jo24_banner
jo24_banner

ارتياح للموقف الأردني

حمادة فراعنة
جو 24 : « لا يمكن أن نسمح بضرب سوريا من الأراضي الأردنية ، ولا يمكن أن نفرض منطقة حظر جوي على سوريا من جهة الأردن « ، كلام قاله رئيس الوزراء ، لا خوفاً من سوريا ، بل خوفاً عليها ، فسوريا دولة شقيقة وجارة ، نبادلها المشاعر والمعاناة ، نتفق معها ونختلف ، وهذا شيء طبيعي وسوي بين الأشقاء والسياسيين وبين الدول المستقلة .
ما قاله عبد الله النسور ، تأكيداً لما قاله جلالة الملك في واشنطن أننا 1- ضد التدخل العسكري 2- ضد دخول جندي أردني أرض سوريا و3- الحل السياسي هو الأمثل على أساس تفاهم أميركي روسي .
الموقف الأردني ، كان ولا يزال ، نحو سوريا الدولة والوطن والشعب متوازناً ومتزناً ، وهو علامة مباهاة للأردنيين حينما رفضوا الحل العسكري في العراق وحصاره وإحتلاله ، وشاهدنا ما حصل في ليبيا على أثر الحل العسكري والتدخل الأجنبي ، ولذلك يتمحور الموقف الأردني ويتركز جوهره على خيار الحل السياسي في سوريا ، حل يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً ، ويحفظ لها التطور الداخلي وفق إرادة شعبها وتطلعاته ، بعيداً عن العنف المتبادل ، وبعيداً عن الحل العسكري الأمني الذي لا أفق لديه ، سوى المزيد من الدمار لقدرات سوريا ، والضعف لجيشها ، والتشرد لشعبها ، والخراب لمنشأتها .
ما نقبله لأنفسنا كأردنيين نتوسل التغيير والأصلاح والتطور والأحتكام لصناديق الأقتراع نقبله للسوريين ونتمناه ، وما نرفضه لأنفسنا من خراب ودمار وعنف وتطرف وإرهاب نرفضه للسوريين ، فالخيار الأول يعود علينا بالأمن والأستقرار والطمأنينه لنا ولأشقائنا على الطريق الصحيح ، أما الخيار الثاني فهو دمار لسوريا ، وإنهاك لنا ، وما تشهده محافظاتنا الشمالية من إكتظاظ والضغط على الخدمات ، وفقدان الحاجات الأساسية ، وإنفلات أمني ، سوى بداية دفع الثمن الأردني لمأساة سوريا وشعبها .
الموقف الأردني يجد التفهم من قبل سوريا ، وهذا ما عبر عنه سفيرها في الأردن بهجت سليمان في مقابلته مع قناة الميادين اللبنانية بقوله حرفياً :
« أعتقد أن الشعب الأردني في أغلبيته الساحقة ، وأن الجيش الأردني ، والتيار الوطني في المطبخ السياسي ، وأن النخب السياسية والوطنية والثقافية والأعلامية والأكاديمية والعشائرية في الأردن تقف في خندق مضاد لأي محاولة تهدف لأقحام الأردن بما ليس له به مصلحة « ولذلك يقول السفير هناك قناعة لدى الدولة السورية « أن الموقف الأردني هو أفضل من موقف دولة مجاورة دفعنا فيها عشرة الأف شهيد من أجل أن تقف الحرب الأهلية عندهما ، ومن أجل أن نمنع تقسيمهما ومن أجل أن نعيد بناء مؤسساتها ، وفي عام 1982 في مواجهة الأجتياح الأسرائيلي في لبنان دفعنا خمسة الأف شهيد و 100 طائرة و 500 دبابة « ، ويُلخص السفير موقف سوريا بقوله : « لدينا إرتياح للموقف الأردني « . (الراي)
h.faraneh@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news