jo24_banner
jo24_banner

شكران العزام..ألم فراق والدتها لم يمنعها بجائحة كورونا من مواصل العمل بمركز جرش للرعاية

شكران العزام..ألم فراق والدتها لم يمنعها بجائحة كورونا من مواصل العمل بمركز جرش للرعاية
جو 24 :
كتب ارشيد العايد -


عواطف الحزن الشديدة اكثر ما تظهر عند الانسان عندما يأتيه خبر بوفاة عزيز، فكل شيء في الحياة يمكن التغلب عليه الا الموت فهو جلل كبير تنهار مشاعر الانسان امامه.

لكن الصبر والايمان بالله عز وجل يمنحنا القوة، لأن نتقبل الامر على ما هو، فالموت حقيقة واقعية لا تخفى على احد، والعدالة الالهية المطلقة ان لا احد مخلد.

التغلب على مشاعر الحزن التي تنتاب الانسان بفقدان عزيز تحتاج الى وقت، والى مواساة من الاقرباء والاصدقاء والجيران، لكننا امام حالة مختلفة، حالة من الصبر والتحمل الكبيرين.

" يمه لا تقصري مع الاشخاص المعاقين في المركز" " يمه هؤلاء امانة في عنقك" هذه الكلمات سطرت به شكران العزام بداية حديثها، تقول: كانت امي توصيني باستمرار على هؤلاء، لان طبيعة عملي في مركز جرش للرعاية والتأهيل، التابع لوزارة التنمية الاجتماعية ، فهو مركز يتعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة يحتاجون الى طابع مختلف وخصوصية في التعامل تختلف عن باقي الناس.

فقدت شكران والدتها، وهي الوحيدة لها من البنات ولها 6 اشقاء، وهي على رأس عملها في هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها بسبب جائحة كورونا، تبلغت بنبأ وفاة والدتها وهي في العمل، حضرت الدفن وتلقت العزاء وثاني ايام العزاء عادت الى رأس عملها على الرغم مما يعتريها من حزنٍ لفراق والدتها.

على مدار 14 عاما، وهي تعمل في المركز ربة منزل والى يومنا هذا، اوجد بينها وبين هؤلاء الاشخاص ذوي الاعاقة حالة من الخصوصية، فهم يعيشون بداخلها، تجاوزها للصراع الذي سيطر عليها بين الاعتكاف في البيت حزناً على والدتها، وبين نداء الواجب الانساني الذي يتطلبه عملها، لم يكن بالامر السهل، فنحن بالنهاية بشر تحكمنا المشاعر والعواطف، لكن كفة عملها الانساني رجحت، وجعلتها تتغلب على حزنها، وتلبي وصية والدتها "أنهم امانة في عنقها".

الامر ليس بالسهل وليس بالطبيعي، فهذه الفئة تحتاج الى رعاية خاصة، تقول شكران: هناك مرضى بالسكر والضغط وغيرها من المعاقين يحتاجون الى رعاية خاصة فوق خصوصية حالتهم، ولابد من مراعاة الطعام الذي يتناولونه حرصا على حياتهم، وهناك ادوية يتناولونها ايضا ، اضافة الى الرعاية الخاصة بهم كل ذلك يتطلب منا الوقوف الى جانبهم، وتذليل الصعاب لخدمتهم.

شكران ليست الوحيدة الى استمر عملها على مدار اكثر من شهر متواصل في مركز رعاية جرش للرعاية والتأهيل، بل هناك 90 موظفا اخرين يتانوبون على الفترات الصباحية والمسائية لخدمة ذوي الاشخاص المعاقين، لكن شكران تعرضت الى موقف كبير استطاعت تجاوزه من خلال استعانتها بالله اولا ومن ثم قدرتها العالية على التحمل وتجاوز ظرف وفاة والدتها، لتلبية النداء الوطني والانساني الذي تحكمه ظروف عملها.
تابعو الأردن 24 على google news