لماذا يقتل فيروس كورونا البعض ولا يشعر به آخرون؟
جو 24 :
أودى فيروس كوفيد-19 حتى الآن بحياة عشرات الآلاف من البشر مع نحو مليون ونصف المليون إصابة مؤكدة حتى الآن في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أنه العلماء لا يزالون في سباق مع الزمن لمعرفة المزيد عن هذا المرض الجديد شديد العدوى، إلا أنه من الواضح أن الفيروس يمكن أن يؤثر على الناس بطرق مختلفة بشكل كبير.
وفي حين توفي أكثر من 80 ألف شخص بالفيروس حتى الآن، ظهرت أعراض خفيفة على بعض المرضى، ولم تظهر أية أعراض على مرضى آخرين.
وتشمل الأعراض الحمى والتعب والسعال الجاف والتهاب الحلق والآلام المبرحة، وأفاد بعض المرضى بفقدان حاستي الشم والتذوق، وفي الحالات القصوى تم نقل بعض المرضى للمستشفى وهم يصارعون من أجل التنفس.
وتشير بعض التقارير إلى أن الإصابات أكبر بكثير من الحالة المكتشفة حتى الآن، مع صعوبة تحديد الأشخاص المصابين في حال لم تظهر عليهم أعراض المرض.
لماذا يؤثر الفيروس على الناس بطرق مختلفة؟
يُعتقد أن العمر والظروف الصحية الأساسية تلعب دوراً رئيسياً في شدة المرض، وتقول الهيئات الصحية الدولية إن الأشخاص الأكثر تعرضاً للحالات الخطيرة هم الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، والنساء الحوامل، أو الذين لديهم حالات صحية حرجة مثل السرطان أو أمراض القلب أو الربو الحاد.
وقال الدكتور أوتو يانغ، من جامعة كاليفورنيا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز "إن فيروس كوفيد-19 يصيب البشر بالمرض بطريقتين: في البداية، يصاب الناس بالحمى والسعال، وبعض الأعراض الأخرى، وفي هذه المرحلة، يتسبب الفيروس بضرر مباشر و عدوى لخلايا الرئتين".
وأضاف يانغ "يتحسن بعض المرضى بعد هذه المرحلة، ولكن يصاب آخرون بالتهاب شديد في رئتيهم وأعضاء أخرى في أجسامهم، وقد يكون ذلك مهدداً لحياتهم، وذلك نتيجة ردة فعل الجهاز المناعي القوية على الفيروس".
وحول اختلاف تأثير المرض من شخص لآخر، قال يانغ "الإجابة البسيطة هي أننا لا نعرف على وجه اليقين، لكن عوامل الخطر الكبيرة تشمل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة المزمنة والعمر".
وشبه يانغ المعركة بين جهاز المناعة والفيروس كالمطاردة بين الشرطة والمجرمين، فإذا تمكنت الشرطة من القبض على المجرمين بسهولة، فلن تسبب أضراراً كبيرة في المدينة، أما إذا دارت معركة حامية الوطيس بين الطرفين، فستكون هناك أضرار جسيمة.
وفي حالة فيروس كورونا، إذا تمكن جهاز المناعة من التغلب عليه بسهولة نسبية، فستظهر أعراض بسيطة أو متوسطة على المريض، أو يمكن أن لا تظهر الأعراض على الإطلاق، أما إذا دارت معركة شديدة بين الفيروس وجهاز المناعة، فستظهر أعراض شديدة على المريض يمكن أن تنتهي بوفاته.
ووجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأشكال حادة من فيروس كورونا، هم الذين يعانون من أمراض موجودة مسبقاً، بالإضافة إلى كبار السن، ولكن وفقاً لدراسة أجريت في أيسلندا، من المحتمل أن يكون نصف المصابين بالمرض غير مدركين تماماً أنهم مصابون به.
وتعتقد الدكتورة كاثرين جاكوبسن أن الفيروس يؤثر على الناس بطرق مختلفة لأن البشر ليسوا آلات، وتختلف الطريقة التي تتفاعل بها أجسادنا مع المرض مع تقدم العمر.
وتعتقد كاثرين أن تعاطي التبغ والتغذية ومستوى المغذيات الكبيرة والدقيقة والأدوية وكيمياء الجسم الفردية وعلم الوراثة، هي من بين العديد من العوامل المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار.
كما أن كمية الفيروسات في الجسم يمكن أن تكون عاملاً هاماً في شدة الأعراض، وكما هو الحال مع أية سموم وعوامل ممرضة، فكلما كانت كمية الفيروس التي يتعرض لها المريض أكبر، كلما كان الأعراض أشد، بحسب صحيفة ميرور البريطانية.وكالات