شاهد.. هذا الكوكب الخارجي اختفى فجأة من أمام تلسكوب هابل
أعلن فريق بحثي من تلسكوب هابل التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، عن اكتشاف سر الاختفاء المفاجئ لكوكب يدور حول أحد نجوم كوكبة الحوت الجنوبي. وكانت الأرصاد الأخيرة للنجم، خلال ثلاث سنوات مضت، قد وثقت هذه الملاحظات.
فم الحوت
جاءت النتائج، التي صدرت بدراسة في دورية منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم (بي إن أيه إس)، يوم 20 أبريل/نيسان الجاري، لتقول إن ذلك الاختفاء يشير إلى أن هذا الكوكب، ويسمى "فم الحوت ب"، لم يكن كوكبا من الأساس، بل سحابة من الغاز والغبار والثلوج التي تكونت بفعل ارتطام قاس حدث في هذه المنطقة قبل عشرات الآلاف من السنين.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن الفضاء المحيط بنجم فم الحوت (Fomalhaut) ليس مثاليا كما هو الوضع مع الشمس، بل يحوي حلقات من الحطام والغبار المنتشرة في كل مكان حول النجم، وهو ما يرجح حدوث ارتطامات من هذا النوع بين أجسام شبيهة بتلك التي توجد في حزام الكواكب بالمجموعة الشمسية.
وللتوصل إلى تلك النتائج، استخدم الفريق البحثي الحواسيب الدقيقة بجامعة أريزونا الأميركية لفحص كم كبير من البيانات التي أوردها تلسكوب هابل خلال سنوات عدة، في محاولة لبناء نموذج رياضي، يحلل حركة "فم الحوت ب" ويستكشف التغيرات في طبيعته.
وجاء هذا النموذج ليوضح أنه قبل اختفائه، فإن حجم الكوكب قد تضخم قليلا في أثناء حركته، ما يشير إلى أنه كان سحابة من الغبار.
تاريخ الرصد
كانت ملاحظات تلسكوب هابل بداية من عام 2004 قد أشارت إلى نمط متحرك بين ذلك الحطام يرجح وجود كوكب يعتقد أنه أكبر في الكتلة من المشتري، على مسافة من النجم تساوي حوالي مئتي مرة قدر المسافة بين الأرض والشمس.
تأكدت تلك النتائج في عام 2008، ومن ثم أعلن عن وجود كوكب "فم الحوت ب"، لكن الملاحظات الأخيرة للتلسكوب هابل أشارت إلى اختفائه.
يبتعد "فم الحوت" عنا مسافة حوالي 25 سنة ضوئية، وهو نجم ضخم يمكن أن نضع داخله أربع كرات بحجم الشمس، ومنذ اكتشاف حلقات الغاز والغبار حوله كان محط اهتمام بحثي واسع، ذلك لأنه قريب نسبيا من الأرض.
ويمكن لك، في ليالي فصل الخريف، أن ترى هذا النجم بعينيك، حيث إنه واحد من ألمع نجوم الأفق الجنوبي لسماء الليل، فقط استخدم نجمي "الساعد" و"المنكب" من كوكبة الفرس الأعظم ومد الخط بينهما على استقامته جنوبا.