"احتكار وتهديد".. هل "تتلاعب" شركات الأدوية بحياة مرضى كورونا؟
جو 24 :
حذر خبراء صحة من مساعي شركات الدواء الكبرى لاحتكار الأدوية التي يتم اختبارها حاليا لعلاج مرض كوفيد-19.
الدكتور جوزيف فينيتس، طبيب الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة ييل قال إنه تلقى "تهديدا" من شركة أدوية أميركية كبيرة بعد قيامه بتسجيل تجربة على دواء "كاموستات ميسيلات"، العقار المصادق عليه في اليابان لمعالجة التهاب البنكرياس.
ويسعى الطبيب إلى اختبار مدى فعالية الدواء مع مرضى فيروس كورونا المستجد ويأمل في حال نجاحه أن يؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة".
لكن بعد أن سجل التجربة يوم 20 أبريل في "المعاهد الأميركية الوطنية للصحة"، تلقى الطبيب رسالة إلكترونية من ممثل الشركة، قال فيها إنها أيضا تسعى لإجراء تجارب سريرية. الطبيب من جانبه قال: "يحاولون أخذ مشروعي وابتلاعه لتحقيق مكاسبهم".
ويتميز هذا الدواء الذي تتم تجربته أيضا في الدنمارك وألمانيا بأنه يثبط عمل إنزيم يساعد الفيروس المستجد في دخول الخلايا، لكن المعلومات الحالية لا تزال غير كافية حول مدى فعاليته ويحتاج لدراسات.
ويشير فينيتس إلى أن الشركة أبلغته بأنها حصلت على موافقة من هيئة الأغذية والدواء الأميركية (FDA) للشروع في التجارب، بينما هو لم يحصل عليها بعد، وأنه بحاجة إلى تصريح من الشركة للوصول إلى المعلومات التي أتاحت لها موافقة الهيئة الوصول إليها، وقالت الشركة إنها بحاجة إلى "فهم أفضل لدراسته" عن العقار، واقترحت إجراء مقابلة معه لمناقشة الأمر.
أما هو فاعتبر هذه الرسالة بمثابة "تهديد"، وفسرها بأنها تحاول أن تقول له: "يجب أن تمر من خلالنا وتعمل تحت وصايتنا".
ويقول تقرير لموقع vanityfair حول الموضوع إن الشركة ربما تريد الاستفادة من قانون يعطيها وضعية Orphan Drug أي "الدواء اليتيم" وهي الأدوية التي لا يتوقع أن تحقق ربحا لأنها معنية بأمراض نادرة، وهذا التصنيف بموجب قانون أميركي يعطي لها الحق في الترويج الحصري للدواء والحصول على استقطاعات ضريبية كبيرة، ويسرع لها أيضا عملية الحصول على موافقة FDA، ما يمكنها من طرحه في السوق في أسرع وقت ممكن.
ويمكن للشركة أن تبيع الدواء بالمزاد لشركات أدوية أخرى ثم توافق على أعلى سعر، بحسب الطبيب، الذي أعرب عن قلقه من رغبة الشركة في تحقيق مكاسب مالية على حساب المرضى.
الدكتور بورفي باريخ، أخصائي المناعة والحساسية في مدينة نيويورك، انتقد ما وصفه بأنه "احتكار لعقار منقذ للحياة".
ويشير إلى أن شركة الدواء الأميركية غيليد مرت بتجربة مماثلة لدى تجربتها عقار ريمديسيفير، ومع ارتفاع عدد الحالات وانتقادات بعد أن كان من الصعب حصول مرضى كورونا من ذوي الحالات الخطيرة على الدواء طلبت حذفه من فئة "الأدوية اليتيمة".
ويشير التقرير إلى أن شركات الأدوية تملك الأموال والنفوذ السياسي لاحتكار البنية التحتية للتجارب السريرية، ويقول إنه رغم أن الأدوية المبتكرة تأتي في أغلب الأحيان من مختبرات وجامعات صغيرة وليس من شركات الأدوية، يذهب التمويل إلى "اللاعبين السياسيين والشركات الكبرى".
ويشير إلى أن دواء غليفيك، لعلاج سرطان الدم، أي أنه علاج منقذ للحياة، ممول من دافعي الضرائب الأميركيين من خلال المعاهد الوطنية للصحة ودعم جمعية اللوكيميا والليمفوما، ومع ذلك يبلغ سعر الحبة الواحدة 97 دولارا.
تابعو الأردن 24 على 
