"اختراقات" تضع حدا لانتشار الفيروسات على الطائرات
رغم ترويج شركات الطيران لجهودها الرامية للحيلولة دون انتقال الأمراض بين المسافرينوخطواتها الإضافية في زمن وباء كورونا العالمي، إلا أن مقصورة الركابلا تزال تشكل خطرا لانتشار الأمراض المعدية، وفق خبراء.
هذهالمشكلة متشعبة ومتعددة الأطراف، فهي مشكلة بيولوجيا وفيزياء والقرب البحت من آخرين، مع تدفق هواء، وأسطح متسخة، واتصال قريب مع مسافرين آخرين.
لكن هناك أملا. إذ يعتقد باحثون أن من الممكن تحقيق "اختراقات". فالأضواء فوق البنفسجية التي تعد بتدمير الفيروسات من دون إيذاء البشر يجري اختبارها من قبل علماء في جامعة كولومبيا الأميركية، والذين يقولون، وفق ما أوردته صحيفة واشنطن بوست، إن الأضواء ستكون فعالة ليس في كابينات الطائرات فحسب بل أيضا في أماكن أكبر مثل المطارات والمستشفيات والمدارس.
وقال مدير مركز الأبحاث الإشعاعية في كولومبيا، ديفيد برينر، "ونحن نتحدث الآن، هناك 100 فأر لا شعرلديها تتعرض للأضواء لمدة 15 شهرا".
وأوضح أن الفئران تبقى معرضة للأضواء ثماني ساعات في اليوم وتخضع لاختبارات على الجلد والعيون كل أسبوعين.وبعد ثمانية أشهر لم يجد الباحثون أي ضرر لدى الحيوانات، وهو أمر مشجع، وفق برينر. وفي نهاية الدراسة سيتم فحص الحمض النووي للفئران للبحث عن أي ضرر طفيف.
وأردف أن المصابيح قد تساعد في منع انتشار كوفيد-19، لكن كورونا الجديد "حل قبل الأوان بالنسبة لنا. لو جاء في العام المقبل، لكنا في وضع أفضل لمحاربته".
وتدرك الإدارة الفدرالية للطيران وكبريات الشركات المصنعة للطائرات منذ وقتطويل مخاطر انتشار الأمراض في الرحلات الجوية، ورعت العديد من الدراسات الساعية لتحسين الوضع.
وتقوم بوينغ باختبار مراحيض تنظف نفسها في أقل من ثلاث ثوان، فيما ينظر مهندسون في الشركة الأميركية ومنافستهاالأوروبية إيرباص في تغيير طريقة تحرك الهواء حول الركاب للحد من العدوى، وفق الصحيفة.
لكن محاربة الأمراض والاستعداد لكارثة ما كانا ضمن أولويات صناعة الطيران في وقت شهد فيه السفر الجوي العالمي ارتفاعا كبيرا.
وفي تصريح للصحيفة، قالأستاذ الهندسة في جامعة بردو (Purdue)، تشينغيان تشن، الذي ساعد في قيادة مشروع بحثي مولته إدارة الطيران الأميركية حول انتقال الأمراض على متن الطائرات "عندما تستطيع بيع طائراتك بسهولة، تحاول تأجيلالمشاكل إلى المستقبل"، وأردف "اليوم تبين لنا أن ذلك المستقبل هو في الواقععام 2020".
وليس من الواضح الآن إلى أي مدى ستذهب شركات الطيران والمنتجون وإلى أي حدستدفعها الجهات الرقابية والمسافرون.
بوينغ كانت أساسا تحت حصار بسبب عيوب التصميم في طائراتها من طراز737 ماكس التي أدت إلى حادثين قاتلين، وقالت إنها تبحث عن متطوعين لخطة تسريح طوعي في وقت يعيش فيه قطاع الطيران تباطؤا شديدا.
وتقول شركات الطيران إن جميع أو معظم طائراتها تستخدم مرشحات هواء عالية الكفاءة.
ويمر الهواء داخل الطائرةعبر ملايين الطبقات الخاصة بإمساك الجزيئات في مرشحات هواء، ثم يمزج مع الهواء الذي تسحبه المحركات، ما يشكل خليطامن الهواء النقي والهواء الذي يعاد تدويره.
لكن الركاب يمكنه أن يستنشقواالجسيمات الدقيقة المعلقة، من مسافر قريب يسعل، قبل أن يتم نقل الهواء الذي يحتوي علىتلك الجسيمات خارج كابينة الركاب وفلترته.