فيروس كورونا يصيب الدراما السورية ويوقف التصوير
قررت الحكومة السورية إيقاف تصوير جميع المسلسلات في مؤسسة الإنتاج التلفزيوني وأفلام المؤسسة العامة للسينما، إضافة إلى وقف جميع عمليات التصوير في القطاع الخاص أيضا، وتعليق العمل في كلا القطاعين حتى إشعار آخر، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس المستجد "كوفيد-19".
كما دعت النقابات الفنية في لبنان شركات الإنتاج إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تفشي وباء كورونا، ووقف العمل لمدة أسبوعين من تاريخ صدور البيان.
نتيجة لذلك، توقفت أغلب شركات الإنتاج العاملة في سوريا ولبنان عن تصوير أعمالها الدرامية الخاصة والمشتركة، والتي كان من المفترض طرحها للجمهور خلال شهر رمضان القادم، في حين لا تزال بعض شركات الإنتاج تواصل العمل بشكل خجول، رغم الظروف الحالية، بسبب العقود التي وُقّعت مع الفنانين والمحطات التلفزيونية العربية، مع اتخاذ كثير من إجراءات الوقاية ونقل المشاهد التصويرية إلى أماكن نائية أو تحويلها لمشاهد داخلية ضمن نطاق المساحة الصغيرة، والتقليل قدر المستطاع من عدد أطقم العمل.
وقد تسبب توقف التصوير والعمل الدرامي في سوريا ولبنان خاصة والعالم العربي عامة في خلق بداية أزمة درامية مقبلة بسبب ضيق الوقت مع اقتراب الموسم الدرامي خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، إذ أعلنت شركة "إيمار الشام" عن إيقاف تصوير عملها "بورتريه"، من إخراج باسم سلكا وبطولة فادي صبيح وجفرا يونس وسيف الدين سبيعي.
كما عُلّق تصوير مسلسل "الهيبة 4" من بطولة تيم حسن، والذي يعتبر من أبرز المسلسلات السورية اللبنانية المشتركة، بقرار من شركة "الصباح"، التي أوقفت تصوير جميع مسلسلاتها التي كان من المقرر أن تعرض خلال شهر رمضان، دون تحديد موعد لاستئناف العمل.
كما تضرر من إيقاف التصوير مسلسل "مقابلة مع السيد آدم"، وهو من إخراج فادي سليم وبطولة غسان مسعود ويزن السيد وغيرهما، كما أوقف فريق عمل مسلسل "شيكاغو" التصوير بعد ثلاثة أسابيع من العمل المتواصل، والذي يشارك فيه نخبة من أبرز الفنانين السوريين كدريد لحام وعباس النوري وأمل عرفة وسلاف فواخرجي وغيرهم.
ومنح تعليق تصوير المسلسلات بعض الممثلين الوقت الكافي للتعبير عن آرائهم في التطورات الحالية، سواء عبر اللقاءات التلفزيونية، أو عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل أكثرها إثارة للجدل كانت تلك التي ظهر فيها ممثلون معروفون بدعمهم للنظام السوري.
أغلب تلك الآراء كانت غير جدية فيما يخص انتشار الفيروس والخطر الذي يشكله على حياة المصابين، فالبعض من الفنانين اعتبرها مؤامرة، والبعض الآخر اعتبرها كذبة وتهويلا إعلاميا، أو ذهبوا إلى عدم وجود سبب للخوف من الفيروس خاصة بعد سنوات الحرب التي عاشتها سوريا، ومن بين هؤلاء غسان مسعود ومحمد الأحمد وجلال شموط وآخرون.
تلك التصريحات جاءت بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية احتمال انفجار تفشي الفيروس في كلمن سوريا واليمن، وأن قلة الإصابات المعترف بها في كلا البلدين ليست نتيجة لحصر انتشاره، بل بسبب عدم وجود مصداقية في الكشف عن عدد الإصابات الحقيقي.
في حين انتقد بعض الممثلين السوريين، من أمثال باسم ياخور وطارق مرعشلي، الوضع الراهن في سوريا، وسوء الأوضاع المعيشية التي لا تسمح للمواطن السوري بالالتزام بالإجراءات الوقائية التي تحد من تفشي الوباء بالنظر إلى ارتفاع الأسعار، بما فيها المعقمات والأدوات التي تمنع انتشار العدوى، وفي ظل انعدام الظروف الاقتصادية الملائمة لبقاء العائلات السورية في منازلها دون الحاجة إلى الخروج وتأمين لقمة العيش.
أما الممثلة أمل عرفة فأعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تكفلها بخمس عائلات فقيرة لمدة شهر،وتمنت من أصحاب رؤوس الأموال القيام بمبادرات أكبر، وأكد الممثل زهير رمضان أن 95% من الممثلين في سوريا بالكاد يملكون قوت يومهم، مثلهم مثل معظم السوريين، ودعا الأغنياء للتبرع ومساعدة المحتاجين.