مسلسل "اللعبة الإنجليزية" يجيب.. كيف انتقلت كرة القدم من النبلاء إلى البسطاء؟
لم يكن مسلسل "اللعبة الإنجليزية" العمل الدرامي الأول الذي يتحدث عن لعبة كرة القدم وبدايتها، ولكن أهم ما يميزه أنه يتحدث عن بدايات اللعبة وشعبيتها وانتشارها، وبداية أنماط الاحتراف.
تدور الأحداث عام 1880 في إنجلترا، إذ يتتبع بدايات اللعبة في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وهي أقدم بطولة في تاريخ اللعبة الحديثة.
المسلسل مبني على أحداث واقعية نهايات القرن 19، مع بداية انتشار كرة القدم وخروجها من كونها لعبة النبلاء لتصبح رياضة شعبية، تمثلها فرق العمال الذين يلعبون باسم مدنهم.
ويستعرض الحياة في نهايات هذا القرن حيث سيطر النبلاء على اللعبة وعلى الأموال أيضا، في ظل محاولات العمال البسيطة للسيطرة على حياتهم والخروج من أزماتهم ومحاولات الانتصار على النبلاء حتى ولو بلعب كرة القدم.
الحياة الاقتصادية
يستعرض المسلسل أيضا حياة قطاع كبير من العمال والتأثيرات الاقتصادية التي تقع عليهم، وتأثيرها على فرق المصانع لكرة القدم التي تنافس في كأس الاتحاد الإنجليزي ذاك الوقت، في حين كانت الأندية الكبرى التي يمتلكها النبلاء تنعم بالهدوء والراحة، في وقت تعاني أندية العمال من الآثار الاقتصادية، وكيف تدخل أهالي المدن هذه الفترات في حل الأزمات الاقتصادية عن طريق المساهمة في أصول الأندية باشتراكات سنوية يصرف منها على رحلات اللاعبين المكلفة آنذاك.
بداية الاحتراف
ويتعرضالمسلسل أيضا لفكرة الاحتراف ولعب الكرة نظير أجر، فقبل هذا التاريخ كانت اللعبة للهواة فقط، وكان تقاضي الأموال نظير اللعب يعتبر خرقا لقواعد الهواة، ويترتب عليه الاستبعاد من البطولة للفريق الذي يدفع أموالا للاعبيه.
وبعد هذا التاريخ ومع إنشاء اتحاد لكرة القدم الإنجليزية، أصبحت هناك قواعد للعبة وأخرى للاحتراف وتلقي الأموال نظير اللعب.
سلاسة التناول
من أهم مميزات المسلسل أنه لا ينقل هذه الفترة بطريقة جامدة أو جافة، ولكنه من خلال حكاية تنافس بين فريقين أحدهم من العمال وآخر من الطبقة العليا، وهذا التنافس ولد بينهما عداوة على أرض الملعب وخارجه. ومع الأزمات التي يواجهها فريق العمال قام رئيس المصنع باستقدام لاعبين من إسكتلندا مقابل أجر ليقودوا الفريق للفوز بالبطولة، ومحاولة الانتصار على النبلاء.
الأداء المتميز من فريق العمل بالمسلسل أثرى المشاهد خاصة البطلين إدوارد هولكروفت الذي يلعب دور نجم الكرة آرثر كينرد، وكيفن جوثري الذي يقوم بدور حارس المرمى الأسكتلندي فيرجوس سوتر، والصراع القائم بينهما خلال الأحداث.
لكن أهم ما يميز هذ العمل الدرامي هو سيناريو المسلسل الذي عمل عليه دونتون أبي الذي استعرض بدايات اللعبة وكيف تحولت من لعبة للنبلاء لتصبح الأكثر شعبية على مستوى العالم، وكيفية تحويل الصراع بين العمال والنبلاء إلى حالة إنسانية، وفهم طبيعة الفترة الزمنية وارتباط البسطاء بأنديتهم والزحف وراءهم وتشجيعهم وكأن الانتصار داخل الملعب يساوي انتصار العمال على هؤلاء السادة.
لذا حتى اليوم ومع اختلاف الأزمنة وتغير كل شيء ظلت العداوات بين الأندية مستمرة، وتجد المشجعين يتوارثون كره الأندية الأخرى، مثلما هو الحال بين ناديي ليفربول ومانشستر يونايتد على سبيل المثال.
حصل المسلسل على تقييم 7.7 على موقع "قاعدة أفلام الإنترنت" (IMDB) وتقييم 50% للنقاد على موقع الطماطم الفاسدة (rotten tomatoes) و88% لتقييمات المشاهدين، وهو ينتمي لنوعية المسلسلات القصيرة وعرض على منصة البث الرقمي نتفليكس.