أوباما تعلّم النفي من الأردنيين
ما تزال كلمة الملك في تخريج فوج عسكري من جامعة مؤتة تردد صداها بين مكونات أوساط المجتمع المثقف وغيره، بل تعدت توأمة الصدى لانكسارات وتشعبات أخذت شكل التحليل والقراءة في منابر إعلامية.
الكل اتفق على أن الملك يملك رؤيا إصلاحية ويرغب بتنفيذها، لكنهم اختلفوا أو عجزوا عن تشخيصها عمليا وتخمين من سينفذها، برلمان انشق حول جدوى نقاش الموازنة بعد مرور نصف عام، أم حكومة تغرد خارج السرب، وتقضي جل وقتها في الاستماع لملاحظات النواب.
ولما حظيت العشائر بالنصيب الأكبر من الكلمة، وبخاصة أنها جاءت بعد يوم من مسيرة جمعة شارك فيها ممثلون للعشائر لم يتردد كتّاب بشيطنة هؤلاء واعتبروهم مرتدين عن قومهم لمطالبتهم بالإصلاح ومحاربة الفساد.
الماء العكر الذي تحدث عنه الملك ومن يصطادون فيه تم تفسيره أكثر من مرة، فهنالك من يقول إنهم الإخوان المسلمون، وآخر يتحدث عن انشقاقات داخل العشائر، بينما ذهب بعضهم لأيادي أشخاص لبسوا طاقية الإخفاء.
الرد على دعم الملك للعشائر جاء سريعا، ففي اليوم التالي قامت قوة أمنية بالقبض على أحد المطلوبين في مدينة معان بعد العثور على بصماته داخل أحد المنازل المسروقة، ظهرت عليه علامات الإعياء ليتم إسعافه لأقرب مستشفى، وبعد وصوله إليه بفترة فارق الحياة، غير تلك الاشتباكات اليومية وإطلاق النار على المديرية هناك.
قبل هذه التطورات وبعدها يواصل رئيس الوزراء عبدالله النسور مسلسله مع النواب، لنقاش الموازنة الذي أعدت على عجل وتحمل في طياتها بنودا غير مقبولة وثغرات مالية قبل نقاش موسع دام أياما حول تعديل التعرفة الكهربائية.
مسلسل النسور وحديثه عن الوضع الاقتصادي الصعب يستمر بالتزامن مع لقاء الملك عدداً من النواب والسياسيين بمنزل النائب عاطف الطراونة، أكد فيه أن المصلحة العامة لا تتحمل عدم التعاون بين النواب والحكومة.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجد نفسه متورطا وسط كل هذه الدربكة، على الاقل تعلّم كيفية أن ينفي الأنباء من المسؤولين الاردنيين الذين اعتادوا ذلك، ففي يوم الخميس الماضي صرح أنه أعطى الضوء الأخضر لتسليح المعارضة السورية وإمكانية فرض حظر جوي داخل الاراضي السورية وعلى الحدود مع الاردن وبمساحة 40 كيلومترا.
فجأة يصدر البيت الابيض بيانا في اليوم التالي ينفي فيه اتخاذ قرار بهذا الشأن، أمس يشكك أوباما خلال مقابلة بثتها شبكة "بي بي اس" في أن يؤدي أي تحرك عسكري أميركي كبير في سوريا مثل إقامة منطقة حظر جوي الى إنقاذ أرواح أو تغيير مجرى النزاع في هذا البلد".
ويزيد بما يتعلق بالحظر الجوي أن: "الواقع أن 90 في المئة من القتلى لم يسقطوا بسبب الضربات الجوية التي شنها سلاح الجو السوري".
السبيل