2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

- رحلة عذاب الطفلة هناء... هكذا قضت عند أبواب مستشفيات في عدن

 رحلة عذاب الطفلة هناء... هكذا قضت عند أبواب مستشفيات في عدن
جو 24 :
لم تشفع الحالة الصحية المتدهورة التي بلغتها الطفلة هناء (4 اعوام)، ولا توسلات والدها، بأن تنقذها لدى مستشفيات العاصمة اليمنية الموقتة في #عدن، والتي رفضت أغلبها استقبالها بحجة الاشتباه، فقط، في إصابتها بفيروس #كورونا المستجد.

فبعد مكابدات البحث عن مرفق طبي ينقذ صحتها التي بلغت مرحلة حرجة، قضت هناء بعدما بقيت تتلوى ألماً في ذراع والدها من دون رحمة، بسبب شكوك كورونا الذي أثبتت الفحوص في ما بعد، خلوها منه ومن باقي الضحايا.

مكاسب الأصحاء فقط

وحتى لو كانت مصابة بالفيروس المستجد، كيف لمرفق طبي أن يرفض حالة طارئة تصارع الموت طرقت بابه؟ فإذا كانت المشافي هي التي ترفض استقبال المرضى، فمن يستقبلهم؟ وهي بهذا تجسد مقولة داخلين في مكاسب الحالات السليمة وخارجين من خسارة الواجب الإنساني قبل أن تكون مهنة طبية هدفها الكسب المادي.


هؤلاء قتلوا طفلتي

"النهار" تواصلت مع محمد هاشم، والد الطفلة الضحية هناء. واتهم بشكل مباشر عدداً من المستشفيات الحكومية والخاصة في عدن والنقاط العسكرية التابعة للحزام الأمني. وروى ما وصفه بـ7 ساعات من المعاناة والألم خلال البحث عن علاج لطفلته في مشافي مدينة عدن، ولكن من دون جدوى.

يقول: "حاولت مساء 30 آذار اسعاف هناء نتيجة شعورها بأعراض حمى، وربما كانت مصابة بالملاريا. وتوجهت بها لمستشفى الصداقة (حكومي). وهناك بدأت تفقد الوعي".

ممنوع الإسعاف

ويواصل والد الضحية تفاصيل خروجه من المستشفى الأول بقوله: "توجهت الى مستشفى السعيدي بمنطقة السيلة. لكن نقطة امنية تتبع الحزام الأمني استوقفتني ومنعنوني من المرور".

ويتابع: "توسلت الجنود بالعبور، لكنهم اتهموني بالكذب بحجة انها نائمة. لهذا اضطررت الى حمل طفلتي والسير بين الحواري حتى وصلت إلى مستشفى السعيدي الذين فاجأوني بالاجابة ذاتها: ابنتك تحتاج الى جهاز للتنفس. وهذا غير موجود. وطلبوا مني التوجه الى المستشفى الالماني".

النقاط لا تتفهم المرض

وعلاوة على ما يرويه والد هناء خلال قصته التي حكى فيها تردّده على عدد آخر من المشافي التي رفضت استقبال طفلته بحجة عدم توفر أجهزة تنفس اصطناعي لديها، يروي معاناته أيضًا مع النقاط الأمنية التي منعته من التنقل خلال بحثه المضني عن مشفىً ينقذ طفلته.

يقول: "وأنا في طريقي لمستشفى الجمهورية، استوقفتني نقطة القاهرة، ومنعوني من المرور. ثم غيرت مسار الطريق، وذهبت الى عدد آخر من المشافي. وجميعها بلا رحمة، ورفضت استقبال الحالة".

النهاية الصاعقة

يواصل والد الضحية قصته بحسرة توازي ألم فقد فلذة كبده: "عندما وصلت الى المستشفى، قالوا لي ان الطفلة توفيت بعدما أجروا لها محاولات انقاذ وتنفسا اصطناعيا وتخطيطا وتنشيط القلب. وقاموا بالواجب على أكمل وجه، لكنها فارقت الحياة".

الحزام الأمني شريك

ويتهم هاشم قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله، بالاشتراك في قتل طفلته حد تعبيره. ويقول: "خلال تنقلاتي بين المشافي، كانوا يمنعونني بحجج واهية، من دون رحمة أو شفقة، رغم مشاهدتهم طفلتي وهي محملة بالحقن المغذية".

دعوات الى الانصاف

وقوبلت قضية الطفلة هناء وغيرها من الأطفال الذين قضوا بالطريقة ذاتها وللأسباب عينها، بتعاطف شعبي كبير، خصوصاً ان دافعها يقوم على خشية من العدوى بفيروس كورونا الذي لم يثبت تفشيه في البلاد حتى اليوم.

وعبّر عدد من الناشطين الحقوقيين عن صدمتهم من الخذلان والمواقف غير الإنسانية لأطباء المستشفيات المذكورة.

ومن خلال "النهار"، طالب والد الطفلة محامين بالمرافعة تطوعًا لرفع دعوى قضائية ضد من تسبب بوفاة طفلته. وأشار إلى عزمه توجيه الاتهام الى كل من "وزير الصحة والمستشفيات الحكومية والخاصة التي رفضت استقبال طفلته".

بلاغ آخر للرأي العام

وفي بلاغ آخر لأسرة طفلة ثانية ضحية، جواهر عبد الله (أربعة أعوام)، وجّهته إلى "الرأي العام ومنظمات حقوق الإنسان والجهات المعنية" عبر فيسبوك مساء 29 آذار، "تعرض والدها علي شيخ صالح، السوري من أبناء يافع محافظة أبين (جنوب شرق صنعاء)، للابتزاز من الأطباء في مستشفى الصداقة في 22 آذار، إذ أسعفت الطفلة عقب نقلها من مستشفى الرازي في خنفر، وكانت تعاني ضيق تنفس وتحسساً في الصدر، وتتلقى العلاج في محافظة أبين وعدن في العيادات الخاصة أكثر من عام".

ولفتت الأسرة إلى تدهور حالة الطفلة في تلك الفترة "نتيجة عدم تشخيص حالتها بالشكل المطلوب ومعرفة مرضها".

وأوضحت في بيانها سبب الرفض المتكرر للطفلة، قائلةً: "نُشر مقطع فيديو للطفلة جواهر من داخل العناية المركزة بمستشفى الصداقة، زعم أنها مصابة بفيروس كورونا. وجرى تداول الفيديو على نطاق واسع عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي".

وقالت: "بقيت الطفلة تعاني سكرات الموت في ظل وجود أطباء ومستشفيات غابت عنهم الإنسانية والرحمة والشفقة وأمامهم طفلة تنازع الموت ثلاثة أيام، وطفلتي تزداد حالتها سوءاً بسبب التنقل بين المستشفيات في العاصمة عدن. وكانت محتاجة الى التنفس الاصطناعي في العناية المركزة لبقائها على قيد الحياة".

بعد ثلاثة أيام من عناء التنقل بين المستشفيات، توجهت الأسرة بالطفلة إلى الحجر الصحي في البريقة رغم اقتناع الأسرة بطبيعة حالتها (مريضة بالربو لا بالكورونا). لكن "تعنت المستشفيات" اضطرهم الى ذلك.

وختمت الأسرة بيانها بأن طفلتها "تعرضت بما لا يدعو مجالاً الى الشك للتعذيب غير المباشر والعنجهية اللا إنسانية من مصور وناشر الفيديو ومروجي الشائعات المغرضة بحقها"، مطالبةً "جميع الجهات المختصة (النيابية والقضائية) ومنظمات حقوق الإنسان بمحاسبة القائمين على مستشفى الصداقة والتحري عن نشر الفيديو الذي تسبب بعدم قبول الطفلة، وإسعافها في كل مستشفيات عدن".

أطباء خائفون!

كذلك، تواصلت "النهار" بوكيل وزارة الصحة اليمنية الدكتور علي الوليدي الذي قال إن المشافي لم ترفض بدقة استقبال الحالات، لكنها طلبت منها التوجه إلى مركز العزل الصحي (مركز جديد أنشئ بغرض استقبال الحالات المصابة بفيروس كورونا).

وأقر بأن "الكوادر الصحية في مستشفيات عدن كانوا متخوفين لعدم توفر وسائل السلامة والحماية".

وقال: "السلطة المحلية في عدن بذلت جهودا مع قيادة وزارة الصحة لحل هذه الاشكالية من خلال توفير وسائل السلامة والحماية، إضافة الى تدريب الكوادر الطبية في المستشفيات وما زال التدريب مستمراً".

وعن الإجراءات القانونية المتخذة، قال إن الوزارة شكّلت لجنة من المختصين للنزول للمستشفيات المذكورة ورفعت تقاريرها وهي في طريق الإجراءات المتخذة.

قتل عمد

هذه الحوادث التي أثارت غضباً شعبياً في عدن، دفعت الكثير الى المطالبة باتخاذ إجراءات قانونية رادعة وتنتصف للضحية. ويقول المحامي اليمني أنيس ناصر الخراز إن "الرأي القانوني يوصف عدم استقبال مستشفيات مرخص لها الحالات المرضية بأنها جرائم قتل عمدية".

ويوضح، خلال حديثه لـ"النهار"، "أن تعمد المستشفيات الإخلال بواجبها المهني والإنساني المناط بها يرقى إلى جرائم القتل العمد، لكون نتيجة عدم استقبال مريض هي الوفاة". ويرى أن "واجب الدولة انفاذ القانون وحماية مواطنيها ومحاسبة هذه المستشفيات والنقاط العسكرية التي منعت تحركات والد الضحية هناء".

النهار اللبنانية

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير