الأسوأ لم يأتِ بعد.. تفش أكثر فتكاً للوباء في أوروبا
جو 24 :
قبل دخوله العناية المركزة بأيام ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، حذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من تفشي فيروس كورونا في بريطانيا بشكل مرعب، مؤكداً "نتوجه نحو الأسوأ"، لتخرج دراسة تتوقع إحصاءات كارثية قد يفعلها المستجد القاتل.
فبحسب بحث جديد يتوقع أن يحصد وباء كوفيد-19 في موجته الحالية الأولى أرواح ما يقارب من 66 ألف شخص في بريطانيا، وسيكون تفشيه الأكثر فتكاً في أوروبا.
وأظهرت تلك الدراسة التي أعدها معهد القياسات الصحية والتقييم التابع لكلية الطب في جامعة واشنطن أن نحو 151 ألفاً و680 شخصا قد يموتون في أوروبا جرّاء الفيروس.
وبينما ظهر الفيروس المستجد في الصين وتركّز بداية في شرق آسيا، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد اليوم أن مركزه انتقل إلى غرب أوروبا، حيث يتم تسجيل أعداد الوفيات الأعلى في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
وفرضت معظم الدول الأوروبية إجراءات تباعد اجتماعي مشددة في محاولة للحد من تفشي الفيروس.
وتوفي أكثر من 5000 شخص بكوفيد-19 في بريطانيا، وهو عدد أقل من ذاك الذي أعلنته كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
الوباء .. إلى منحى حاد
لكن يبدو أن تفشي الوباء في بريطانيا تأخر أياماً عن باقي دول القارة، لكن مسار أرقام الوفيات لديها يتخّذ على ما يبدو منحى حاداً بشكل أكبر مقارنة بدول أخرى.
فبالاعتماد على بيانات محلية ودولية بشأن عدد الحالات وتفاصيل عدد الوفيات بناء على الأعمار من الصين وإيطاليا والولايات المتحدة، وضع فريق المعهد الأميركي تقديرا لحصيلة الوفيات المتوقعة في كل بلد. وكانت القدرة الاستيعابية لأقسام العناية المركزة في كل بلد بين العوامل الأساسية التي أخذت في الحسبان.
وتوصل الفريق إلى أن بريطانيا قد تسجّل 66 ألف وفاة بكوفيد-19 بحلول تموز/يوليو، وهو رقم أعلى بكثير من إيطاليا التي تحل في المرتبة الثانية مع 20 ألف وفاة متوقعة.
وتحتل إسبانيا وفرنسا المرتبتين الثالثة والرابعة مع توقعات بوفاة 19 ألفاً و15 ألفا في كل منهما على التوالي.
بؤرة الوفيات
في السياق، قال مدير معهد القياسات الصحية والتقييم كريستوفر موراي "نتوقع بضعة أسابيع مقلقة بالنسبة للناس في أجزاء عدة من أوروبا". وأضاف "يبدو من المرجح أن أعداد الوفيات ستتجاوز توقعاتنا بالنسبة للولايات المتحدة".
إلى ذلك، توقع المعهد الأحد أكثر من 80 ألف وفاة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة في الموجة الأولى من الوباء.
وتؤشر التقديرات التي وضعها المعهد إلى أن إيطاليا وإسبانيا حيث سجلت مئات الوفيات يوميا على مدى أسابيع، قد تكونان تجاوزتا الذروة
.
وتراجع العدد اليومي الوفيات لأيام عدة في البلدين، لكنه عاد إلى الارتفاع اليوم في إسبانيا.
ويرجّح أن تكون بريطانيا لا تزال على بعد أسابيع من السيطرة على عدد الوفيات لديها، في وقت يبدو أن القدرة الاستيعابية لأقسام العناية المركزة فيها بلغت ذروتها.
كما يتوقع أنها ستحتاج إلى أكثر من مئة ألف سرير في المستشفيات مع بلوغ الذروة بينما كل ما تملكه حاليا هو 17 ألفاً و765 سريرا.
وبينما فرضت بريطانيا حاليا إجراءات مشددة للتباعد الاجتماعي، إلا أنها أجّلت الخطوة لفترة طويلة رغم أن الفيروس كان يتفشى بشكل واسع في أوروبا.
وتشمل تقديرات المعهد الأميركي التأثير المتوقع للتباعد الاجتماعي. وشدد موراي على ضرورة عدم التراخي بشأنها بعد تخطي الدول ذروة الوفيات.
إلى ذلك، سجلت بريطانيا 786 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد في 24 ساعة، في رقم قياسي جديد لتصل الحصيلة الإجمالية الى ستة آلاف وفاة في البلاد كما أعلنت الحكومة الثلاثاء.
وتوفي 6159 مريضا في المستشفى بعدما شخصت إصابتهم بكوفيد-19 كحصيلة إجمالية، كما أعلنت وزارة الصحة. وهناك 213,181 شخصا خضعوا لفحوص الكشف عن المرض بينهم 55 ألفا و242 جاءت نتائجهم إيجابية.
العربية