صحافتها، لذا ساد الاعتقاد بأنها "الانفلونزا الإسبانية".