الصيام.. ماذا يحدث للكبد خلاله؟ وما فوائده للمعدة؟ وهل شرب الماء البارد مضر؟
جو 24 :
مع حلول شهر رمضان، يكثر الحديث عن فوائد الصيام الصحية وكيف يؤثر على التحولات الكيميائية في الجسم، ونقدم هنا مجموعة من الإجابات على الأسئلة عن الصيام في الشهر الفضيل:
ماذا يحصل للكبد خلال الصيام؟
عند الصوم تقل معالجة الكبد للكثير من المواد الغذائية الموجودة في الطعام، مما يتيح إمكانية تعافي الكبد، وخاصة الكبد الدهني، وهو أكبر أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم.
وقال علماء ألمان من المركز الألماني لأبحاث السرطان ومركز هيلمهولتس للأبحاث الطبية في ميونيخ، إن الصيام له تأثير إيجابي على جسم الإنسان وخاصة على مرض الكبد الدهني المنتشر في العالم. من جهة أخرى يساعد الصيام على تجاوز مشاكل السمنة لدى العديد من الناس، حسب موقع صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" الألماني.
وأشارت الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية المتخصصة "موليكولار ميدسين" إلى أن العلماء توصلوا إلى معرفة ما يحدث في جسم الإنسان عند الصيام، إذ ينتج الجسم بروتينا يؤثر على التحولات الكيميائية في الكبد، وهو ما يقلل من تكدس الدهون فيه.
ويعلق الدكتور آدم روز من المركز الألماني لأبحاث السرطان على هذه الدراسة بالقول "بإمكاننا معالجة مشاكل السمنة والكبد الدهني، عندما نفهم كيف يؤثر الصيام على التحولات الكيميائية داخل الجسم". ويجمع معدو الدراسة على أن الصيام له فوائد صحية على مشاكل الكبد الدهني المعروف أيضا بتشحم الكبد.
ما تأثير الصيام على البنكرياس؟
يريح الصوم البنكرياس، إذ يقل معدل إنتاجه للأنسولين. كما تصبح خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين، وهو ما ينعكس إيجابا على صحة مرضى السكري من النوع الثاني.
كيف يؤثر الصيام على الكولسترول وضغط الدم والألم المزمن؟
يعمل الامتناع عن الطعام على تخفيض الكولسترول وضغط الدم. وبعد الانتهاء من فترة الصوم، فعادة ما تكون هناك زيادة طفيفة في مستواهما، لكنه لا يصل إلى القيم الأولية.
كما يخفف الصوم من العديد من اضطرابات الألم المزمنة، على سبيل المثال الروماتيزم (التهاب المفاصل المزمن).
ما فوائد الصوم للمعدة؟
خلال الصوم تنكمش المعدة المتمددة من جديد، كما يتعافى الغشاء المخاطي، تماما كما هي الحال في الأمعاء. ويغير الصوم أيضا من انتشار الفلورا المعوية أو ما يسمى "نبيت جرثومي معوي" بشكل إيجابي.
كما يعزز الصوم الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي للأنسجة الدهنية، إذ تفتح الخلايا الدهنية، خاصة تلك الموجودة تحت الجلد والمعدة، أقفالها وتبدأ بالذوبان. إذ تتحول جزيئات الدهون إلى كيتونات عالية الطاقة أثناء الصوم.
ماذا عن الصوم والأعصاب؟
يشجع الصوم على تجدد الخلايا العصبية، بالإضافة إلى ذلك فإن الامتناع عن تناول الطعام لأوقات معينة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، كما أظهرت بعض الدراسات العلمية.
أيهما أفضل شرب الماء البارد أو الفاتر؟
يزعم البعض أن شرب الماء البارد يعيق عملية الهضم، لكن الأبحاث العلمية لم تكشف وجود ضرر حقيقي للماء البارد على صحة البدن، وهو ما أكده بحث نشره موقع "ميديكال نيوز تودي" العلمي البريطاني.
وجميع الأبحاث تجمع على ضرورة شرب الماء بكثرة في أيام الصيام أو في فصل الصيف لتعويض الجسم عن فقدانه للسوائل من خلال التعرق. وهذا ثابت للمرء، حيث يلاحظ أن الإنسان يصبح قليل التبول في الصيف بسبب التعرق، وهذا يعني أن الجسم يفقد سوائله، وعلى المرء أن يكثر من الشرب حتى يستعيد مستوى تبوله الطبيعي.
وكشف موقع "ساينس أي بي سي" العلمي الهندي أن لا ضرر ثابتا في شرب الماء البارد، باستثناء كونه يعرض عملية الهضم إلى عسر بفعل تقلص عضلات المعدة.
وتتفق مراكز البحث الطبي على أن شرب الكثير من الماء، إن كان باردا أو دافئا، يساعد على طرد السموم من الجسم، ويسهل الهضم، ويمنع الإمساك.
ونشر الموقع المذكور وقائع ونتائج دراسة صغيرة أجريت عام 2013 على ستة أشخاص لتقصي آثار العطش الذي أصابهم، وأثر الماء البارد الذي شربوه. فتبين أن شربهم لماء درجة حرارته 16 مئوية، وهي درجة حرارة ماء الحنفية في الأحوال الطبيعية، قد تبعه بدقائق توقفهم عن التعرق (ولا بد من الإشارة إلى أن هذا لا ينطبق على درجة حرارة ماء الحنفية في البلدان الحارة، حيث تصل في أحيان كثيرة إلى 40 درجة مئوية).
ومن هذه التجربة البسيطة، خلص الباحثون إلى أن شرب الماء بدرجة حرارة 16 مئوية هو الأنسب لمن بذل جهدا كبيرا وتعرّق بشدة وارتفعت درجة حرارة جسده بسبب الجهد أو القيظ.
أما الاعتقاد الشائع بأن شرب الماء البارد وتناول البظة (آيس كريم) والأكل البارد في الصيف خاصة، قد يسبب نزلات برد أو إنفلونزا أو نزلات صدرية، فما زالت تعوزه الأدلة، إذ لم يتوفر دليل علمي واحد يدعم هذا الاعتقاد.
ويزعم كثيرون أن شرب الماء البارد بإفراط يساعد إلى حد كبير في تخفيف الوزن، مستندين إلى دراسات تفيد بأن شرب المزيد من الماء يساعد البدن على حرق سعرات حرارية، لكن تلك الدراسات لا تضع فرقا بين شرب الماء البارد وشرب الماء بدرجة حرارة الغرفة العادية في البلدان معتدلة الأجواء.
بين أن بعض الأبحاث تحذر الذين يعانون من مشكلات في المريء وفي الحنجرة من شرب الماء البارد، ولا سيما المصابين منهم بمرض"آخالاسيا" (Achalasia)، وهو مرض يؤدي بالمصاب إلى صعوبة بلع الطعام والسوائل.
وقد أثبتت الدراسات أن المصابين بهذا المرض قد يتعرضون لمضاعفات صحية في حال شربهم الماء البارد في الصيف خاصة، ولكن الذين عانوا من تلك الأعراض ما برحوا أن شفوا حال تناولهم ماء دافئا، وصار بإمكانهم البلع بسهولة.
كيف نستغل رمضان للإقلاع عن التدخين؟
طوال أربعة عشر ساعة تقريبا، هي فترة الصيام في شهر رمضان، تحدث العديد من التغيرات والمكاسب الإيجابية بأجسام المدخنين، مما يجعلهم أكثر مقدرة على استثمار هذا الشهر المبارك في التوقف النهائي عن التدخين.
وتبدأ هذه التغيرات بعد عشرين دقيقة منذ آخر سيجارة، وفقا لما ذكره الدكتور أحمد الملا، مدير مركز مكافحة التدخين بمؤسسة حمد الطبية في قطر، حيث يتم بعدها عودة نبض القلب وضغط الدم إلى وضعه الطبيعي المستقر، ثم يبدأ الجسم في طرد غاز أول أكسيد الكربون السام من الجسم بحيث يستكمل التخلص منه خلال ثمان ساعات منذ آخر سيجارة استخدمها المدخن.
كما تبدأ أعصاب حاستي الشم والتذوق في استعادة عافيتها، لذا يلاحظ المدخن تحسنا ملحوظا في هاتين الحاستين.
وغاز أول أكسيد الكربون هو الغاز الذي يضعف وبشكل كبير من التروية الأكسجينية لأعضاء الجسم وأهمها القلب والدماغ، لذا سوف يشعر المدخن بتحسن طاقته وتنفسه، وفقا لبيان صادر عن مؤسسة حمد وصل للجزيرة نت.
وبشأن ما يحدث للمدخن فيما يتعلق بالنيكوتين، وهي المادة الإدمانية الموجودة في كل منتجات التدخين والتي تجعل المدخن يرغب رغبة ملحة ودائمة في التدخين، يقول الدكتور جمال باصهي، أخصائي الإقلاع عن التدخين بمركز مكافحة التدخين، إنه بعد ثلاث ساعات من آخر سيجارة يقل النيكوتين بالدم بنسبة 50%، وهذا ما يجعل معظم المدخنين يدخنون كل ساعتين أو ثلاث.
ولكن في رمضان ولأن المدخن مجبر على عدم التدخين لفترة 14 ساعة، فإن النيكوتين يهبط بكمية كبيرة في الدم، وعندها قد تظهر بعض الأعراض الانسحابية لدى المدخن مثل الرغبة في التدخين وضعف التركيز والعصبية وربما الصداع، ولكن مع روحانية رمضان وقراءة القرآن وتحسن الدورة الدموية، يستطيع الشخص التغلب عليها واستخدام علاجات الإقلاع عن التدخين للمدخنين الذين تكون لديهم هذه الأعراض شديدة.
علما أن هذه الأعراض، ووفقا لتجارب المدخنين في رمضان، تبقى للأسبوع الأول من الشهر فقط، ثم تقل تماما أو تختفي، وهذا السبب الذي يجعل كثيرا من المدخنين في رمضان ينجحون في التوقف عن التدخين، وبعضهم حتى من دون علاجات.
المصدر : مواقع إلكترونية,دويتشه فيلله