لماذا يصعب التوقف عن لمس وجهك؟ نصائح تساعدك على تغيير عاداتك
جو 24 :
وفقا لنصائح منظمة الصحة العالمية حول كيفية الحماية الشخصية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، يبدو الأمر بسيطا "ابق في المنزل.. لا تقترب من أي شخص يسعل أو يعطس.. اغسل يديك كثيرا.. توقف عن لمس وجهك كثيرا"، ولكن غالبا ما تكون النصيحة الأخيرة صعبة التنفيذ.
غالبا ما يكون لمس الوجه من السلوكيات اللاواعية، بما يعني أن الناس يفعلون ذلك حتى دون إدراك. ومن المحتمل أن تلمس وجهك 23 مرة في الساعة، وفقا لجمعية المتخصصين في مكافحة العدوى وعلم الأوبئة.
تقول الصحفية العلمية تارا سانتورا في مقال لها على موقع "لايف ساينس" إنه "يصعب التوقف عن لمس الوجه، وحتى المهنيون المتمرسون لا يسيطرون على أنفسهم. وعلى سبيل المثال، لمس طلاب كلية الطب الذين يتم تدريبهم على الوقاية من الأمراض المعدية وجوههم 23 مرة في الساعة خلال المحاضرة، وفقا لدراسة نشرت عام 2015 في المجلة الأميركية لمكافحة العدوى".
سلوك لا إرادي
وفي حديثه لموقع "لايف ساينس"، يقول مؤسس ومدير مركز كنتاكي للقلق والاضطرابات ذات الصلة كيفين تشابمان إن لمس الوجه "واحدة من أكثر العادات شيوعا لأي إنسان". ويتم تعليم الناس لمس وجوههم في كثير من الأحيان، سواء عن طريق وضع المكياج أو تنظيف أسنانهم أو رفع شعرهم، وتنتقل هذه الإجراءات الروتينية إلى طرق أقل تعمدا للمس الوجه، مثل فرك العينين في محل بقالة مليء بالجراثيم.
وعلى الرغم من أن لمس الوجه عادة سيئة لدى كثير من الناس، فإنها يمكن أن تكون أسوأ لمن يعانون من القلق، إذ لكي يتحكموا في توترهم يقومون بسلوكيات متكررة تركز على الجسم، مثل عض أظافرهم أو شد شعورهم. وعلى مستوى أقل حدة، قد يلمس الناس وجوههم لتهدئة أنفسهم في أوقات التوتر، وفقا لدراسة نشرت بمجلة "برين ريسيرش" عام 2014.
وتقول خبيرة الطب النفسي غيل سالتز على موقع "هيلث"، إن "الناس يلمسون وجوههم لأسباب عديدة ومختلفة، والخطوة الأولى لتقليل لمس وجهك هي تحديد الجزء الذي تلمسه أكثر من وجهك ولماذا. يمكن أن تكون الكثير من عادات لمس الوجه نتيجة للمحفزات مثل رفع شعرك عن وجهك، أو تحسس بثرة على جبهتك، أو حك أنفك، ولكن التوتر والضجر يمكن أن يزيد من الرغبة في لمس وجهك أيضا. فإذا وجدت نفسك تقضم أظافرك أكثر عندما تشاهد أخبار فيروس كورونا، فقد يكون من الأنسب التوقف عن ذلك الآن".
نصائح غير قابلة للتنفيذ
يقول تشابمان "عندما تحث الناس على عدم لمس وجوههم فقد يفعلون ذلك بشكل متكرر، فمثلا عند إخبار شخص ما بعدم التفكير في فيل وردي، فإنه يستحضره على الفور في ذهنه".
وفي مقال له على موقع "سيكولوجي توداي"، يقول أستاذ علم النفس بجامعة نيفادا الدكتور ستيفن هايز "قبل أكثر من 40 عاما، أجريت وزملائي سلسلة من الدراسات حول لمس الوجه، وسجلنا عدد المرات التي يلمس فيها الناس وجوههم وهم لا يعرفون أنه تتم ملاحظتهم.. وجدنا أن ذلك يتم من 3 إلى 5 مرات في الدقيقة الواحدة، هذا يعني أنه إذا كنا مستيقظين لمدة 16 ساعة، فإننا نلمس وجوهنا مئات أو حتى آلاف المرات في اليوم".
ويعتبر المتخصص في طب الأسرة بكاليفورنيا ديفد كوتلر أن هذا أمر خطير "لأن لمس وجهك يسمح للجراثيم الموجودة في يديك بالوصول إلى الأنسجة السطحية الرطبة المسامية حيث يمكن للجراثيم دخول الجسم والتسبب في العدوى.. الجلد السليم على يديك منيع إلى حد ما ضد العدوى، لكن الأنسجة المخاطية المبطنة لعينيك وأنفك وفمك ليست قاسية جدا".
الطريقة العملية الوحيدة
يقول الدكتور هايز "يستحيل تطبيق إحدى الطرق التي وجدناها لجعل الناس يتوقفون عن لمس وجوهم، ومع ذلك، وجدنا طريقة عملية خفضتها بنسبة 65 إلى 95%، وقد عملت هذه الطريقة على المدى القصير والمدى الطويل، طالما قمت بتطبيقها".
تكمن الحيلة وفقا للدكتور هايز في عد المرات التي تلمس فيها وجهك، ويمكنك حمل أي عداد صغير في إصبعك والضغط عليه كلما قمت بذلك. وفي غضون دقائق ستقل أعداد اللمسات إلى معدل منخفض بما يكفي.
عندما لم يكن المشاركون في الدراسة يحسبون عدد المرات، لمسوا وجوههم بلا دراية كلما رغبوا في ذلك، مما أدى إلى لمس الوجه مرات كثيرة (12 مرة كل 5 دقائق). وبمجرد أن تم توجيههم ببدء العد، انخفض لمس الوجه بشكل كبير، وظل عدد اللمسات منخفضا طالما استمروا في العد، ولكن بمجرد توقفهم عن العد، عادوا إلى لمس وجوههم بشكل متكرر كما كان من قبل. وبالتالي، من أجل الاستمرار في الاستفادة من هذه الطريقة، تحتاج إلى الاستمرار في استخدامها.
عادة بديلة
تقول كلير جيليسبي في مقال لها على موقع "هيلث"، وفقا لنصائح الخبراء لمساعدتك على قضاء وقت أطول قليلا قبل أن تلمس وجهك في المرة القادمة، يقترح الخبراء ابتكار "سلوك منافس"، وهذا يعني أنه عندما يكون لديك الرغبة في لمس وجهك، فالمس جزءا آخر من جسمك بدلا من ذلك، مثل ذراعك.
وتابعت جيليسبي "اجعل الأمر شبه مستحيل بالنسبة لك، كأن تجلس على يديك حقا لفترة من الوقت للمساعدة في كسر هذه العادة.. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن بعد أسابيع قليلة ستتمكن من ذلك.
إذا لم يفلح ذلك، اذكر العناصر أو العادات التي تمكّنك من لمس وجهك ولكنها أيضا تقلل من خطر الإصابة بالعدوى، "فمثلا، احمل المناديل في جميع الأوقات حتى تتمكن من مسح الدموع أو تلقي العطس أو السعال.. استخدم مفاصلك للمس زر المصعد بدلا من إصبعك، أو منديلا ورقيا لفتح باب بدلا من يدك".
وإذا فشل كل شيء آخر، يقترح كاتلر وضع تذكير متكرر في هاتفك يخبرك كل بضع دقائق أن "لا تلمس وجهك"، أو اطلب من عائلتك أن ينبهوك كلما رأوك تلمس وجهك، لجعلك أكثر إدراكا لعدد المرات التي تفعل فيها ذلك.
المصدر : مواقع إلكترونية