كورونا يغيّب البسمة عن وجوه المغاربة في رمضان
أثّر "كورونا" هذا العام بشكل مباشر في الإنتاج الدرامي والكوميدي، ولا سيما في الأعمال الرمضانية في المغرب، فعدد من الأعمال توقفت أثناء التصوير، وأخرى لم تبدأ مطلقا، فيما صُوّرت أعمال ثالثة على عجل، وهو ما سيكون -بحسب ما أعلن عنه- إنتاجا دراميا ضعيفا من حيث الكم مقارنة بالسنوات الماضية.
وعادة ما تدخل قنوات التلفزيون المغربي (القناة الأولى والثانية) كل عام في منافسة لجذب الجمهور إلى برامجها في أوقات الذروة، من خلال تقديم أعمال مغربية خالصة هي عبارة عن مسلسلات درامية وأخرى كوميدية وبعض المسلسلات من نوع "سيت كوم"، وذلك في محاولة لرسم البسمة على وجوه المشاهدين.
توقف مفاجئ
يقول المخرج كريم صلاحي للجزيرة نت إن جائحة كورونا أوقفت استكمال بعض الأعمال الفنية، مؤكدا أن ذلك سيؤثر على جودة بعض الأعمال المعروضة خاصة التي استكملت بسرعة وفي ظروف غير طبيعية.
مع ذلك، يشير صلاحي إلى أن وجود فنانين محليين -مثل الكوميديين محمد الخياري وعزيز حطاب، بطلا سيت كوم "الكوبيراتيف"- سيعدل الكفة لصالح الإنتاج الوطني، على الرغم من وجود مسلسلات عربية ضخمة تعرض على الفضائيات العربية.
ويؤكد صلاحي أنه هو نفسه لم يتمم عملا وثائقيا بسبب كورونا، كما علمت الجزيرة نت أن المخرج حسن دحاني قد أوقف تصوير فيلمه التلفزيوني "صمت الديك" للسبب ذاته، كما هو حال العديد من الأعمال الدرامية الأخرى.
بدوره، يقول الفنان الكوميدي عبد الله فركوس -للجزيرة نت- إنه اكتفى هذه السنة بفيلم تلفزيوني، ويبقى فيلم درامي قد يرتبط برمضان أو بغيره.
إنتاج مستمر
في المقابل، استطاع منتجون إكمال أعمالهم وهو ما سينقذ ربما "موسم رمضان". ومن أبرز ما سيشاهده الجمهور المغربي هذا العام: سلسلة "ياقوت وعنبر" التي استمر تصويرها أربعة أشهر وانتهى قبل وصول "كورونا" إلى المغرب، وهي دراما تراجيدية مغربية تظهر الظلم الذي تتعرض له المرأة من نظرة المجتمع إليها، وأيضا من خلال نظرتها إلى نفسها.
ويخرج السلسلة محمد نصرات وينتجها خالد النقري، وتظهر من خلال العمل الدرامي مجموعة من الوجوه المألوفة لدى المشاهد المغربي، من بينها: نورا الصقلي وعزيز حطاب.
ويؤكد النقري للجزيرة نت أنه على الرغم من توقف تصوير بعض الأعمال لحماية الفنانين والتقنيين وكل أعضاء التصوير، فإن الأعمال المقدمة منوعة لتلبية رغبات الجمهور.
غياب الكوميديا
وبات من الواضح تقلص الكوميديا في شبكة البرامج الرمضانية في المغرب هذا العام بسبب جائحة كورونا، لكن بعض الوجوه المألوفة حاضرة، إذ يعود النجم الكوميدي حسن الفذ من خلال سلسلة "طوندوس" التي تعول عليها القناة الثانية لتعويض النقص الحاصل، فيما تغيب الفنانة دنيا بوطازولت لأول مرة منذ سنوات.
ويلاحظ النقري في التصريح ذاته للجزيرة نت أن الكوميديا لن تقدم بحجمها المعتاد هذا العام، خاصة الأعمال الخفيفة (الكبسولات) التي كانت تهدف إلى الإضحاك.
عذر مقبول
ولم يخف الممثل والمخرج فركوس تخوفه من عرض أعمال فكاهية خلال رمضان دون مستوى ما يطلبه الجمهور، ولا سيما أن الوقت ليس وقت هزل في الظروف الحالية التي أثّرت على جميع الأسر المغربية.
ويشير فركوس إلى أن بعض الفنانين لهم عذرهم في توقف إنتاجاتهم، مبرزا أن العودة إلى الإنتاج العادي في ميادين الفن سيكون مفيدا عندما تعود الحياة إلى طبيعتها.
مع ذلك، يقول فركوس إنه سيتابع الأعمال الرمضانية باهتمام، بنية الاستفادة من كل جديد فنيا وتقنيا.
ومن الأعمال الكوميدية القليلة التي ستعرض هذه السنة سلسلة "سوحليفة" في جزئها الثاني، والتي يؤدي فيها الممثل المغربي يوسف المغاري دور البطولة إلى جانب الطفلة إسراء، وهي السلسلة التي تعرضت للنقد اللاذع بسبب الحوار الذي يأتي على لسان البنت الصغيرة إسراء.
الممثل الكوميدي فركوس لم يخف تخوفه من عرض أعمال فكاهية خلال رمضان دون مستوى ما يطلبه الجمهور(الجزيرة) |
وتحكي سوحليفة قصة في قالب كوميدي خفيف، لفتاة "كارثة" في الثامنة من عمرها، قادرة على جلب جميع أنواع المشاكل في مواقف طريفة لخالها "المدني".
ظروف خاصة
في المقابل يدافع، مستشار البرامج الدرامية في القناة الثانية المخرج رشيد زكي عن البرامج المقدمة في هذه القناة خلال رمضان، مبرزا أنها لم تتأثر بحالة الحجر الصحي لأنها صوّرت قبل اجتياح الوباء، إلا أن هناك عملا واحدا تم إتمامه في ظروف خاصة وفي إطار التباعد الاجتماعي.
وحول اختلاف سياق تلقي الجمهور لهذه الأعمال مع السياق العام الذي تهيمن عليه أخبار كورونا، أبرز أن ذلك سيتباين من فرد لآخر، لكن المؤكد أن الجمهور المغربي سيقبل على الإنتاج الوطني للمشاهدة أولا ولإبداء رأيه ثانيا، مبرزا أن حبكة الأعمال هذه السنة فيها اجتهاد مميز مع وجوه مألوفة وأخرى جديدة.
وينتظر الجمهور ما سيقدم له خلال هذه السنة، ويبرز المخرج صلاحي أن المشاهد المغربي ذواق ويستطيع فرز الغث من السمين، وأنه سيحاسِب كل من لم يحترم مشاعره أو يلبي حاجاته الفنية.