عندما ردد الأردنيون: “اللهم نستودعك إربد وأهلها”
ما أن يطل سهل حوران للمقبلين عليه من الجنوب، يدرك المرء أن ثمة أمراً جللاً سيحدث للأفئدة ويهيئها لما هو أجمل.
في تلك البقعة يتصاهر الزمان بالمكان، ويهمس صوتٌ خفي في أذن المار هناك: "من دخل إربد فهو آمن”.
لا يمكن تتبع هذا الصوت لأنك بالتأكيد ستحتار من أين تبدأ، فعندما تكون في إربد فقط الروح هي من تقودك لا شيء غيرها.
بالأمس، سيطر قرار الحكومة بعزل محافظة إربد عن باقي محافظات المملكة ليل الجمعة السبت، على خلفية فيروس كورونا بعد تسجيل إصابات متزايدة بهذه المرض في عروس الشمال، ليندفع الأردنيون على صفحاتهم بالدعاء لهذه المحافظة الحبيبة على قلوب الجميع.
كان دعاء الأردنيين الأبرز: "اللهم نستودعك إربد، أهلها، جيشها، أطبتها، أمنها”.
ونشر مواطنون على امتداد الوطن تعليقات تستذكر هذه المحافظة التي أحبها الأردنيون وأحبوا أهلها وطيبتهم وسهولها وربيعها وصيفها وشتاءها وخريفها وأجواءها.
وكانت للدارسين فيها وتحديداً في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا التي خرجت عشرات الآلاف من الذين يتبوأون أماكن هامة في الحياة العامة، ذكريات خالدة سطروها على صفحاتهم، مستذكرين عطاءها وحبها لم سكن فيها ولو لفترة قصيرة فيكف من عاش فيها لسنوات، أو ولد على ترابها.
ما حدث اليوم، من هذا التعاطف الكبير مع محافظة إربد، يؤكد على أن الهم الأردني واحد، فـ”عروس الشمال” لا تقل أهمية عن البلقاء والمفرق وعجلون وجرش والكرك والطفيلة ومعان والعقبة والزرقاء وعمان، لكنها في محنة، وعند المحن تظهر المعادن.
ختاماً ستجابه إربد أزمة هذا الفيروس، وكذلك كل شبر في الأردن، وسيخرج الوطن منتصرًا بوعي شعبه وحكمة قيادته.الغد