الخوف من جوع يؤدي إلى فوضى.. فلتان في الأسعار وسوق سوداء!
جو 24 :
كتب سليم البطاينة -
عندما تضع يدك على محرك البحث جوجل وتكتب كلمة ثورة جياع سيظهر أمامك آلاف المواد المكتوبة من مقالات وتحليلات وفيديوهات تُحذر من نزول الفقراء إلى الشوارع! فالافواه الجائعة هي المحرك الفعلي للفوضى والاحتجاجات، فالجوع مارد ضخم من الصعب لجمه، فالجائع لا يملكُ إلا الغضب، وهو لا يملك شيئاً ليخاف عليه والتاريخ يؤكد أنه قادر على فعل أي شيء للحصول على قوته.
مخاوف قد نتشارك فيها جميعاً فمن يتجول في الشوارع سيرصد آلاف من المواطنين في حالة ارتباك وذعر وحيرة، وفوضى في أحوالهم وافكارهم غير مسبوقة! فالعطب عام وشل جميع مناحي الحياة، وتوتر معيشي لم تشهده البلاد نهائيًا من قبل، فالأسواق بدأت تشهد ممارسات غير اخلاقية أثرت على أسعار المواد الغذائية الاساسية وبتنا نرى تقلبات في الأسعار مع كل اشراقة شمس ؟ فالخطورة أن يتحول طمع وجشع التجار إلى واقع يفرض علينا التعامل معه في ظل واقع يتحكم به كبار التجار والمستوردين الذين يتحججون بنقص المخزون والعجز عن الاستيراد!!
من يراقب الان بورصة أسعار المواد الاستهلاكية يلاحظ اتجاها تصاعديا مستمرا منذ بداية أزمة كورونا وهذا ونحن في ايّام قليلة سنكون على مشارف شهر رمضان المبارك.
الآلاف من العائلات الاردنية ليس لها دخل مادي شهري ، فقد جاء فيروس كورونا وأحدث شللا عاما وازمة ستهوي بالفقراء إلى قاع البؤس! فحذاري من عدم سماع صرختهم، فالفقر والجوع غضب نائم كالبركان قد ينفجر وينثر حممه الحارقة بأية لحظة!! فلا بد وانا متيقن أن الحكومة لن يغفل عنها ذلك ولديها خطط لسد حاجات الأسر التي لا تستطيع أن تؤمن قوت يومها.
الخليطُ مُرعب يوازي الموت البطيء من دون مرض أو فيروس قاتل! فالجوعى لا يستطيعون الصبر طويلاً، فلا نُريد أن نصل لواقع الارض ومن يحرُثها، فالقضية ليست محصورة الان بين فقير وغني! فالمشهد الان مأساوي بدأ يعم معظم بيوت الاردنيين، فانقطاع سبل الرزق والعمل وشح المال بيد الناس فجر كلفة معيشتهم اليومية على نحو شديد الخطورة، والخوف أن يهدد الآلاف منهم في الوقوع في الفاقة والعوز وشبح المجاعة، الامر الذي يحتم على تكاثف المجتمع المدني لمساعدة الأسر الفقيرة التي تضررت من شلل وعطب الحياة العامة وثاثيراتها الاقتصادية!!
البلاد الان تمر بمرحلة من الارتباك ادى إلى تضارب في الاجتهادات لدى مطبخ القرار فيما يخص تنظيم الحياة العامة في ظل هذه الأزمة، فالدولة لا تملك المال حتى تهبه للناس لكنها تستطيع أن تُعيد وتسترد الملايين من أموالها المنهوبة فأشخاصها معروفين ولَم يقدموا شيئا في هذه المحنة التي نحن بها، فالتاريخ لن يرحم من سرق الوطن!!
فالتطورات تتسارع ولا بد للحكومة اتخاذ إجراءات سليمة لرفع معاناة الفقراء وإعادة صياغة السياسات العامة اتجاه الفقراء والمعدومين، لان الإهمال سيسير بالبلاد لمنزلق خطير لا يحمد عقباه! فمهانة العجز عن توفير لقمة العيش أكثر خطورة من أي شيء.