ماذا يفعل "صائدو الفيروسات" في كهوف خفافيش الصين المهجورة؟
رحلة محفوفة بالمخاطر يجريها عدد من العلماء يبحثون عن الفيروسات في كهوف بالصين، حيث لا تزال توجه أصابع الاتهام إلى الخفاش باعتباره المتسبب بجائحة كورونا المستجد.
فريق العلماء يتسلحون قبل دخولهم لكهوف الخفافيش في مقاطعة يونان جنوب البلاد بملابس واقية وأقنعة تغطي كامل وجوههم وقفازات سميكة جدا خوفا من تعرضهم لأخطر أنواع الفيروسات التي لا يزال العديد منها مجهولا في العالم، وفق تقرير نشره موقع شبكة "سي إن إن".
دفعت جائحة كورونا المستجد العلماء في الذهاب بهذه الرحلة الخطيرة بحثا عن الفيروسات التي يمكن أن يصيب البشرية في المستقبل، من أجل الاستعداد لها قبل أن تتفشى خاصة إن كانت فيروسات غامضة.
رحلة صيد الفيروسات تبدأ في وقت متأخر من اليوم حيث ينتظر العلماء حتى ينتهي الغسق وتغرب الشمس فتطير آلاف الخفافيش من الكهوف بحثا عن الطعام، حيث يقومون بالتقاط عينات منها في شباك مخصصة ويستخرجون الدم عبر وريد على أجنحتها، إضافة إلى عينات من الفم وحتى فضلاتها.
بيتر دازاك، رئيس منظمةإيكو هيلث الأميركية غير الحكومية، الذي يشرف على فريق العلماء يقول إنه حتى الآن جمعنا أكثر من 15 ألف عينة مختلفة من الخفافيش واكتشفنا 500 سلالة مختلفة من فيروسات كورونا.
وأشار بيتر الذي يعد أحد صيادي الفيروسات خاصة تلك القادمة من كهوف الخفافيش ويعمل في هذا المجال منذ 20 عاما إلى أن أحد الفيروسات التي عثروا عليها في كهف بالصين في 2013 يرجح أنه كان السلالة الأم لفيروس كورونا المستجد.
وكشف دازاك أنه كان هناك عينة مطابقة أخذت من حدوة حصان في كهف بمنطقة يونان تتشابه بنسبة 96 في المئة مع فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن الاختلاف ما بين الفيروسين والتي تبلغ نسبته 3.8 في الجينوم ربما تعني أنه انتقل إلى مضيف أخر قبل انتقاله للبشر.
قبل عام 2003 لم يكن ينظر لأبحاث فيروسات كورونا على أنها مثيرة للاهتمام حول العالم، ولكن أهميتها جاءت بعد وباء سارس، إذ لم يكن هناك معرفة بالكثير عن هذه الفيروسات إذ لم يكتشف غير اثنين منها في الستينات، وفق وانغ لينفا وهو عالم متخصص بالفيروسات في سنغافورة.
حتى الآن المعلومات المتوفرة بشكل كاف لدى العلماء تتعلق بخمسة فيروسات من كورونا، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو 15 ألف سلالة مختلفة من كورونا.
وتحظى مناطق آسيا والصين باهتمام خاص وينتقل لها مثل هذه الفيروسات بسبب تواصل السكان بشكل مباشر مع الحياة البرية، والتي تعتمد على صيد وبيع هذه حيوانات وطيور وزواحف في أسواق خاصة، تصبح مصدرا للمرض في بعض الآحيان.
وبعد تحليل لعينات دماء أشخاص يعيشون قرب كهوف في مقاطعة جينينغ في جنوب الصين بعام 2015 وجد أن 3 في المئة من السكان يحملون أجسام مضادة للفيروسات توجد غالبا في دماء الخفافيش، ما يعني أنهم تعرضوا للعدوى بفيروسات وتعافوا منها.
وتشكل الخفافيش قرابة 20 في المئة من جميع أنواع الثدييات وهي تتجمع في مستعمرات ضخمة في الكهوف.