السر في شيئين.. لما غرقت إيطاليا بفيروس كورونا؟
جو 24 :
ما يجري في إيطاليا يحير السلطات والعالم في آن معا، لماذا لا تتم السيطرة على إنتشار الفيروس؟ وما السر الذي يقف وراء الارتفاع الكبير والمتسارع في حالات الإصابة.
وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في لومباردي، جيوليو غاليرا، قال إنه على الرغم من الانتقادات إزاء ما يرى كثيرون أنه رد فعل مبالغ فيه، إلا أن مضاعفة فترة الحجر تنطلق من حقيقة أن لا أحد يعرف حقا كم من الوقت تستمر الإصابة عند الشخص مصابا أو كم يظل قادرا على نقل العدوى.
السر .. حجر غير كاف ومصابون من دون أعراض
أليساندرو بوليتي، مذيع إيطالي، أصيب بصدمة عندما كانت نتيجة فحص خضع له للكشف عن كورونا إيجابية في 11 مارس. ذلك الفحص أجراه مع زملاء له من باب الحذر، بعد إصابة زميل لهم بالمرض.
ولم يعاني الشاب البالغ 30 عاما من أي أعراض خطيرة واقتصر المرض عنده على الحمى الخفيفة وألم في الحلق، وفق ما ذكره موقع ديلي بيست الأميركي.
وبعد اتباعه الإرشادات المتعلقة بإنهاء الحجر الذاتي الصادرة عن السلطات الصحية في بلاده، خضع لفحص جديد بعد أسبوعين من تاريخ الفحص الأول.
ورغم أنه لم يكن يعاني من أية أعراض على الإطلاق بما فيها الحمى الخفيفة، إلا أن النتيجة كانت إيجابية للمرة الثانية.
خضع الرجل لفحص ثالث بعد أسبوع، أي بعد 21 يوما من الفحص الأول، فكانت النتيجة إيجابية أيضا. وبعد 30 يوما، ظلت النتيجة إيجابية، لكنه لا يعاني من أي من الأعراض المعروفة.
حالة بوليتي ليست منفردة، إذ أن كثيرا من الأشخاص ممن لديهم أعراض خفيفة أو غائبة تماما يستمرون في حمل الفيروس حتى بعد انقضاء فترة الأسبوعين من الحجر المعمول بها حول العالم، ما يثير تساؤلات إزاء مدة بقاء الفيروس في جسم بعض الأفراد وما إذا كان ذلك له دور في سبب عجز إيطاليا عن التخلص من كورونا المستجد رغم إجراءات الإغلاق الصارمة التي اعتمدتها.
ودفع ذلك لومباردي إلى إعادة النظر في إرشاداتها المتعلقة بالحجر، واعتبارا من الأسبوع الجاري، أي شخص تكون فحوصاته إيجابية أو تظهر عليه أعراض ويطلب منه البقاء في الحجر الذاتي بدل الخضوع للمسح، عليه أن يبقى في معزولا لـ28 يوما وهي ضعف الفترة الموصى بها من قبل المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها وكذلك منظمة الصحة العالمية.
وقال مدير قسم العلوم الطبية الحيوية والسريرية في مستشفي ساكو في ميلانو، ماسيمو غالي، هذا الأمر قد يكون وراء تأخر إيطاليا في تسجيل تراجع حاد في حالات كوفيد-19 رغم تمكنها من تسطيح المنحنى قبل 10 أيام.
وقال غالي "بوليتي ليس حالة منفردة"، مضيفا "علينا أن نفهم كيف ينبغي أن نتصرف لتجنب الأسوأ. إجراء ملايين الفحوصات أمر مستحيل، لكن يجب التوصل إلى تدابير لمكافحة الفيروس وحلول لأن مرضى مثل بوليتي، لا أعراض لديهم على الإطلاق أو لديهم أعراض خفيفة لكنهم يحملون الفيروس بعد أيام عديدة، يشكلون مشكلة".
ومن المفترض أن تبدأ إيطاليا المرحلة الثانية من الإغلاق في الثالث من مايو، لكن في لومباردي أي شخص تكون نتائج فحصه إيجابية حتى ذلك الموعد، سيكون عليه البقاء في الحجر 28 يوما في محاولة لتجنب موجة جديدة من انتشار الوباء.
وكانت لومباردي، وهي أغنى مناطق إيطاليا، الأولى التي يجتاحها الفيروس.
وتضم المنطقة 60 ألفا من حالات الإصابة الـ160 ألفا في البلاد، فيما تشكل الوفيات فيها 60 في المئة من مجموع الحالات المسجلة في البلاد وتتجاوز 20 ألفا و400.
وشهدت ميلانو التابعة للومباردي السبت فقط وفيات تتجاوز المنطقة المحيطة بروما منذ اندلاع الأزمة الصحية في 25 فبراير الماضي.