ما هي الفئة التي يستهدفها فيروس كورونا أكثر من غيرها، وهل هناك استثناءات؟
جو 24 :
من هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، كبار السن أم صغار السن؟
هذا التساؤل ورد ضمن الأسئلة الأكثر شيوعا، والذي أجابت عليه منظمة الصحة العالمية كالتالي:
يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار بفيروس كورونا المستجد-2019. ويبدو أن كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرضية سابقة الوجود (مثل الرَبْو، وداء السُكَّريّ، وأمراض القلب) هم الأكثر عُرضة للإصابة بمرض وخيم في حال العدوى بالفيروس.
وتنصح منظمة الصحة العالمية الأشخاص من جميع الأعمار باتباع الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم من الفيروس، مثل غسل اليدين جيدًا والنظافة التنفسية الجيدة.
ازدياد نسبة الوفيات بازدياد الفئة العمرية
في دراسة شملت تحليل 72314 مصابا بفيروس كورونا في الصين، ونشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، جرى بحث نسب الوفاة بين مرضى الكورونا من فئات مختلفة، ووجدت أنه بالنسبة للأشخاص المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو سرطانات أو مشاكل في المناعة، توفي منهم نسبة أقل من 1%.
أما مرضى كورونا المصابون أصلا بالسرطان فقد كان معدل الوفيات 5.6%، وكانت للمصابين بارتفاع ضغط الدم 6%، و6.3% للمصابين بأمراض تنفسية مزمنة، و 7.3% لمرضى السكري، و10.5% للمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبالنسبة للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما كان معدل الوفيات 8%، وللذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما كانت النسبة 14.8%.
ووفقا للعلماء يتماشى هذا النمط لفيروس كوفيد-19 مع فيروسات كورونا الأخرى مثل متلازمة الالتهاب التنفسي الحادة "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، والتي كانت تقتل بشكل أكبر أيضا المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، وفقا لتلك الدراسة.
كما أكدت دراسة أخرى نشرت في دورية علم الأوبئة الصينية النسب المذكورة أعلاه، ارتباطا بالفئة العمرية، حيث أفادت بارتفاع معدل حالات الوفاة تدريجيا في الفئات العمرية أعلى من 39 سنة، إذ بلغت النسبة بين المصابين في الفئة العمرية من 40 إلى 50 سنة 0.4 في المئة بينما بلغت في فئة 50 إلى 60 سنة 1.3 في المئة في حين ارتفعت إلى 8 في المئة بين المصابين في الفئة العمرية بين 60 و70 سنة.
وأكدت الدراسة أن النسبة الأكبر من حالات الوفاة بين المصابين الذين يبلغون الثمانين فأكثر، وذلك بواقع 14.8 في المئة.
وعلى أساس النوع، ارتفعت نسبة حالات الوفاة بين الرجال إلى 2.8 في المئة مقارنة بالنساء التي بلغت نسبة الوفاة بين المصابات منهن 1.7 في المئة.
انخفاض نسبة الوفيات بين الأطفال وصغار السن
ورغم أنه يمكن للأشخاص الأصحاء الصغار في العمر أن يموتوا نتيجة فيروس كورونا، ولكن النسبة أقل. ومثال ذلك الطبيب لي ون ليانغ (34 عاما) الذي كان يعمل في مستشفى ووهان، والذي كان أول من أبلغ عن ظهور الفيروس في مدينة ووهان، وتوفي في 6 فبراير/شباط.
بالنسبة للأطفال حتى التاسعة من العمر، لم تُسجل أية حالات وفاة بين المصابين، حتى نشر هذه الدراسة، في حين لم تتجاوزنسبة حالات الوفاة بين المصابين حتى سن 39 سنة 0.2 في المئة.
ولكن في تطورات لاحقة سجلت حالات وفيات بين الأطفال، كان أبرزها وأسرعها انتشار خبر إصابة مولود في الصين، بعد ثلاثين ساعة من ولادته في الخامس مش شهر شباط الماضي.
ولكن ما هو سبب انخفاض نسبة الإصابة عند الأطفال؟
هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذه الظاهرة، ولكن الخبراء في مجال الصحة العامة عاجزون، إلى الآن، عن تفسير سبب قلة الإصابات في صفوف الأطفال.
ويقول أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينغ الإنجليزية، إيان جونز، لبي بي سي "لأسباب ليست واضحة لنا بدقة، يبدو أن الأطفال إما تفادوا الإصابة تماما، أو أن إصاباتهم ليست حادة".
قد يعني ذلك أن الأطفال يصابون بنموذج أخف من المرض، بحيث لا تظهر عليهم أي أعراض، مما يؤدي، في نهاية المطاف، إلى تجنب أهاليهم التوجه بهم إلى الأطباء أو المستشفيات، وبالتالي إلى عدم تسجيل حالات إصاباتهم.
تتفق مع هذا الرأي المحاضرة في كلية لندن الجامعية، ناتالي ماكديرموت، التي تقول "إن للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 5 سنوات وللمراهقين أجهزة مناعة محفزة لمقاومة الفيروسات. فقد يصاب هؤلاء بالعدوى، ولكن المرض سيكون لديهم أخف وطأة أو قد لا تظهر عليهم أي اعراض البتة".
ليس هذا أمرا فريدا بالنسبة لانتشار فيروس كورونا الحالي في الصين، فثمة سوابق، ففي انتشار مرض (سارس) الذي سببه فيروس من نوع كورونا أيضا، في الصين، عام 2003، وأودى بحياة 800 شخص تقريبا (10 في المئة من حالات الإصابة الـ 8000)، كانت نسبة الإصابة بين الأطفال منخفضة أيضا.
وفي عام 2007، أعلن مركز السيطرة على الأوبئة الأمريكي عن أن 135 طفلا أصيبوا بفيروس (سارس)، و"لكن لم تسجل أي حالة وفاة بين الأطفال واليافعين."
أسئلة شائعة ومفاهيم خاطئة
ومن إجابات منظمة الصحة العالمية على بعض الأسئلة الشائعة الأخرى، والتي تتعلق بمفاهيم خاطئة حول المرض، وطرق الوقاية منه:
هل ارتداء قفازات مطاطية في الأماكن العامة فعَّالاً في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا الجديد؟
لا. المواظبة على غسل اليدين توفر حماية من الإصابة بمرض كوفيد-19 أكثر من ارتداء قفازات مطاطية.
قد تتلوث القفازات المطاطية بالفيروس الجديد في حال ملامسة أسطح ملوثة.
وإذا لمست وجهك بعدها، فسينتقل الفيروس من القفازات إلى وجهك وستُصاب بالعدوى.
كيف أقوم بتحية الآخرين دون الإصابة بالفيروس الجديد؟
للوقاية من مرض كوفيد-19، من الأسلم تجنب الاحتكاك البدني عند التحية.
ومن طُرُق التحية الآمنة التلويح باليد، أو الإيماء بالرأس، أو الانحناءة.
هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عبر السلع المُصنَّعة في الصين أو أي بلد آخر يُبلِّغ عن حالات إصابة بمرض كوفيد-19؟
لا. رغم أن الفيروس الجديد يمكنه البقاء فوق الأسطح لبضع ساعات أو حتى عدة أيام (حسب نوع السطح)، فمن غير المرجح بقاء الفيروس فوق سطحٍ ما بعد نقله وتغيُّر مكانه وتعرضه لظروف ودرجات حرارة مختلفة.
إذا كنت تعتقد أنَّ السطح ملوثٌ، فنظِّفه بمُطهِّر. وبعد لمسه، نظِّف يديك بفركهما بمُطهِّر كحولي أو اغسلهما بالماء والصابون
هل يؤثر التدخين على فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟
التدخين لا يقي من مرض كوفيد-19. بل يؤدي في الواقع إلى الوفاة. ويموت أكثر من 8 ملايين شخص كل عام بسبب تعاطي التبغ. والأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية كامنة من الممكن أن تتفاقم بسبب التدخين، مثل أمراض القلب، هم الأكثر عُرضة للإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم.
ما نوع المُطهِّر الذي يمكنني استخدامه في مسح الأسطح للوقاية من مرض كوفيد-19؟
إذا كانت الأسطح متسخة، فامسحها في البداية بصابون منزلي عادي أو مُنظِّف ثم اشطفها بالماء. ثم استخدم مُطهِّراً منزلياً عادياً مثل المُبيِّض – تقضي المادة الفعَّالة (هيبوكلوريت الصوديوم) في المُبيِّض على الجراثيم والفطريات والفيروسات. واحرص على حماية يديك عند استخدام المُبيِّض (بارتداء قفازات مطاطية على سبيل المثال). وخفِّف المُبيِّض بالماء حسب التعليمات الموجودة على العبوة.
ماذا عليَّ أن أفعل إذا نفد مُطهِّر اليدين من المتاجر؟
لا داعي للقلق. اغسل يديك بالماء والصابون العادي، فهو فعَّال في الوقاية من مرض كوفيد-19.
واحرص على غسل ما بين الأصابع، وظهر اليدين، وحول الأظافر.
هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقي من العدوى بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟
من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد-19
إذا كنت تعاني من الحمى والسعال وصعوبة في التنفس، فأسرع بالتماس الرعاية الطبية، وأخبر مقدم الرعاية الصحية بسفرياتك السابقة. واتصل، إذا أمكن، بمقدم الرعاية الصحية قبل ذهابك حتى يستعد لزيارتك.
هل يساعد رش الجسم بالكحول أو الكلور في القضاء على مرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟
كلا، لن يقضي رش الجسم بالكحول أو الكلور على الفيروسات التي دخلت جسمك بالفعل. بل سيكون ضارًا بالملابس أو الأغشية المخاطية (أي العينين والفم). ومع ذلك، قد يكون الكحول والكلور مفيدين في تعقيم الأسطح، ولكن ينبغي استخدامهما وفقًا للتوصيات الملائمة.
هل يساعد تناول الثوم في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟
يعد الثوم طعامًا صحيًا، ويتميز باحتوائه على بعض الخصائص المضادة للميكروبات. ومع ذلك، لا توجد أي بيّنة من الفاشية الحالية تثبت أن تناول الثوم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد.
هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟
لا. لا توجد أي بيّنة على أن استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد.
هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللُّعَاب الموجود بالفم. لكن لا يعني ذلك أنها تقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد-2019.
المصادر: موقع منظمة الصحة العالمية، البي بي سي، الجزيرة